فريق “ملهم”.. يزرعون الخير ليثمر محبة وفرحاً.. أبو شعر لـ”الثورة”: نعمل بصمت والهدف تضميد الجراح وإحياء الأمل
الثورة – فردوس دياب:
هي رحلة فریق جسد حب الخير والعطاء، بأسمى صوره ومعانيه، من خلال الإصرار على زراعة بذور الأمل والحياة، وبأیادٍ أمينة وراعیة لتحقیق آمال وطموحات السوريين.
صحيفة “الثورة” وإيماناً أن رسالة الإعلام بالدرجة الأولى، تسليط الضوء على كل الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم وأموالهم وجهدهم ووقتهم لنصرة ومساعدة الشعب السوري، الذي عانى الكثير من طغيان وويلات النظام المخلوع، التقت أحد مؤسسي فريق “ملهم” التطوعي، ونائب رئيس مجلس الإدارة أحمد أبو شعر، الذي كان الحديث معه مفعماً بالمشاعر الإنسانية والوجدانية، لما فيه من صور الخير والعطاء الإنساني الوفير.
أبو شعر استهل حديثه بالقول: إن رؤية فريق “ملهم” ورسالته تتمثل في ريادة العمل التطوعي محلیاً وإقلیمیاً وعالمیاً، من خلال إعادة تعریف مفهوم التطوع ﻓﻲ خدمة الإنسانیة ومزجه بالعمل المؤسساتي الاحتراﻓﻲ، وخلق نموذج عالميّ جدید لإعادة بناء الإنسان من أجل بناء مجتمع متمکّن ذي مستقبل أفضل.
شغف العطاء
وأضاف أبو شعر: إن رسالة فريق ملهم هي بناء هیکل اجتماعي یعزز العطاء، ويسعی من خلال طواقمه إلی تقدیم حلول عملیة ومبتكرة لمد ید العون لكل محتاج، مع التركيز الأساسي ﻋﻠﯽ الالتزام بالقيم الإنسانية التي تعتبر الركيزة الأولی التي تحرّك عَمَل الفريق، وتُحفّزه لیقدّم المزید من العطاء، وفق أﻋﻠﯽ معاییر الالتزام، متخذین من الحدیث الشریف “إن الله یحب إذا عمل أحدکم عملاً أن یتقنه” عنواناً لهم ، وبناء على ذلك يسعى الفريق جاهداً إلی الالتزام بقيم.. الشغف والعطاء والشفافیة والالتزام والدیناميكية والاحترافیة والتكامل والإبداع.
وعن بدايات فريق “ملهم”، أوضح أبو شعر أن الفريق كمؤسسة كان شعاره “نلهم إنسانیتك”، بدأ بعدد من الأشخاص المخلصين وبتبرعات فردية لمساعدة السوريين في مخيمات اللجوء، ولاسيما في الأردن، وتطور ﻋﻠﯽ مدار أکثر من عقد من الزمن ليصبح مؤسسة كبيرة وفاعلة واسعة الانتشار في مجال العمل الإنساني في كثير من البلدان، تسعی إلی بناء مجتمعٍ تعاونيٍ متنوع ﻓﻲ التدخلات ورائدٍ ﻓﻲ الخدمات الإنسانیة.
وفيما يتعلق بجوهر عمل الفريق، أكد أن الفريق يرتكز ﻋﻠﯽ رؤية جماعية لتقدیم عمله، لأنه يدرك أنه يعمل ضمن أکثر القطاعات الإنسانیة حساسیة، عبر منظومة دعم تكاملية يسخر من خلالها كل جهوده الفردية والمجتمعیة والمؤسسية.
13 ألف حالة طبية
وحول المستهدفين من برامجه ومشاريعه، أوضح أبو شعر أن “ملهم” يستهدف بشکل أساسي اللاجئین والنازحین، والعائلات التي فقدت معیلها، والأیتام، والنساء، والأطفال، والمرضی، والمدنیین المصابین، والمهجرين، والذین یعیشون ﻓﻲ المخیمات، والطلاب الذین لیس لدیهم فرص لمواصلة تعلیمهم.
وتابع: إن الفريق یعمل بشكل أساسي على عدة عناوين رئيسة، هي كفالة الأيتام ودعم القضايا الطبية، والتعلیمة، ودعم حملات الاستجابة الطارئة، والحالات الإنسانیة، والمأوى، وبرنامج المیاه والإصحاح والبنی التحتیة، والتمكين الاقتصادي.
وذكر أن مؤسسة “ملهم” تساعد شهریاً مئات المرضی، ولاسيما الحالات المستعجلة، تقوم بتأمین تكالیف العلاج، والأدویة، والتحالیل الطبیة، والعلاج الفیزیائي وذلك من خلال المراکز والنقاط الطبیة المنتشرة ﻓﻲ المدن والمخیمات، تقدم رعایة طبیة مجانیة لآلاف الأسر شهریاً وبما يقدر 13 ألف حالة طبية.
وأضاف أبو شعر: هناك ما يقارب من 12 ألف حالة إنسانية بحاجة إلى مساعدة عاجلة، لذلك يقوم “ملهم” بزیارات میدانیة للوصول للعائلات الأكثر حاجة ﻓﻲ القرى والمدن التي كانت منسیة أيام النظام المخلوع، من أجل تأمین المساعدات لها وإعادة ترميم وإعمار ما دمره النظام السابق.
