هي الخطوة الأهم في الأروقة الجامعية، وهي الكلمة البدء في مرحلة سوريا الجديدة.. وهي أيضاً خطاب العقل والعلم وسمو الإنسان السوري، حين تجرّم وتحرم وزارة التعليم العالي بثّ خطابات الكراهية والطائفية في فضاء التعليم السوري العالي.
القرار الذي اتخذه الدكتور مروان الحلبي وزير التعليم العالي في الحكومة السورية المؤقتة، والذي يمنع بموجبه التحريض الطائفي أو ما يسيء للسلم الأهلي داخل الجامعات السورية، ومؤسساتها وكوادرها الإدارية والعلمية، وبين طلابها، قد يكون بديهياً في العرف السوري الاجتماعي والإطار القانوني أيضاً، ولكنه في هذه اللحظات السياسية والاجتماعية والانتقالية التي تعيشها سورية هو المحاضرة الأولى والأهم، التي يجب أن ينجح كلّ طلاب سوريا في استيعابها وممارستها وتصديرها للمجتمع يوم نواجه في سوريا الكثير من الفتن والتحريض والتهديد بالتقسيم على شفير حرب أهلية.
ما طرحه الدكتور الحلبي، الطبيب والإنسان، الذي يُشهد لمسيرته العلمية والأخلاقية، يشكل دعامة حقيقية للوضع الاجتماعي والسياسي للبلاد، وهذا النوع من القرارات الذي يحرّم التمييز على أساس الطائفة والدين يزيح عن الجامعات السورية شبح الفوضى والنزاعات، التي كاد أن يدخل قاعات التدريس والسكن الجامعي، وربما يحمي هذا القرار أيضاً طلابنا من انعكاسات ما يحدث خارج الحرم الجامعي، ويؤسس مجدداً ليكون التخرج من هذا الحرم على سجادة الوحدة والوطنية ورفع اسم سوريا بالعلم والمعرفة.
حققت وزارة التعليم العالي الكثير من الأهداف القريبة والبعيدة بالتشديد على نبذ الطائفية في الجامعة السورية، فهي تسجل في مرمى المرحلة حفاظها على المؤسسة العلمية، وتدعم الموقف السياسي والدبلوماسي لدمشق داخلياً وخارجياً.. وتؤسس لمراحل سوريّة قادمة تعكس الوجه الحقيقي للإنسان السوري .. وتبقى الأمنية أن تكون محاضرة الدكتور الحلبي على مكاتب قرار كل الوزارات السورية.