الثورة – رانيا حكمت صقر :
احتفى المركز الثقافي في المزة اليوم بتوقيع المجموعة القصصية الجديدة والديوان الشعري السادس للشاعرة هناء داوودي بعنوان “تمائم الضوء”، الذي يعكس تجليات المشاعر وأصوات الأمل بين خصوصيات الذات وجراح الوطن.
هذا العمل الأدبي الغني ضمّ 52 نصاً شعرياً يتنقل بصدق بين ما يُعلن ويُخفى، مما حظي بإشادة النقاد والأدباء على حدّ سواء.

تضمن ديوان “تمائم الضوء” مجموعة من النصوص الشعرية الوجدانية ذات الطول المتوسط، وتنوعت مواضيعها بين الذات والواقع على نحو يعكس حالة صدق متجددة. من العناوين البارزة في الديوان، قصائد مثل «أنين الرؤى»، «شتات»، «نوافذ القلب»، «أنا السوري»، و«ترحال»، التي تشكل لوحة تعبيرية عن التجربة الإنسانية والوطنية.

وفي حديث مع صحيفة “الثورة”، نوّهت هناء داوودي إلى حرية التعبير في نصوصها، معتبرة أن القصائد تمثل حالات شعورية متفرقة، تتحد عند جوهر الإحساس، وأكدت أن الإبداع لا يقف عند قوالب محددة، وأن كل تجربة أدبية تمثل نضوجاً معرفياً لا بدّ من التعايش معه، معربة عن تطلعاتها بأن يكون مستقبلها الأدبي حافلًا بالآمال نحو غدٍ أفضل.
قدّم الناقد محمد جمعة قراءة نقدية للقصائد، مشيدًا بالتوجه الحكائي الذي اتخذته الشاعرة، موضحاً أن كل قصيدة تشبه قصة تتعلق بعلاقات إنسانية متنوعة تأثرت بظروف الحرب في سوريا. وأشار جمعة إلى أن الديوان يحمل إشارات جديدة ومبتكرة مقارنة بأعمال هناء السابقة، مع تأملات حول تعزيز الطابع الشعري والبلاغي في بعض النصوص للارتقاء بأسلوب قصيدة النثر.
من جانبه، علّق الشاعر غدير إسماعيل، المتخصص في النقد العربي الحديث، على قوة اللغة البسيطة والشفافة في ديوان داوودي، مشيداً بالعمق الشعري الذي ينبع من التجربة الإنسانية. لكنه أشار إلى بعض الأخطاء اللغوية التي كان من الممكن تفاديها عبر التدقيق الطباعي، كما لفت إلى محدودية التجديد في الصور الشعرية، واعتبر أن الديوان يميل إلى النمطية في بعض المواضع مع الحفاظ على الخصائص الشعرية المميزة.
تجدر الإشارة إلى أن الشاعرة هناء داوودي، المعروفة بلقب “شاعرة الياسمين”، عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وجمعية الشعر، تمتلك سجلاً شعريا حافلاً بخمسة دواوين سابقة، بينها «ترانيم الياسمين»، و«أنثى المطر»، و«وشاية عطر»، و«نواقيس الأماني»، و«هنائيات»، حيث تميزت كتاباتها ببصمة شعرية تفيض بصدق نضال وآمال وأحلام بلدها.