الثورة – يامن الجاجة:
الآراء التي تم تداولها في الشارع الرياضي، على خلفية الإعلان عن قائمة المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، لمواجهة منتخب باكستان في الجولة الخامسة من ملحق التصفيات المؤهلة لكأس آسيا (2027) والتي قد تكون القائمة المستدعاة نفسها،

لمواجهة منتخب جنوب السودان في الملحق المؤهل إلى كأس العرب (فيفا قطر 2025) والظروف المحيطة بالمباراتين المذكورتين، تؤكد بما لايدع مجالاً للشك حالة الاستياء من عمل المدرب الذي كشفت الظروف عيوبه، باعتباره عملاً تعتريه عدة سلبيات.
لانا الذي أمضى، حتى كتابة هذه السطور، قرابة العام ونصف العام، وبالنظر لقائمة اللاعبين التي استدعاها لمواجهة منتخب باكستان، يبدو أنه قد فتح باب التساؤلات مُشرَّعاً عن سبب غياب تشكيلة رديفة للمنتخب، بدليل ماهية الأسماء التي استدعاها لمواجهة باكستان، والتي تؤكد أن المدرب يعاني من عدم وضوح الرؤية فيما يتعلق بهوية العناصر الأساسية والاحتياط، في تشكيلة رجال كرتنا، بدليل أن غياب بعض الأسماء البارزة في التشكيلة الأساسية لرجال كرتنا لم يتم تعويضه بعناصر احتياطية اعتاد الشارع تواجدها في تشكيلة المنتخب، وإنما ببعض الأسماء التي لم تأخذ فرصتها ولم تكسب الخبرة الكافية مع المنتخب.
ربما كان لدى لانا اعتقاد مفاده عدم أهمية مباراة باكستان، باعتبار أن المنتخب متأهل رسمياً إلى النهائيات الآسيوية، وقد يكون لدى الرجل قناعة بأن أي نتيجة سيتم تسجيلها أمام منتخب جنوب السودان ستكون مبررة، ولا سيما أنه لن يستفيد من خدمات معظم اللاعبين المغتربين والمحترفين في أوروبا وغيرها، على اعتبار أن المواجهة أمام منتخب جنوب السودان ستٌقام خارج أيام الفيفا، ولكن الحقيقة أن أي أعذار قد يسوقها المدرب لتبرير أي نتيجة غير الفوز في المباراتين لن تكون مقبولة، وذلك لعدة أسباب، أولها أن المدة التي قضاها لانا مع المنتخب حتى الآن تتيح له تجهيز منتخب أساسي وآخر رديف، وثانيها أن مباراة باكستان يجب أن تكون بروفة وتحضير لمواجهة جنوب السودان، وثالثها أن مواجهة منتخب جنوب السودان لا تحتمل القسمة على اثنين، وتجاوزها أمر لازم، لأن التأهل إلى كأس العرب (فيفا قطر 2025) سيوفر لكرتنا أموالاً كبيرة واحتكاكاً مميزاً مع منتخبات عربية مختلفة.
أين التقييم والمحاسبة ؟
طبعاً لا يختلف اثنان على أن عمل المدرب محط انتقاد، ولاسيما أنه يقيم خارج سوريا، ولم نشاهده على أرض الواقع إلا يوم تقديمه مديراً فنياً للمنتخب، لكن المشكلة الحقيقية هي أن أحداً لم يُقيِّم عمل المدرب كما يجب، كما أن أحداً لم يواجهه بتقصيره في بعض الجوانب، حيث نجح الرجل في فرض آلية العمل التي تناسبه بعيداً عن الفائدة المرتجاة من التعاقد معه.
وتبقى الكارثة الأكبر، من مشكلة عمل المدرب، متمثلة في إمكانية استمرار الحال على ماهو عليه لفترات قادمة، لأن أصحاب القرار في كرتنا حالياً هم من تغاضوا عن عدة مطالب كان يجب على المدرب تحقيقها، وأصحاب القرار أنفسهم سيبقون في مركز القرار (كما هو متوقع) بسلطة أكبر في الأشهر القادمة، وهو ما يعني أن مسلسل المماطلة والتأجيل في تقييم عمل المدرب، ومساءلته وفرض شروط عمل مناسبة لكرتنا عليه، سيبقى مستمراً كمسلسل طويل حتى إشعار آخر.