مجلس الأمن.. إجماع دولي على دعم سوريا ورفع العقوبات

الثورة- ناصر منذر:

شهدت جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، إجماعاً دولياً على ضرورة دعمها في سعيها نحو السلام والاستقرار وإعادة الإعمار، وضرورة رفع العقوبات الغربية المفروضة على الشعب السوري، وسط ترحيب واسع بالخطوات المتخذة في إطار العملية السياسية.
وشدد مندوبو الدول، خلال الجلسة التي عقدت مساء أمس، على أهمية احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها، داعين الاحتلال الإسرائيلي لوقف اعتداءاته على الأراضي السورية، واصفين إياها بالانتهاك السافر لسيادة سوريا، وتهديد مباشر للسلام والأمن الإقليميين، مطالبين بضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة تجاه “إسرائيل”.

الأمم المتحدة: دعم جهود التعافي
وفي هذا السياق، أكدت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة جويس مسويا ضرورة استمرار دعم الجهود الدولية من أجل تعافي سوريا وتنميتها.
وفي إحاطة خلال الجلسة، أشارت مسويا إلى أهمية مواصلة الجهود الدولية لدعم السوريين في ظل التحولات السياسية والأمنية التي تشهدها البلاد، ودعم زخم الاستثمار فيها، لافتة إلى أن عدم الاستمرار بهذه الجهود سيجعل حجم الاحتياجات الإنسانية يتجاوز قدرة الاستجابة لها بكثير، ويؤثر سلباً على عودة المهجرين السوريين إلى بلدهم.
كما حذرت مسويا من مخاطر الذخائر، والمخلفات الحربية غير المنفجرة في المناطق السورية على حياة الأشخاص.

بريطانيا: سوريا حققت تقدماً في العملية السياسية
من جانبه رحّب نائب الممثل الدائم لبريطانيا لدى الأمم المتحدة جيمس كاريوكي بمشاركة وزير الخارجية أسعد الشيباني، في الجلسة، وبرفع العلم السوري الجديد في مقر الأمم المتحدة، واصفاً ذلك بأنّه تذكير قوي بفرصة تاريخية أمام سوريا لصياغة مستقبل أكثر أمناً وازدهاراً.
وأكّد كاريوكي في كلمته التي نشرت على موقع وزارة الخارجية البريطانية، وقوف بلاده إلى جانب الشعب السوري في هذه اللحظة التاريخية، مشيراً إلى التقدم الملحوظ الذي حققته سوريا في إطار عملية الانتقال السياسي، بما في ذلك تشكيل حكومة جديدة، واتخاذ خطوات نحو المصالحات بين المجتمعات السورية المختلفة، وإنشاء لجنة دستورية، والعمل على معالجة التهديدات الأمنية الفورية والوقوف عليها.

تحفيز النمو الاقتصادي
وقال كاريوكي: إنه بعد سنوات من الحرب والوحشية في ظل حكم نظام الأسد، يجب أن يكون لقضايا العدالة الانتقالية والمساءلة الأولوية القصوى، واصفاً الاجتماعات بين الحكومة السورية والمؤسسات المالية الدولية في نيويورك، بأنها خطوة مهمة لتعزيز الدعم الدولي وتحفيز النمو الاقتصادي، لافتاً في هذا السياق إلى أن بريطانيا رفعت العقوبات عن قطاعات تشمل التجارة، وإنتاج الطاقة والقطاع المالي، في تحرك يمكن أن يساهم في إزالة العوائق أمام الاستثمارات، ولا سيما في قطاع الكهرباء والطاقة الضروري لإعادة الإعمار.
وشدّد كاريوكي على أهمية احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها، محذراً من أن الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية قد تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة.

فرنسا: يجب وقف الانتهاكات الإسرائيلية
بدوره، رحب الممثل الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة جيروم بونافون في كلمته بحضور الوزير الشيباني في الجلسة، مشدداً على أن بلاده ستقف إلى جانب سوريا الجديدة في سعيها نحو السلام والمصالحة وإعادة الإعمار.
ووفق صفحة البعثة الفرنسية في نيويورك، وصف بونافون رفع العلم السوري الجديد في الأمم المتحدة بأنه علامة على الالتزام المشترك بين السلطات السورية والأمم المتحدة لبناء سوريا مسالمة ومتحدة ومزدهرة لصالح شعبها والمنطقة بأسرها.
كما تطرق الدبلوماسي الفرنسي إلى الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، داعياً إلى وقف هذه الانتهاكات على الفور.

