الثورة – هلا ماشه:
يواجه العاملون في المجال الإنساني بسوريا تحديات كبيرة تعرقل تقديم المساعدات الحيوية للمتضررين، رغم استمرارهم في دعم جهود الاستجابة، خاصة في جنوب البلاد.
كشف مكتب الأمم المتحدة المعني بتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن خطة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية، والتي تقدر تكلفتها بـ3.2 مليار دولار، لم تحصل سوى على ربع التمويل المطلوب، أي حوالي 778 مليون دولار فقط، مما يحد من قدرة المنظمات على توسيع عملياتها.
ووفقاً للأمم المتحدة، تصل المساعدات حاليا إلى أكثر من 350 ألف شخص شهرياً.
يدعم برنامج الأغذية العالمي عمليات المخابز العامة بتوفير نحو 400 طن من الدقيق أسبوعيا، في حين أسهمت منظمة اليونيسف في إعادة تأهيل مدارس في محافظة السويداء، في إطار تعزيز توفر التعليم للأطفال في مناطق النزاع.
ويدعم شركاء الأمم المتحدة في قطاع المياه والصرف الصحي عمليات نقل المياه بالشاحنات إلى محافظتي درعا والسويداء، حيث وفروا خلال تشرين الأول/أكتوبر أكثر من 19 ألف متر مكعب من مياه الشرب و78 ألف لتر من الوقود لتشغيل مرافق المياه والصرف، كما تعمل المنظمات على إعادة تأهيل شبكات الكهرباء لضمان استقرار الخدمات الأساسية.
غير أن محدودية التمويل إلى جانب تحديات الوصول أدت إلى تراجع ملحوظ بنسبة 68 ألف في أعداد المستفيدين من المساعدات في السويداء ودرعا وريف دمشق خلال تشرين الأول/أكتوبر مقارنة بشهر أيلول/سبتمبر الماضيين.
ولا يزال الوضع الأمني في الجنوب هشا مع أكثر من 180 ألف نازح يتعرضون لتعطيلات في التنقل بسبب حوادث متفرقة، بسبب العصابات الخارجة عن القانون.
كما تشكل الذخائر المتفجرة خطراً دائما، حيث سجل الشركاء 15 إصابة خلال تشرين الأول/أكتوبر وحده، فيما تستمر عمليات المسح والتطهير والتوعية لتخفيف مخاطرها تحت ظروف أمنية ومالية صعبة.
يُذكر أن السويداء شهدت في تموز/يوليو الفائت، اشتباكات مسلحة بين مجموعات درزية وعشائر بدوية استمرت لأسبوع، قبل الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 تموز/يوليو، والذي شهد منذ أيام خرقاً متكرراً وواضحاً، بسبب المجموعات الخارجة عن القانون.
الجدير ذكره، أن الحكومة بكل مؤسساتها كثّفت منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد جهودها لتعزيز الأمن والاستقرار في البلاد وسط تحديات بارزة، ممّا يؤثّر على سير عمليات الإغاثة الإنسانية.