الثورة- نور جوخدار:
مع دخول واشنطن رسمياً على خط المواجهة بين إيران وإسرائيل، بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فجر اليوم تنفيذ ضربات جوية استهدفت المنشآت النووية الإيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، باتت القواعد الأميركية في الشرق الأوسط، خاصة في سوريا والعراق والخليج، في مرمى الرد الإيراني المحتمل، وسط مؤشرات على أن طهران قد تلجأ لضربات مباغتة تستهدف مواقع الوجود العسكري الأميركي كرد مباشرة على تدخل واشنطن.
وتتزايد في الأوساط التحليلية التحذيرات من احتمال تكرار سيناريو شبيه بهجوم “بيرل هاربر” الشهير الذي شنته اليابان على القواعد الأميركية في جزر هاواي عام 1941، في واحدة من أخطر العمليات المباغتة في التاريخ العسكري الأميركي، ما يطرح تساؤلات عديدة منها: هل يمكن لإيران أن تنفذ ضربات مفاجئة على القواعد الأميركية في الشرق الأوسط؟ وهل تتحمل واشنطن ضربة مباغتة في قلب الخليج؟ وإذا حدثت، فهل سيكون مصير إيران كمصير اليابان حينها؟.
في السابع من كانون الأول 1941، شنّت اليابان هجوماً مفاجئاً على القاعدة الأميركية في ميناء بيرل هاربر بجزر هاواي، عبر غارتين جويتين شاركت فيهما 353 طائرة مقاتلة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 2400 أميركي وتدمير معظم الطائرات الحربية الرابضة.
هذا الهجوم رغم فشله بتحقيق أهدافه الكاملة إلا أنه أشعل حرب المحيط الهادئ، ودفع الولايات المتحدة للدخول في الحرب العالمية الثانية مباشرة، لتنتهي بعد سنوات بإلقاء قنبلتين ذريتين على مدينتي هيروشيما وناغازاكي، أسفر فيها عن مقتل نحو200 ألف مدني، وأجبر اليابان على الاستسلام، لتصبح بعدها تحت الهيمنة الأميركية.
في مشهد يعيد إلى الأذهان هجوم “بيرل هاربر” الذي أثبت أن المباغتة العسكرية يمكن أن تقلب موازين القوى في ساعات، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” نقلاً عن مسؤول أوروبي، أن طهران حذرت السلطات القطرية من أن القواعد الأميركية في الخليج ستصبح “أهدافاً مشروعة” في حال أي هجوم أميركي على إيران.
بدورها، أفادت “نيويورك تايمز” نقلاً عن مصادر استخباراتية أميركية، بأن إيران جهزت صواريخ ومعدات عسكرية لضرب القواعد الأميركية في الشرق الأوسط إذا انضمت واشنطن إلى حرب إسرائيل ضدها، وفي حال وقوع أي هجوم فإن إيران قد تبدأ بزرع ألغام في مضيق هرمز لتعطيل حركة السفن الحربية الأميركية.
المصادر أكدت أن طهران تمتلك صواريخ قادرة على استهداف القواعد في البحرين وقطر والإمارات خلال دقائق، دون حاجة لتحضيرات كبيرة.
كما أقرّ مسؤولان إيرانيان بأن “طهران ستهاجم القواعد الأميركية في الشرق الأوسط، بدءاً بالعراق، إذا انضمت الولايات المتحدة إلى الحرب مع إسرائيل” بحسب الصحيفة.
يبلغ عدد القوات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط نحو 30 ألف جندي بحسب أرقام وزارة الدفاع الأميركية يتمركز معظمهم في الخليج العربي ضمن أكثر من 40 قاعدة ومنشأة عسكرية أميركية.
وبحسب مراقبين، فإن هذه الحرب في منطقة شديدة التعقيد كمنطقة الخليج، تبقى كل السيناريوهات مفتوحة، بدءاً من ضربات على غرار “بيرل هاربر” أو ضربة محدودة، وصولاً إلى حرب إقليمية شاملة.