الثورة – بشار محمد:
يسابق الزمن منتخبنا الأولمبي لكرة القدم بقيادة مدربه الجديد جهاد الحسين، للوصول للجهوزية الفنية المطلوبة لإتمام التوليفه المنسجمة والجاهزة من اللاعبين، قبل دخوله الامتحان الآسيوي في السعودية مطلع العام المقبل لمنتخبات تحت (23) عاماً.

عوامل ضغط
الفترة الزمنية الفاصلة عن انطلاقة النهائيات قصيرة، وتفرض تكثيف الجهود الإدارية والفنية لإعداد منتخب جاهز لمواجهة منتخبات مجموعتنا، اليابان وقطر والإمارات، وهذا في الواقع الذي نتابعه يصطدم بظروف صعبة، منها تزامن التحضيرات مع وجود حالة من الفراغ في اتحاد كرة القدم، والانشغال الكلي بالتحضير لمعركة انتخابية، نأمل أن تفضي لمجلس اتحاد جديد، قادر على ردم الهوة الإدارية والفنية مع الاتحادات العربية المحيطة بالحد الأدنى، كذلك تشكل حالة التكليف للمدرب الجديد عامل ضغط سلبياً على التحضيرات، فالتفرغ للمنتخب حاجة فنية وإدارية ومعنوية، خاصة في هذه الحالة من ازدواجية العمل بين ناديه السعودي ومهمته مع المنتخب الأولمبي.
وهنا لابد من الإشارة للمعسكر القصير السريع المتخم بمباراتين متتاليتين في يومين متتاليين، والجدوى الفنية منهما بمعسكر مدته (72) ساعة.
واليوم بمعسكره الخارجي في الأردن أغلقت الأبواب أمام اللقاء الودي الأول الذي انتهى لمصلحة النشامى بهدفين مقابل هدف واحد، وسيتكرر اللقاء بعد غدٍ، في (18) الشهر الجاري.
ماذا لو؟
وفي هذا الشأن تساءل متابعون لتحضيرات منتخباتنا الوطنية، ماذا لو نسق المدير الفني لمنتخبنا الأول خوسيه لانا مع المدير الفني للمنتخب الأولمبي جهاد الحسين قبل معسكر الأولمبي في الأردن؟ ضمن تحضيراته لاستحقاقه الآسيوي، وقبل المأزق الصعب الدي يعانيه منتخبنا الوطني للرجال تحضيراً لمباراته المرتقبة في ملحق التأهل لكأس العرب أمام جنوب السودان، لناحية غياب شبه كلي لقائمته الأساسية التي يخوض بها تصفيات آسيا (2027) والتي حسمها متصدراً لمجموعته، وسيلعب مباراته خلال أيام مع منتخب باكستان بتشكيلة شهدت غيابات بالجملة أيضاً.
ماذا لو كانت حصيلة التنسيق أن يلعب منتخبنا تحت (23) عاماً مباراة باكستان، وبعدها مباراة جنوب السودان، وفق توليفة من اللاعبين، تجمع بين الأولمبي واللاعبين المتاحين من المنتخب الأول ؟ لكون الملحق خارج أيام الاتحاد الدولي، فمن جهة سيلعب معظم اللاعبين مباراتين، إحداها هامشية، والثانية بمستوى عالٍ، تضع الأولمبي بظروف مباريات كبيرة وبمواجهة احتكاكية قوية.
وهنا قد يخرج علينا البعض متهكماً ورافضاً للطرح، بأن لكل منتخب ظروفه وخصوصيته، وحساسية الطرح، والتنسيق بين الرجلين موجود ولكن ليس لدرجة التفكير بخوض المباراتين الرسميتين باكستان وجنوب السودان بتوليفه أولمبية، بل على العكس، الأولمبي بمعسكره الحالي في الأردن يتحضّر وفق مسار سليم، والأول يحاول إيجاد حلول لغياباته مع الاحتفاظ بفرصة التأهل، وشاهدنا كيف التحق عدد من الأولمبي بصفوف منتخب الرجال بعد خسارة لقاء الأردن الأولمبي الأول على الفور.
وللإجابة عن ماذا لو نسق لانا والحسين؟ سننتظر نتاج الرجال، وسنراقب تحضيرات الأولمبي المضبوطة على عقارب التزام الحسين مع ناديه السعودي، وعندها سندرك أن منتخباتنا تعاني الكثير، وبأن نتاجنا على مستوى المنتخبات يحتاج لمكاشفة صريحة إدارية وفنية.