الثورة – رفاه الدروبي:
المزولة عبارة عن توقيت، تتكوَّن من عدة نقاط، وخطوط رسمت على صفحة عريضة في وسطها زاوية حديدية مستقيمة هلالية الشكل، أو عصا مستقيمة أفقية بحيث تُحدِّد الوقت.
وحسب الآثاري ومدير الآثار السابق عبد الرزاق معاذ، اكتشف ابن الشاطر آلة لضبط أوقات الصلاة وأطلق عليها البسيط أو مؤقت الصلاة، وتعرف أيضاً باسم المزولة الشمسية، إنَّه الحسين علاء الدين علي بن إبراهيم المعروف بابن الشاطر المولود في دمشق عام ٧٠٤ هجري “١٣٠٤ ميلادي”، وتوفي في ٧٧٧ هجري “١٣٤٥ ميلادي”.
كانت المزولة موضوعة في مئذنة العروس في الجامع الأموي الكبير حتى عام ١٢٩٠ هجري “١٨٧٣ ميلادي” وقت حاول إصلاحها إمام الهيئة والميقات في دمشق الشيخ محمد الشهير بالطنطاوي، بعد أن اختلَّ وضعها نتيجة مرور السنين عليها.
كما صنع الساعة الشمسية ابن الشاطر في الجامع الأموي الكبير بدمشق، كي يتمَّ ضبط أوقات الصلاة في كل أيام السنة، وتعتبر مزولة ابن الشاطر ساعة شمسية منسوبة له كونه قضى معظم حياته في وظيفة التوقيت ورئاسة المؤذنين في الجامع الأموي بدمشق، ونال شهرة واسعة بين علماء عصره كعالم فلكي، كذلك وضع نظريات فلكية ذات قيمة علمية رفيعة، إذ أنجز كتباً متخصِّصة في الأجهزة مثل الإسطرلاب والمزولة الشمسية.
بينما صنع آلة ضبط الوقت أو المزولة ووضعها في مأذنة العروس في الجامع الأموي، ثم نُقلت إلى المتحف الوطني بدمشق عام 1959، وتتكوَّن من لوح رخامي أبيض تعرَّض للتحطُّم، وفيه قطع ناقصة بقي بعض أجزائه، كما نُقشت عليه دوائر البروج الإثني عشر. يتوسَّط اللوح مؤشِّر نحاسي مثبَّت بشكل عمودي دُوِّن على أحد جانبي اللوح النص الوثائقي الآتي: “وضعت هذه الآلة الجامعة للأعمال الميقاتية برسم الجامع الأموي في دولة سيدنا مولانا السلطان الملك سيف الدنيا والدين منجك كافل الممالك الشريفة بالشام المحروسة أعزَّ الله أنصاره في نظر مولانا العبد بيد مصنفها علي إبراهيم بن محمد الأنصاري عمل سنة ثلاثة وسبعين وسبعمائة، وذلك في العصر المملوكي البحري في عهد السلطان الأشرف شعبان، التأريخ القرن 8 هجري “١٤ ميلادي”، ﺍﻟﻘﻴﺎﺳﺎﺕ ٦×٨×٢٠٠ ﺳﻢ”، مكان الحفظ المتحف الوطني بدمشق”.