بقلم الطفل جعفر مالك محمد:
حول طاولة النفس المستديرة، اجتمعت المشاعر الأربعة، هنا الفرح غارق في سروره، والغضب يصيح مهتاجاً، والحزن ينشج بصمت، أما الخوف فانتابته نوبة ارتعاش وأخذت أسنانه تصطك.
حينما بدأ الاجتماع، كان صوت الغضب المجلجل يدوي عالياً، والفرح يتحدث بسرور غير آبه بالغضب، والحزن يبكي منفرداً، والخوف يترقب نهاية الاجتماع بتوتر عال.حتى قرع باب قاعة الروح- التي كانت المشاعر مجتمعة فيها- ودخلت المحبة قائلة بعتاب وود: “ما هذا؟ أأبعدتم أشعتي الذهبية بمظلات الكره؟!”وقفت المشاعر، وقد هدأ الغضب واعتدل الفرح والحزن، واتزن الخوف.
وقفوا احتراماً لسيدة المشاعر، لمالكة القلوب.
شرعت المحبة تهدئ الجو المشحون بالانفعالات التي هي أشبه بالنور الطفيف الذي يتخلل أشجار المشاعر.
أدرك الجميع خطأه، فالخوف يجب عليه التحلي بقوة الشخصية، والحزن لا يجب عليه البكاء دائماً، والغضب عليه أن يهدأ، والفرح عليه تقبل المشاعر الأخرى.
وهكذا التأم شمل المشاعر الأربعة كما يلتئم شمل الفصول فيكملون الطبيعة.
جرى الاجتماع بهدوء، وكل شعور يعبّر عن رأيه، والمحبة سيدة الموقف.
فاتخذ القرار الآتي: أن تتناوب المشاعر بحسب اللحظة المناسبة، وألا تكون السيادة لواحد منهم فقط.