الثورة – وفاء فرج:
أطلق رئيس لجنة الدواجن المركزية في اتحاد غرف الزراعة، نزار سعد الدين، عبر صحيفة الثورة، استغاثة عاجلة لإنقاذ قطاع الدواجن من الانهيار، محذراً من أن الأزمة لم تعد تقتصر على “الارتفاع الجنوني” في تكاليف الإنتاج، بل تعدتها إلى “إغراق السوق” بالفروج المجمّد المستورد تحت مسميات “غير شفافة”.

وقال سعد الدين، موجهاً نداءه إلى وزارة الاقتصاد والصناعة، إن أكثر من 15 ألف منشأة دواجن، وأكثر من مليون عامل في هذا القطاع، تضرروا بشكل مباشر من قرار استيراد الفروج المجمد، الذي “استغلته” بعض معامل المرتديلا لبيع مخصصاتها في الأسواق، ما تسبب بكساد وهبوط حاد في أسعار المنتج المحلي.
وكانت وزارة الاقتصاد والصناعة قد أصدرت قبل ثلاثة أشهر قراراً يمنع استيراد الفروج المجمد، “حفاظاً على صناعة الدواجن، وحماية للمستهلك من الأضرار الناجمة عن التخزين والتداول غير الآمن في الظروف المناخية المرافقة لارتفاع درجات الحرارة”.
لكن الوزارة أصدرت في 23 من شهر أيلول الماضي قراراً آخر، يسمح باستيراد مادة الفروج المجمد للمنشآت الصناعية المرخصة بصناعة اللحوم (المرتديلا).

تهديد للاكتفاء الذاتي
ورأى سعد الدين أن المشكلة الأكبر تكمن في الارتفاع الهائل لأسعار مدخلات الإنتاج بنسبة 300 بالمئة، ما جعل التكلفة النهائية للمنتج المحلي غير تنافسية، وأوضح أن تكلفة الطن الواحد من مدخلات الإنتاج تصل إلى 1700 دولار، وسعر الصوص 0.80 دولار، وطن العلف 550 دولاراً، وطن الفحم للتدفئة 300 دولار، وبرميل المازوت 180 دولاراً، فيما تبلغ تكلفة الأدوية واللقاحات للصوص الواحد 0.27 دولار، وتكلفة المحروقات 0.50 دولار.
وأضاف: إن تكلفة إنتاج كل ألف دجاجة بمتوسط وزن 2500 كيلوغرام تبلغ 4275 دولاراً، ما يعني أن تكلفة إنتاج الكيلوغرام الواحد من الفروج المحلي تصل إلى 1.71 دولار.

استنزاف القطع الأجنبي
وحذر سعد الدين من أن استمرار الوضع الراهن لا يهدد فقط شريحة واسعة من العاملين في القطاع، بل يؤدي أيضاً إلى استنزاف رصيد البلاد من القطع الأجنبي على منتج “نشتهر به ولدينا فائض منه”.
وناشد قائلاً: “ساعدونا لنعمل وننتج.. أنقذوا قطاع الدواجن قبل الانهيار”.