الثورة -فؤاد الوادي:
تمهيداً لعملية إسرائيلية وشيكة لإعادة احتلال مدينة غزة بالكامل، بحسب ما أعلن رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخراً، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتزم استدعاء ما بين 80 إلى 100 ألف عنصر احتياط للمشاركة في عملية احتلال القطاع.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية : إن “إطار العمل الأولي لوضع خطة احتلال غزة، بعد الموافقة على الفكرة المركزية، يقضي بإرسال ما بين 80 ألفاً و100 ألف أمر استدعاء لعناصر الاحتياط للمشاركة في العملية”.
وأضافت الصحيفة: إن مناقشات إضافية ستُعقد في الأيام المقبلة لتحديد جدول الأعمال وطبيعة العمليات وأساليب المناورة داخل المدينة وبين المباني الشاهقة غربها، إضافة إلى مواجهة فرق المقاومة التابعة لحركة حماس.
ويشير محللون إلى أن هذه الخطوة تأتي في سياق محاولات الاحتلال الإسرائيلي السيطرة على قطاع غزة الذي احتلته سابقاً بين عامي 1967 و2005، ويقطنه حالياً نحو 2.4 مليون فلسطيني، ويخضع للحصار الإسرائيلي منذ 18 عاماً.
وأعلن رئيس أركان جيش الاحتلال٬ إيال زامير، أمس الأربعاء، عن الموافقة على “الفكرة المركزية” لخطة شاملة تهدف إلى احتلال قطاع غزة بالكامل، بما في ذلك منطقة الزيتون جنوب مدينة غزة، والتي بدأت الهجمات عليها الثلاثاء الماضي.
وأثارت نية إسرائيل إعادة احتلال غزة انتقادات رسمية وشعبية واسعة على الصعيد الدولي، وسط تحذيرات من سقوط المزيد من الضحايا الفلسطينيين نتيجة حرب الإبادة وسياسات التجويع الممنهجة التي تمارسها تل أبيب.
وتشير التقديرات الإعلامية الإسرائيلية إلى أن العملية العسكرية قد تستمر حتى العام 2026، خاصةً في المناطق المأهولة بالمباني الشاهقة وخلايا المقاومة المسلحة.
وفي ظل المخاوف من تأثير العملية على الأسرى الإسرائيليين، أعلنت عائلات الأسرى وذوو قتلى الجيش عن نيتها تنفيذ إضراب شامل وشلّ الحياة العامة في 17 آب/أغسطس الجاري، بمشاركة شركات ومؤسسات تعليمية.
وتقدر السلطات الإسرائيلية وجود نحو 50 أسيراً إسرائيلياً في قطاع غزة، بينهم 20 على قيد الحياة، في حين يقبع في السجون الإسرائيلية أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يتعرضون للتعذيب والتجويع والإهمال الطبي، ما أدى إلى وفاة العديد منهم، وفق تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي، ارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.
وأسفر ذلك عن استشهاد 61 ألفاً و776 فلسطينياً، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، وإصابة 154 ألفاً و525 آخرين، إلى جانب أكثر من 9 آلاف مفقود ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 235 فلسطينياً، من بينهم 106 أطفال.