وبحسب نائب رئيس مجلس الإدارة فإن عمل الفريق لا يقتصر على تقديم المساعدات للاجئين في المخيمات فقط، بل يتجاوز ذلك إلى تقديم المساعدة أثناء الكوارث الطبیعیة کالفیضانات والزلازل، بالإضافة إلى تنظیم المشاریع الإغاثية الخاصة بالحملات الموسمیة مثل حملات الشتاء وموجات الحر ورمضان والأعیاد.
مساعدة آلاف المنكوبين
واستذكر أبو شعر الجهود الكبيرة التي قام بها فريقه أثناء كارثة الزلزال في سوريا وتركيا العام الماضي، وقدمت المساعدات لعشرات الآلاف من الضحایا والمنكوبين، كما تم دعم الدفاع المدني السوري وتقديم مساعدات نقدية مباشرة وتجهيز مراكز للإيواء، وجمع التبرعات لتعويض المتضررين، وإقامة منازل سكنية جديدة لهم خلال عام واحد من خلال صندوق “قادرون” الذي تم إطلاقه ﻓﻲ بدایة عام 2023لإعادة إعمار ما دمره الزلزال ﻓﻲ الشمال السوري، وبلغت قیمة التبرعات الواردة أکثر من 12 مليون دولار.
وبحسب أبو شعر- فإن استجابة فريق ملهم لم تقتصر على مساعدة السوريين بل وصلت إلى الفلسطينيين في قطاع غزة، ومنذ الیوم الأول للحرب الإسرائيلية عليها، وقامت فرق میدانیة بالاستجابة الفوریة لتلبية احتياج آلاف العائلات المتضررة من خلال تقدیم كل أشكال الخدمات والمساعدات الإنسانية العاجلة من خلال تسییر قوافل إغاثیة عبر المعابر البریة.
وأوضح أبو شعر أن هناك قسماً لكفالة الأيتام يضم نحو 4500 طفل يتيم، نسعى من خلاله إلی تحقیق مستقبل أفضل لهم، كما أن هناك برنامجاً للتعليم يضم أكثر 2500طالب جامعي مكفول، يتيح الفرص لآلاف الطلاب لإكمال تعلیمهم، وتقديم المنح الدراسیة الممولة بالكامل أو جزئیاً لطلاب الجامعات، كما ساهم “ملهم” ببناء وتأسیس عدة مدارس للتعلیم الأساسي في عدد من المناطق السورية المدمرة ووفق المعاییر العالمیة.
وحرص الفريق على تنفیذ مشاريع مائية في المدن والمناطق المدمرة من خلال حفر الآبار الارتوازیة وتشیید خزانات المیاه التي تخدم التجمعات والقرى السكنية، بالإضافة إلی مشاریع تدعیم البنی التحتیة في مخیمات اللجوء، وإمدادها بالطاقة والطاقة البدیلة، وبلغ عدد المشاريع المنفذة 14 مشروعاً، وعدد المستفيدين 220٠ ألفاً.
2028 شقة في إعزاز وإدلب.
وعن برنامج المأوى، بيَّن أبو شعر أنه من خلال إیجاد حل مستدام للآثار الاجتماعية السلبیة لمأساة التهجیر ﻓﻲ الشمال السوري، عبر تصمیم وبناء شقق سکنیة لآلاف الأسر بدل الخیام ضمن مجمعات سکنیة یتم تصمیمها وفق معاییر هندسیة عالیة الجودة، وتوفير مساحات خضراء ومرافق تعلیمیة وخدمیة اجتماعیة، وبلغ عدد المشاريع المنفذة ضمن قسم المأوى في مشروع قریة ملهم (378 شقة سکنیة)، ومشروع أوتاد ملهم (280٠ شقة سکنیة)، ومشروع غطاء الرحمة (48 شقة سکنیة)، ومشروع الكوت السكني (58 شقة/ 360 شقة سكنية يتم العمل علیها)، ومشروع طمرة الخير (500شقة/ 180شقة سكنية)، ومشروع سواسية (144شقة سكنية)، ومشروع بذور (24 شقة سكنية)، وجميعها في مدينة إعزاز شمال حلب، وكذلك مشروع سكن ذوي الاحتياجات الخاصة (110شقق سكنية) في قرية باريشا شمال ادلب.
3500فرصة عمل
وعن برنامج التمكين الاقتصادي للمؤسسة، بيَّن أنه تم توفیر آلاف فرص العمل عبر المشاریع التي شیدها فریق “ملهم” ﻓﻲ قطاعات الإنشاءات والتعلیم والصحة، کما تم دعم العوائل المنتجة عبر صندوق المنح للمشاریع الصغیرة والمتوسطة، كي تحافظ ﻋﻠﯽ استدامة مشاریعها وتوسعاتها وتحقیق الاكتفاء الذاتي بشکل كامل، وبلغ عدد فرص العمل٣٥٠٠ فرصة، وعدد المشاریع المقامة37 مشروعاً.
قيمة إنسانية
وختم أبو شعر حديثه بالقول: إن العمل التطوعي والخيري هو قيمة أخلاقية وإنسانیة تساهم في بناء المجتمع وتعزيز وحدته وتآخي أبناءه ونهوضه بأسرع وقت ممكن.
يذكر أن فريق “ملهم”، حمل اسمه من الشهيد ملهم فائز الطريفي الذي كان رائداً في العمل التطوعي والإغاثي، والذي استشهد بتاریخ10/6/2012 بقصف لطيران النظام المخلوع على مدينة سلمى بريف اللاذقية، وهو ما دفع أحبته وأصدقاءه لتشكيل فريق عمل خیري باسمه.