من مظاهرات الثورة السورية في باريس.. الصحفي رأفت الغانم: الثورة قضية شكلت ظهوري على منابر الإعلام العالمية

الثورة – أحمد صلال- باريس:

شغفه في التعبير عن ذاته ومواقفه الوطنية والثقافية قاداه إلى الإعلام عن سبق الإصرار والترصد، منذ أن كان تلميذاً في المدرسة، البداية كانت مع صحيفة “الحياة” اللندنية، الصحيفة التي معها تعرّف الصحافي السوري رأفت الغانم على عالم الصحافة، يقول: “عندما كنت طفلاً قبل ثورة الفضائيات التلفزيونية، كان والدي مواظباً على قراءة صحيفة الحياة، وعندما ينتهي منها كنت أقوم بقراءة عناوين الصور.

ويضيف: “ثم بدأت أقرأ الصفحات الأخيرة مثل المنوعات وغيرها من الأخبار الخفيفة”.

ليمتهن هذه الصناعة الإبداعية لاحقاً ويتدرج فيها من مدون وكاتب في المنتديات إلى كاتب في عدة مواقع إلكترونية، مثل الحوار المتمدن وغيرها، وضيف على بعض القنوات العربية.

يقول الغانم: “بدأت الصحافة بشكل احترافي في الأردن”، بعد أن لجأ إليها هارباً من نظام الأسد المخلوع، عمل هناك في راديو البلد وصحفياً لموقع “مكتب دمشق”، قبل أن يصل إلى باريس ويعمل في راديو “روزنة” السوري لفترة قصيرة، ويصبح ضيفاً دائم الحضور على عدة شاشات تلفزيونية، إضافة لعمله لمدة ثلاث سنوات في صناعة الفيديوهات لإحدى المنصات الترفيهية، ويقول عن تلك التجربة: “رغم أنها كانت محصورة في المواضيع الترفيهية لكني استطعت أن أصنع فيديوهات تتحدث عن مظاهرات لبنان وثورة تشرين العراقية ومظاهرات السودان وغيرها”.

كما استطاع إكمال تحصيله العلمي والحصول على ماستر في الصحافة، وشهادة ليسانس في التواصل والمعلومات من جامعة باريس نانتير، ودبلوم في التسويق الرقمي، ويحلم بالمزيد في عاصمة النور التي لا تبخل على سكانها بالمعرفة.

قبل ذلك، من العاصمة السعودية، انطلقت رحلته بعد حصوله على الثانوية العامة إلى خارج حدود المملكة، لدراسة تخصص الصحافة والإعلام في جامعة دمشق، هذا الحلم الذي يعتبر الغانم أن مجلس والده، كان له تأثير في بلورته، وعن سر هذا المجلس يقول أن والده درس في جامعة دمشق، فكانت أحاديث عن “أحداث حماة” و”الانقلابات العسكرية”، يستحضرها مع بعض أصدقائه ممن يبادلونه الزيارات، إضافة إلى ذلك إن منزلهم في السعودية استقبل الضيوف القادمين من سوريا، وبعضهم من حملة شهادات علمية عالية وذوي ثقافة سياسية يسارية، ما ساعده على الاحتكاك بثقافة أخرى مختلفة عن الثقافة السائدة حوله، وعن ذلك يقول: “كانت الأحاديث بعمومها شيّقة لكن أحاديثهم كانت تشدني أكثر”.

ولا يخفى دور صديقه في المراهقة، الذي كان يدمن روايات نبيل فاروق البوليسية، ودفعه لقراءتها، وتالياً لعادة القراءة، ودور مدينة الرياض التي درّسه بها مدرسون من كل الجنسيات العربية، واختلط بها بشعوب من كل أنحاء العالم.

اليوم يسعى الغانم لتكريس مفهوم ثقافة القيم، وأن الصحافة أمانة وشرف، والإعلام رسالة تقوم على قيم الحرية والمسؤولية، وأن الصحافة يجب أن تكون “السلطة الرابعة التي يخشى منها السياسيين.”

الغانم الذي أمضى سنوات طويلة ضيفاً على القنوات التلفزيونية العربية، وخاصةً قناة فرانس 24 الناطقة بالعربية، التجربة التي يقول عنها: “سقف الحرية في القناة ربما يكون أعلى من القنوات الأخرى الناطقة بالعربية، لذلك شكلت لي منبراً دافعت من خلاله عن الثورة السورية، ولكنها في ذات الوقت كانت تعاني من بعض المزاجية والشللية”.

