لا يختلف اثنان أن العقلية الإجرامية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائمة على عنصرية مقيتة لا تعترف بالآخر، وأنها أصبحت خطراً يهدد استقرار المنطقة والعالم، وخاصة في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة، بسبب سياسات الاحتلال العدوانية ضد شعوب المنطقة.
وفي الوقت الذي يسعى فيه المجتمع الدولي إلى تعزيز جهود السلام، وإيجاد حلول دائمة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، تأتي تصريحات نتنياهو حول ما يسمى “إسرائيل الكبرى”، لتؤكد مجدداً أن الاحتلال وحكومته التي تقتل الفلسطينيين، كباراً وصغاراً في غزة الجريحة، تجويعاً أمام مرأى ومسمع العالم، ليس معنياً سوى بالقتل والتدمير والتوسع، وبث الفتنة في المجتمعات المحيطة، كما يفعل في سوريا.
“رؤية إسرائيل الكبرى” التي اعتبرها نتنياهو “رسالة تاريخية وروحانية”، بالنسبة له، فتحت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية والفكرية، لما تتضمنه من أفكار خطيرة وهدامة، تستهدف الفلسطينيين والعرب بشكل واضح لا لبس فيه بأرضهم وحضارتهم الإنسانية الضاربة في أعماق التاريخ، فهي مرفوضة جملة وتفصيلاً عربياً ودولياً.
وعليه فإن رفض هذه التصريحات العدوانية، ليس مجرد موقف سياسي، بل ضرورة ملحة للحفاظ على فرص السلام والاستقرار في منطقتنا والعالم، وعلى جميع الأطراف أن تدرك أن التمسك بأفكار التوسع والاحتلال لن يؤدي إلا إلى المزيد من العنف والدمار وعدم الاستقرار، وأن الحل يكمن في احترام الحقوق والقرارات الدولية والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ولكل الذين لديهم أراضٍ محتلة.