الثورة – عدي جضعان :
يتوجّه اليوم الأحد 16 تشرين الثاني/نوفمبر، وزيرُ الخارجيّةِ أسعد الشيباني إلى العاصمةِ بكين في أوّل زيارةٍ رسميّةٍ له منذ سقوطِ نظامِ الأسد المخلوع، لإجراءِ مباحثاتٍ مع عددٍ من المسؤولين الصينيّين، وفق وكالةِ الأنباءِ السوريّة “سانا”.
وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أعلن الشيباني في مقابلةٍ مع قناة “الإخباريّة السوريّة” نيّتَه لأوّل زيارةٍ رسميّةٍ للصين بدايةَ تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، وجاءت الزيارةُ تلبيةً لدعوةٍ من بكين.
وقال الشيباني حينها: “أعدنا تسويةَ العلاقاتِ مع الصين التي كانت تقفُ سياسيًّا إلى جانبِ نظامِ الأسد البائد المخلوع وتستخدمُ الفيتو لصالحه”.
يرى الشيباني في العلاقةِ مع الصين شريكًا استراتيجيًّا مهمًّا لمرحلةِ إعادةِ الإعمار بعد سنواتٍ أنهكت سوريا اقتصاديًّا.
وأكّد الشيباني أن سوريا “بحاجةٍ إلى الصين في هذه المرحلةِ من أجلِ إعادةِ الإعمار”.
يأتي ذلك في سياقِ تعزيزِ تحوّلِ مجرى علاقاتِ البلدين، لا سيّما أن بكين كانت من الدولِ الداعمةِ للنظامِ المخلوع، وأعلنت رفعَ مستوى العلاقاتِ الثنائيّةِ معه إلى “شراكةٍ استراتيجيّةٍ”، خلال زيارةٍ أجراها الرئيسُ المخلوع بشار الأسد للصين في أيلول/سبتمبر 2023.
ويرى محلّلون أن زيارةَ الشيباني إلى الصين ستكون خطوةً استراتيجيّةً مهمّةً ضمن إعادةِ توجيهٍ دبلوماسيٍّ لسوريا نحوَ الشرقِ الأوسط، وخطوةً لإعادةِ التعاونِ والتنميةِ والدورِ الهامِّ الذي تلعبه الصين، بوصفها دولةً مسؤولةً وقوّةً إقليميّةً بارزةً، في عمليّةِ إعادةِ الإعمارِ السوريّة.
الجدير ذكره، أن الشركاتَ الصينيّةَ تولي اهتمامًا خاصًّا للتعاونِ مع نظيراتِها السوريّةِ العاملةِ في مجالي الطاقةِ والنفط. ويتوقّع أن تُشجّع الصين الاستثماراتِ من دولٍ آسيويّةٍ أخرى للمشاركةِ في إعادةِ إعمارِ سوريا والاستثمارِ فيها، مع ذكرِ الارتباطاتِ التجاريّةِ التاريخيّةِ بين بكين وحلب، والموقعِ الجغرافيِّ لسوريا الذي يجعلُها بوّابةً للتصديرِ البرّي والبحريِّ وصلةَ وصلٍ بين قارّتي آسيا وأوروبا.
وتأتي زيارةُ الشيباني إلى بكين خطوةً اعتبرها نشطاءُ جوهريّةً، وتبثُّ رسالةً للعالم بأنّ سوريا منفتحةٌ للعالم وتسعى لإعادةِ علاقاتٍ دوليّةٍ متعدّدةِ الأوجه.
ومنذ الإطاحةِ بنظامِ الأسد المخلوع في كانون الأول/ديسمبر 2024 تسعى سوريا برئاسةِ الشرع إلى تعزيزِ حضورِها الإقليميِّ والانفتاحِ على الساحةِ الدوليّةِ، وإقامةِ علاقاتٍ قائمةٍ على الاحترامِ المتبادلِ والمصالحِ المشتركةِ مع مختلفِ الدول.
وفي وقتٍ سابقٍ أمس السبت، بحث وزيرُ الخارجيّةِ السوريُّ أسعد الشيباني مع آن كلير لوجاندر، المستشارةِ السياسيّةِ للرئيسِ الفرنسيِّ إيمانويل ماكرون، سبلَ تعزيزِ العلاقاتِ الثنائيّةِ وقضايا ذاتَ اهتمامٍ مشترك.