تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري

الثورة – لينا شلهوب:

تعكف وزارة التربية والتعليم على تعزيز حضور المخابر التعليمية والمكتبات المدرسية بوصفها أدوات أساسية لتحسين جودة التعليم ورفع مستوى مخرجاته، وذلك في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها القطاع التربوي، حيث تأتي الجولات الميدانية التي تنفذها مديريات التربية، ومنها الجولة الأخيرة على عدد من مدارس محافظة حلب، تأكيداً على التزام الوزارة بمتابعة واقع البنية التعليمية وضمان توظيفها بالشكل الأمثل.

فالمخبر المدرسي، كما تقول مديرة المكتبات في الوزارة نور القاضي في تصريح لـ “الثورة”، لم يعد مجرد قاعة لإجراء التجارب التقليدية، بل تحوّل إلى مساحة تعلم تفاعلية، تمكّن الطالب من اكتساب المعرفة عبر الملاحظة والمحاكاة والتجريب المباشر، وهو ما ينعكس بشكل واضح على قدرته على الفهم والتحليل وربط المعلومات النظرية بالتطبيق العملي، أما المكتبة فقد استحالت مركزاً معرفياً مفتوحاً، يمدّ الطلبة والمعلمين بالمراجع والكتب والوسائط الرقمية، ويوفّر بيئة تحفّز التفكير النقدي والبحث الذاتي، في زمن باتت فيه مهارات التعلّم المستقل من أهم متطلبات القرن الحادي والعشرين.

تعليم قائم على التجربة لا التلقين

تؤكد القاضي، أن ربط المقرر الدراسي بالتجربة الحية داخل المخابر يسهم في نقل العملية التعليمية من الحفظ إلى الفهم، ومن التلقي السلبي إلى المشاركة النشطة، فالطالب الذي يمسك الأدوات ويجري التجارب ويشاهد النتائج، يكتسب معرفة راسخة لا يمكن أن تتحقق من خلال الشرح النظري فقط، كما يسهم تفعيل المخابر في اكتشاف ميول الطلبة نحو التخصصات العلمية، وتنمية مهارات حل المشكلات والقدرة على طرح الأسئلة وبناء فرضيات، وهي مهارات تصبح مع الوقت أساساً للتفوق في المرحلة الجامعية والمهنية.

ليس هذا فحسب، بل يتيح المخبر، – كما تشير القاضي – للمعلم نفسه تطوير أساليبه، إذ يجد مساحة لتطبيق منهجيات تدريس حديثة تعتمد على التجريب والعمل الجماعي والتعلم بالاكتشاف، ما يعزز حضوره في الصف ويزيد من تفاعل الطلاب معه.

المكتبة قلب المدرسة النابض بالمعرفة

في المقابل، ترى مديرة مدرسة المنصور الرسمية بدمشق يسرى بدور، أن المكتبة المدرسية باتت تبرز بوصفها حاضنة فكرية وثقافية، تسهم في توسيع دائرة اطلاع الطالب وتشجّعه على القراءة والبحث، إذ توضح أن وجود مكتبة منظمة وفاعلة يخلق علاقة صحية بين الطالب والكتاب، ويكسر حاجز الرهبة من المطالعة، كما يفتح أمامه أفقاً معرفياً يتجاوز حدود المقرر الدراسي، حيث تلعب المكتبة اليوم دوراً مضاعفاً مع إدخال التقنيات الحديثة والوسائط الرقمية التي تمكّن الطلاب من الوصول إلى مصادر متنوعة، وتتيح للمعلمين تطوير مشاريع تعلم نشط تعتمد على البحث والتحليل والعرض.

ليست رفوفاً بل مصنع وعي

أمينة المكتبات في الوزارة، أكدت أن تطوير المكتبات المدرسية ليس ترفاً، بل ضرورة تربوية لخلق جيل قادر على التفكير والإبداع، لافتة إلى أن المكتبة المدرسية ليست مجرد رفوف تحتضن الكتب، بل هي مصنع للوعي، ومساحة يتعلّم فيها الطالب كيف يبحث ويحلل وينتقي المعلومة، مشددة أنه عندما نفعّل المكتبة، فإننا نمنح الطالب فرصة لتوسيع أفقه بعيداً عن حدود الحصة الصفية، ونمنح المعلم أيضاً أدوات تساعده على تقديم دروس أكثر عمقاً وثراء، مضيفة: إن دورنا اليوم هو تحويل المكتبة إلى بيئة جاذبة، ونابضة بالحياة، وقادرة على مواكبة احتياجات الطلبة وتطلعاتهم، وهذا ما نعمل عليه من خلال خطط الوزارة الحالية.

انعكاس مباشر

الخبير التربوي شادي مكارم يشير إلى أن رفد المدارس بمخابر مجهزة ومكتبات مفعّلة يترك أثراً واضحاً على العملية التدريسية، فالمعلم يجد دعامة حقيقية لشرح المعلومة وتطوير أساليبه، والطالب يحظى بفرصة للتعلم عبر الاستكشاف لا عبر التلقين، ما يساعد على بناء شخصية مستقلة وواعية، كما يسهم هذا التكامل بين المخبر والمكتبة في تعزيز مهارات البحث العلمي، وتنمية القدرات اللغوية، ودعم الثقافة العامة، وتحفيز الإبداع.

آخر الأخبار
الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب حملات لضبط المخالفات وتعزيز السلامة في منبج.. والأهالي يلمسون نتائجها