الثورة- راغب العطيه
عندما يطل الإرهاب برأسه مرة أخرى في سوريا، التي تتجاوز تدريجيا الظروف السياسية والاقتصادية والأمنية المعقدة، فهذا يدل على أن الجهات المعادية للسوريين تحاول أن تضع العقبات أمام تعافي هذا البلد، من خلال إشاعة الفوضى وعدم الاستقرار.
ولا شك بأن الهجوم الإرهابي الجبان على كنيسة مار إلياس بمنطقة الدويلعة في دمشق، هو جريمة نكراء بحق الإنسان والمجتمع، وعمل إرهابي مدان يخالف كل الشرائع والأديان السماوية، وينتهك قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وقد لاقى هذا العمل الشنيع إدانات واسعة شعبية ورسمية ودولية.
وفي قراءة لهذه العملية الإجرامية التي استنكرها وأدانها السوريون، على المستويين الشعبي والرسمي، نجد أن من خطط ونفذ هذا الهجوم الإرهابي يهدف من خلاله، إلى زعزعة أمن واستقرار سوريا، ومنعها من استعادة تعافيها على مختلف الصعد الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، من خلال التأثير بشكل عميق على نفسية المجتمع السوري، وبث حالة من الخوف والفزع وعدم الاستقرار، وهذا على المستوى الداخلي.
أما على المستوى الخارجي، فالهدف هو إيصال رسالة إلى حكومات العالم والمجتمع الدولي، بأن الحكومة السورية غير قادرة على تأمين الأمن والأمان لمواطنيها، وتصويرها بحالة العجز عن تحمل مسؤولياتها، وذلك في محاولة يائسة للتأثير على المواقف الدولية الداعمة لسوريا حكومة وشعباً، إلا أن ردود الفعل الإقليمية والدولية، التي أدانت هذا العمل الإرهابي، وأكد مطلقوها مواصلة دعمهم لسوريا على كافة الأصعدة في مواجهة الإرهاب بكل أشكاله ومصادره، يشير بشكل واضح إلى أن هذا الهدف، اتضح أنه رهان خاسر، ارتد على مخططي هذا التفجير ومن يقف وراءهم.
وبالرغم من أن الهجوم على دور العبادة والأماكن الدينية، يخلق شرخاً كبيراً في المجتمعات المتنوعة، خاصة عندما يستخدم منفذوه شعارات دينية زائفة، كذريعة واهية في تنفيذ مثل هذه الأعمال الإرهابية اللاإنسانية واللا أخلاقية، إلا أن الهجوم الإجرامي على كنسية مار إلياس وحد السوريين وعزز من تضامنهم وتعاضدهم في مواجهة هذا الإرهاب الذي لا ينسجم بالمطلق مع معتقدات وطبيعة الشعب السوري، كما أوضح بشكل جلي مدى متانة التكاتف والوحدة الوطنية التي يتميز بها السوريون عند مواجهة المحن بكافة أشكالها، وأظهر في الوقت ذاته حجم الالتفاف الشعبي حول الحكومة، ومناصرتها في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ الأمن والاستقرار، وصون وحدة البلاد، وكذلك ما تلاقيه من دعم واسع من شعوب وحكومات معظم دول العالم، والوقوف إلى جانبها في محاربة الإرهاب بكل أشكاله وأنواعه.
ومن هنا، فإن الحكومة التي تعمل بكل جهد، لترسيخ الاستقرار، وتعزيز الأمن، وصون السلم الأهلي، لن تألو جهدا عن مواصلة العمل للكشف عن المخططين لهذا العمل الجبان، وقد أكد السيد الرئيس أحمد الشرع في هذا السياق، بالقول:” نقف اليوم جميعا صفا واحدا، رافضين الظلم والإجرام بكل أشكاله، ونعاهد المكلومين بأننا سنواصل الليل بالنهار مستنفرين كامل أجهزتنا الأمنية المختصة، لضبط كل من شارك وخطط لهذه الجريمة النكراء، وتقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل”.

السابق