لقد بنيت احترافية الغانم على أسس أخلاقية متينة وسعة إطلاع ومعايير صحفية، وأيضاً على ضمير مدني، حماه من التدخلات غير اللائقة ليصبح مثالاً للصحافة الشجاعة.

وكانت قراءته الموضوعية للأحداث في الثورة السورية نقطة موثوقة وجزءاً أساسياً من الجهود المبذولة للدفاع عن تعددية الآراء في بيئتي الإعلام السعودية والسورية، حيث تعرض للاعتقال في السعودية لمدة سنتين عقب إصداره بيان يطالب بالإفراج عن موقوف دستوري، عقبها دخل في معتقلات مخابرات النظام البائد، مع بدايات الثورة السورية، ويعبر عن تجربة الاعتقال في السعودية بأنها أقل وطأةً ووجعاً من سوريا، وعن هذا الاختلاف يتكلم:” في السجون السورية يتعرض الإنسان للضرب والإهانة وانتهاك الحقوق والقتل بشكل لا يمكن مقارنته مع السعودية التي عرفتها”.

كانت موهبته تشده إلى أي مكان من شأنه أن يقدم لمتابعيه رؤية تحليلية اجتماعية، بحسب رفاقه الذين يعرفونه.

وعلى الرغم من صعوبة مهنة الصحافة إلا أنه لم يفكر يوماً في تركها، ولو عاد به الزمن سوف يختارها مرة أخرى.

وإجابة عن سؤال أين يجد نفسه في عالم الصحافة اليوم، يقول:” الفضاء الرقمي هو البداية الشخصية، وكتبت في المنتديات والمدونات وما أزال عالقاً فيه”.ويضيف: “رغم التحفظ على ما فيه من إضاعة وقت لكنه شهد أحداثاً مهمة وكان حدثاً أساسياً في الربيع العربي”، ويرى أن الإعلام في هذا الفضاء الرقمي يتعزز وينمو بشكل أكبر، أجبر الصحف الورقية والقنوات أن تلحق به، إضافة لقيمته الاقتصادية التي تزداد، والطفرات

التي يشهدها مثل البودكاست والفيديوهات القصيرة المسجلة.

أقرب الفنون الصحفية إلى الغانم، التي يحلم أن يشاهدها تزدهر بشكل أكبر في دمشق التي يحبها هي” التحقيقات الاستقصائية”.

آخر الأخبار
حلب تطلق حملة للكشف المبكر عن سرطان الثدي "مياه درعا" تكشف السبب الرئيسي لتلوث المياه في نوى مناقشة تطوير الاستثمار الوقفي في ريف حلب و"فروغ" المحال الوقفية وزير الأوقاف يزور مصنع كسوة الكعبة المشرفة جهود لتحسين الخدمات بريف دمشق دراسة إشراك العاملين في حكومة الإنقاذ سابقاً بمظلة التأمينات الاجتماعية أكاديميون يشرحون  الإصلاح النقدي والاستقرار المالي..  تغيير العملة سيؤدي لارتفاع البطالة ..اذا  لم ! مفاضلة القبول الجامعي تسير بسهولة في جامعة اللاذقية مرسوم رئاسي يمنح الترفع الإداري لطلاب الجامعات اجتماع الهيئة العامة لـ"غرفة دمشق": الشراكة لتعزيز الصناعة والتنمية الاقتصادية تبادل البيانات الإحصائية..  مشاركة سورية فاعلة للاستفادة من التجارب العالمية  " المالية"  تغيّر خطابها.. من الجباية إلى الشراكة مع " الخاص" الشيباني يجتمع مع وزير الدفاع اللبناني في السعودية ما دلالة انعقاد المؤتمر الدولي حول الأسلحة الكيميائية في سوريا؟ بخبرات سورية مكتسبة…عمليات قلبية مجانية بمستشفى ابن رشد في حلب صحة الأم النفسية، صحة الجنين.. كيف يؤثر التوتر على الحمل؟ صحة درعا تطلق حملة الكشف المبكر عن سرطان الثدي انهيار في مبنى "الداخلية" يخلف جرحى الضحايا تحت الأنقاض.. والطوارئ في سباق مع الزمن الشيباني يلتقي وزير الدولة الألماني للتعاون الاقتصادي في السعودية الشيباني يلتقي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي في السعودية