الثورة – ناصر منذر:
بعد لقاء القمة، مع الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون في باريس، وسلسلة النشاطات واللقاءات مع مسؤولين فرنسيين خلال زيارته إلى فرنسا، أكَّد السيد الرئيس أحمد الشرع، أن تلك اللقاءات تميزت بروح إيجابية ورغبة صادقة في تعزيز أواصر التعاون الثنائي، وإرساء دعائم السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
جاء ذلك في رسالة شكر، وجهها الرئيس الشرع إلى نظيره الفرنسي ماكرون.
وقال الشرع في بيان رسمي، نشرته رئاسة الجمهورية: “أتقدم إلى الرئيس إيمانويل ماكرون بأسمى عبارات الشكر والامتنان لما لقيته من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة خلال زيارتي الأخيرة إلى الجمهورية الفرنسية.
وأضاف:” أعبر عن تقديري العميق لما تميزت به اللقاءات من روح إيجابية ورغبة صادقة في تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، لاسيما فيما يتعلق بإرساء دعائم السلام والاستقرار في المنطقة والعالم”.
وتابع بالقول:” كما أكَّدت حرص الجمهورية العربية السورية على توطيد علاقات الصداقة مع الجمهورية الفرنسية، والعمل المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين”.
نقطة تحول
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية أسعد الشيباني، الزيارة بأنها تاريخية، ونقطة تحول في ملف رفع العقوبات المفروضة على سوريا.
وقال الوزير الشيباني في منشور على منصة “اكس”: “شكلت الزيارة التاريخية إلى باريس رفقة فخامة الرئيس أحمد الشرع، نقطة تحول في ملف رفع العقوبات المفروضة على سوريا، وتعزيز الأمن الإقليمي، وخلق بيئة دائمة للسلام والاستثمار التجاري في المنطقة”.
وأضاف:” إن نجاح هذه الزيارة لا يقتصر على المستوى السياسي فقط، بل يعكس أيضاً الإرادة المستمرة في تعزيز بناء علاقاتنا الدولية على أسس قوية من التعاون المشترك والاحترام المتبادل مع الجميع”.
وكان الرئيس الشرع، قد أجرى يوم أمس زيارة تاريخية إلى فرنسا، التقى خلالها نظيره الفرنسي، وشملت المحادثات عدة قضايا، أبرزها الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا، والتحديات الأمنية التي تواجه الحكومة الجديدة، والعلاقات مع دول الجوار وخاصة لبنان.
كما تناولت المباحثات “مسألة إعادة الإعمار، وآفاق التعاون الاقتصادي والتنمية في سوريا.
أهمية كبيرة
وتكتسب هذه الزيارة الرسمية أهمية كبيرة كونها الأولى إلى دولة أوروبية بعد سقوط النظام البائد بما يسهم في تطوير العلاقات الخارجية للدولة واستعادة مكانتها، كما أن هذه الزيارة جاءت أيضاً ضمن مسار تطور العلاقات بين البلدين، حيث سبقتها مكالمات هاتفية عدة بين الرئيسين ناقشت عدداً من القضايا المشتركة ذات الأهمية. وفق ما ذكره مصدر إعلامي رسمي لوكالة سانا.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك، أكد ماكرون وقوف بلاده إلى جانب الشعب السوري، مشدداً على أن الاستقرار في سوريا مهم لأمن المنطقة وأمن أوروبا، وأنه يجب على المجتمع الدولي أن يكون جاهزاً لدعم عملية إعادة بناء سوريا.
وقال الرئيس الفرنسي: لا نسعى لإملاء أي دروس على سوريا، ونشارك الشعب السوري تطلعاته العادلة، وسنعمل مع الشركاء الأميركيين والأمم المتحدة من أجل دعم سوريا، و سنسعى إلى رفع تدريجي لعقوبات الاتحاد الأوروبي عن سوريا، وسنضغط على واشنطن لاتباع هذا المسار أيضا.
مضيفاً: نعتقد أن مصلحة الجميع بما في ذلك الأميركيين تقتضي رفع العقوبات المفروضة على سوريا لتمكين عملية إعادة البناء، ومسؤوليتنا أن نرفع العقوبات عن سوريا ونحن ملتزمون بما نقوله.
من جانبه أكد الرئيس الشرع خلال المؤتمر، ضرورة رفع العقوبات المفروضة على سوريا جراء ممارسات النظام البائد، مشيراً إلى أنه لا مبرر لبقائها بعد إسقاطه، لأنها ستكون عقوبات على الشعب، وأمام سوريا مهام كبيرة، واستقرارها مرتبط بالاستقرار الاقتصادي وبالحالة الأوروبية وبالعالم.
وقال الرئيس الشرع: فرنسا كانت من أوائل الدول الأوروبية التي طردت بعثات النظام الدبلوماسية، إثر المجازر المروعة التي ارتكبها، وأول دولة أوروبية تعترف بالمعارضة السياسية، واستثمرت فرنسا في الجهود الإنسانية والسياسية وفي ملفات المساءلة، في وقت قل فيه من يفعل ذلك، لتضمن أن ألم السوريين لم يمح ولن ينسى، ونحن نثمن لها ذلك، ويكفي أن تمتلك دولة ذات رؤية مثل فرنسا تاريخاً من تشكيل ملامح الدولة الحديثة لتدرك وتقدر هذا الحق في دولة أخرى.