تركيا: ضرورة رفع العقوبات فوراً
من جانبه، دعا مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير أحمد يلدز في كلمته إلى رفع العقوبات عن سوريا، وتقديم الدعم الدولي لإعادة الإعمار.
وقال يلدز: إن مشاركة الوزير أسعد الشيباني في الجلسة لا تعد مؤشراً على التقدم الكبير الذي أحرزته بلاده في فترة قصيرة فحسب، بل تعكس أيضاً التزام سوريا القوي بالمشاركة الدولية.
وشدّد يلدز على ضرورة رفع العقوبات المفروضة على سوريا فوراً، وأن تكون إعادة بناء البنية التحتية وتوفير الخدمات العامة وتحسين ظروف المعيشة أولوية مشتركة، مشيراً إلى أن تركيا وجهت نداء واضحاً للمجتمع الدولي بضرورة تقديم الدعم الفعال لعملية إعادة إعمار سوريا. وعن الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، قال يلدز: إن هذه التدخلات تنتهك سيادة سوريا، وتهدد السلام والأمن الإقليميين، كما إنها تقوض الاستقرار الداخلي، داعياً المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات حاسمة ضد “إسرائيل”.

المجموعة الإفريقية: احترام اتفاقية فض الاشتباك
من جانبها جددت الجزائر وثلاث دول إفريقية تمثل مجموعة (أ3+) دعمها الثابت لوحدة وسيادة واستقلال وسلامة الأراضي السورية، وإدانتها للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، مطالبةً بضرورة وقفها.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عمار بن جامع، في كلمة تلاها باسم مجموعة (أ3+) خلال الجلسة: إن دعم وحدة وسيادة واستقلال سوريا لا يتعلق بقيم مجردة بل بمبادئ أساسية يجب احترامها من الجميع.
وعبر بن جامع عن إدانة المجموعة الإفريقية الشديد إزاء الاعتداءات والتوغلات الإسرائيلية المتكررة في الأراضي السورية، والتي تنتهك القانون الدولي، ولاسيما ميثاق الأمم المتحدة، وبشكل خاص المادة 2 منه، التي تمنع التهديد أو استخدام القوة ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأي دولة، مشدداً على ضرورة الاحترام التام لاتفاقية فض الاشتباك لعام 1974.

منع عودة الإرهاب
كما شدد بن جامع على ضرورة رفع العقوبات الغربية المفروضة على سوريا، وقال: إن إعادة إعمار سوريا تتطلب دعم المجتمع الدولي، مشيراً إلى ضرورة تهيئة الظروف المواتية لمنع عودة الإرهاب الذي يهدد السوريين والسلم والأمن الدوليين على حد سواء.
ولفت بن جامع إلى معاناة السوريين بسبب العقوبات الاقتصادية الغربية، وقال: علينا مساعدة السوريين على إعادة بناء حياتهم ومجتمعاتهم، وتتطلب هذه الخطوة الاستثمار في البنى التحتية والتعليم والرعاية الصحية لتمهيد الطريق أمام الازدهار على المدى الطويل.

المجموعة العربية: دعم المسار السياسي
كما جدد مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة طاهر السني في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي ممثّلاً عن المجموعة العربية، مطالبة بلاده والمجموعة العربية بالرفع الفوري للعقوبات المفروضة على سوريا.
وأدان السني الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، مطالباً مجلس الأمن بالضغط على (إسرائيل) لوقف أعمالها الاستفزازية في سوريا، مشدداً على أن وحدة أراضي سوريا واحترام سيادتها ليس مجالاً للمساومة.
وأكدت المجموعة العربية بمجلس الأمن الدولي الترحيب بتشكيل الحكومة السورية الجديدة، ودعم تأسيس مسار سياسي شامل ومستدام.

آخر الأخبار
مخبز بلدة السهوة.. أعطاله متكررة والخبز السياحي يرهق الأهالي عودة الحركة السياحية إلى بصرى الشام خبير اقتصادي لـ"الثورة": "الذهنية العائلية" و"عدم التكافؤ" تواجه الشركات المساهمة اشتباكات حدودية وتهديدات متبادلة بين الهند وباكستان الرئيس الشرع يلتقي وزير الزراعة الشيباني أمام مجلس الأمن: رفع العقوبات يسهم بتحويل سوريا إلى شريك قوي في السلام والازدهار والاقتصاد ... "الصحة العالمية" تدعم القطاع الصحي في طرطوس طرطوس.. نشاط فني توعوي لمركز الميناء الصحي  صناعتنا المهاجرة خسارة كبيرة.. هل تعود الأدمغة والخبرات؟ ترجيحات بزيادة الإمدادات.. وأسعار النفط العالمية تتجه لتسجيل خسارة تركيا: الاتفاق على إنشاء مركز عمليات مشترك مع سوريا "موزاييك الصحي المجتمعي" يقدم خدماته في جبلة تأهيل طريق جاسم - دير العدس "بسمة وطن" يدعم أطفال جلين المصابين بالسرطان اللاذقية: اجتماع لمواجهة قطع الأشجار الحراجية بجبل التركمان درعا.. ضبط 10 مخابز مخالفة تربية طرطوس تبحث التعليمات الخاصة بامتحانات دورة ٢٠٢٥ مُنتَج طبي اقتصادي يبحث عن اعتراف سوريا أمام استثمارات واعدة.. هل تتاح الفرص الحقيقية للمستثمرين؟ دعم أوروبي لخطة ترامب للسلام بين روسيا وأوكرانيا