الثورة – عدي جضعان :
أجرى وزيرُ الخارجيّةِ أسعد الشيباني مباحثاتٍ مع آن كلير لوجاندر، المستشارةِ السياسيّةِ للرئيسِ الفرنسيِّ إيمانويل ماكرون، أمس السبت 15 تشرين الثاني/نوفمبر، حول سبلِ تعزيزِ العلاقاتِ الثنائيّةِ وقضايا ذاتِ اهتمامٍ مشتركٍ في دمشق.
جاء ذلك خلال زيارةٍ أجرتها لوجاندر إلى العاصمةِ السوريّةِ دمشق، وفق ما ذكرته وكالةُ الأنباءِ السوريّة (سانا).
وقالت الوكالة، إن “الوزيرَ الشيباني استقبلَ في دمشق لوجاندر، وخلال اللقاء ناقشَ الجانبان قضايا عدّة ذات اهتمامٍ مشتركٍ، إضافةً إلى العلاقاتِ الثنائيّةِ بين البلدين وسبلِ تعزيزِها بما يخدمُ المصالحَ المشتركة”.
وكان الشيباني قد التقى في العاصمةِ البحرينيّةِ المنامة، في تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، مستشارةَ رئيسِ الجمهوريّةِ الفرنسيّة، آن كلير لوجاندر، والوفدَ المرافقَ لها، على هامشِ مؤتمر “حوار المنامة 2025”.
وتناول اللقاءُ بحثَ العلاقاتِ الثنائيّةِ بين الجمهوريّةِ العربيّةِ السوريّةِ وفرنسا وسبلَ تعزيزِها، إلى جانبِ القضايا ذاتِ الاهتمامِ المشتركِ بين البلدين.
وتأتي زيارةُ الموفدةِ الفرنسيّةِ إلى سوريا بعد زيارتِها إلى لبنان للقاء “حزب الله”، وكانت لوجاندر قد أكّدت في لبنان “دعمَ بلادِها قيامَ أفضلِ العلاقاتِ بين لبنان وسوريا على أساسِ الاحترامِ المتبادلِ للسيادة”، مجدّدةً “استعدادَ فرنسا لتقديمِ كلِّ الخرائطِ والمستنداتِ اللازمة لتسهيلِ إنجازِ ترسيمِ الحدودِ البرّيّةِ والسعيِ للعبِ دورِ الوساطةِ وتقريبِ وجهاتِ النظر، تمهيدًا لعقدِ اجتماعٍ ثنائيٍّ برعايةِ الأممِ المتحدة”.
باريس بدورها اشادت بقرارِ رفعِ العقوباتِ عن الشرع في السابعِ من الشهرِ الجاري، رحّب الرئيسُ الفرنسيُّ إيمانويل ماكرون بالقرارِ الأمميِّ بشطبِ أسماءِ الرئيسِ السوريِّ ووزيرِ الداخليّةِ من قوائمِ عقوباتِ الأممِ المتحدة، واصفًا إيّاه بأنّه “خطوةٌ بالغةُ الأهميّةِ تحملُ رمزيّةً خاصّةً قبيلَ الزيارةِ التاريخيّةِ للرئيسِ الشرع إلى البيتِ الأبيض”.
واعتبر الرئيسُ الفرنسيُّ، أن القرار “يؤكّدُ صحّةَ الخطواتِ التي بدأت بها فرنسا”، مؤكّدًا أن بلاده كانت “من أوائلِ الدولِ التي قرّرت التعاونَ مع الرئيسِ الشرع في سوريا لاستعادةِ وحدةِ الأراضي ومكافحةِ إنتاجِ المخدّرات والجماعاتِ الإرهابيّة، إضافةً إلى تسهيلِ عودةِ اللاجئينَ إلى بلادِهم”.
يأتي اللقاءُ السوري–الفرنسي في دمشق في ظلِّ مرحلةٍ من الانفتاحِ الدبلوماسيِّ المتسارعِ الذي تشهده سوريا منذ مطلعِ عام 2025، حيثُ تعملُ الحكومةُ الجديدةُ بقيادةِ الرئيسِ أحمد الشرع على إعادةِ بناءِ علاقاتِها الدوليّةِ بعد سنواتٍ من الصراع، وتشكلُ فرنسا أحدَ أبرزِ الأطرافِ الأوروبيّةِ التي بدأت بإعادةِ تقديمِ مقاربتِها تجاهَ الملفِّ السوريِّ.