الثورة – راما نسريني:
شهدت مدينة حلب خلال الآونة الأخيرة خطوات عملية على أرض الواقع، لتحسين واقع ملف النظافة في شوارع المدينة، لكنها ما زالت غير كافية ولا تكاد تغطي جزءاً صغيراً من حجم المشكلة.
بالنظر لشوارع المدينة اليوم، قد نرى تحسناً طفيفاً في بعض النقاط، كحاويات القمامة الجديدة الموزعة في بعض الأحياء، أو الحاويات الصغيرة التي تم تركيبها على مفترق الطرق في الشوارع الرئيسية للمدينة، إضافة للخطوات الكبيرة المتخذة في ملف القمامة في منطقة “الشيخ سعيد” و”عين العصافير”.
لكن الواقع يحكي حكاية أخرى، فما زالت الحاويات قليلة في الشوارع، على الرغم من تزويد بعض المناطق بحاويات جديدة، إلا أنها لا تزال غير كافية، ما يجعل مشهد القمامة المتراكمة على أطرافها يستمر، جاذباً أنظار “النباشين” ومضاعفاً عدد رواد تلك المهنة.
ومع دخول فصل الشتاء وهطول الأمطار، تغدو الشوارع أقرب لأنهار من طين وقمامة، لتجعل عملية قطع الشارع أشبه بالمهمة المستحيل على كبار السن والأطفال.

الأحياء الشعبية تعاني
إيمان المفتي من سكان حي الميدان، تحدثت الى “الثورة” عن تراكم النفايات أمام منزلها، على الرغم من إفراغ البلدية اليومي للحاويات، إلا أن عددها القليل وغير المتناسب مع حجم النفايات الصادرة عن سكان الحي، يَحول دون المحافظة على الشارع نظيفاً.
وأضافت: هناك تقصير من السكان أيضاً، فالأغلبية يُرسلون أبناءهم الصغار الذين لم تتجاوز أعمارهم العاشرة لرمي القمامة، وبطبيعة الحال الطفل لا يستطيع الوصول إلى الحاوية، فيقوم بترك كيس القمامة على أطرافها.
مشيرةً إلى أن المرحلة اليوم، عنوانها التعاون الجماعي، وتضافر الجهود بين الجهات المعنية والمواطنين لحل مثل تلك الأزمات.
التحديات مستمرة
بدوره، أكد المكتب الإعلامي في مجلس مدينة حلب لـ “الثورة”، أن الفترة الأخيرة شهدت تطورات كبيرة في ملف النظافة، تمثلت بالانتهاء من ملف النفايات في مناطق الشيخ سعيد وعين العصافير ومطمر تل الضمان، الأمر الذي شكّل خطوة كبيرة في طريق تحسين هذا الملف.
وأشار إلى مشروع توزيع 150 حاوية قمامة، الذي تم قبل ثلاثة أيام، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat، لافتاً إلى أن هناك عدداً كبيراً من الحاويات في إطار الصيانة والترميم، وسيتم توزيعها فور انتهاء عمليات الصيانة، لتتم بذلك تغطية الأحياء كافة بحاجتها من حاويات القمامة.
وعلى الرغم من كل تلك الجهود المبذولة، بين أنه قد لا يبدو على أرض الواقع تغيير كبير، وذلك يعود للتحديات الكبيرة التي تواجهها البلدية بهذا الخصوص، متمثلةً بقلة الآليات والضواغط، ونقص الكوادر البشرية العاملة في المجال، لكن ورغم كل التحديات ما زالت الجهود مستمرة للوصول لأفضل نتيجة بالإمكانيات المتاحة، على حد تعبيره.