الثورة – مها دياب:
في إطار الجهود الدولية لمواجهة التحديات البيئية، جاءت مبادرة “Coding for Climate” (البرمجة من أجل المناخ) لعام 2025 بمشاركة أكثر من 1200 معلم من 45 دولة حول العالم، بهدف تمكين الطلاب من مرحلة رياض الأطفال حتى الصف الثاني عشر في أنحاء العالم من استخدام البرمجة كأداة لمواجهة أزمة المناخ.
هدف المبادرة
تهدف المبادرة إلى تعليم البرمجة وتزويد الطلاب بمهارات البرمجة الأساسية باستخدام أدوات مثل Make Code وMine craft، ما يتيح لهم تطوير حلول تكنولوجية مبتكرة..
والتوعية البيئية من خلال تعريفهم بتحديات التغير المناخي مثل تلوث المياه، وفقدان التنوع البيولوجي، وتغيرات الغابات، وتشجيعهم على التفكير النقدي والعمل الجماعي.
أيضاً تعزيز العمل الجماعي من خلال تشجيعهم على التعاون مع أقرانهم من مختلف أنحاء العالم، ما يعزز من فهمهم للقضايا البيئية المشتركة.
وحول المشاركة السورية في هذه المبادرة التقت صحيفة الثورة المشرف على الطلاب المشاركين عمار عرقسوسي.
إبداعات سورية
وبين عرقسوسي أن سوريا شاركت بأكثر من فريق تحت إشرافه في هذا العام، وبلغ عددهم أحد عشر طالباً (تتراوح أعمارهم بين 9 و16 عاماً) من مدرسة تأسيس في ريف دمشق، وثانوية الهدى الشرعية، مؤكداً على تمييز ونجاح الطلاب المشاركين في تنفيذ مشاريع تكنولوجية تعالج قضايا بيئية محورية، مثل:
– ألعاب تعليمية “سكراتش” لجمع النفايات البلاستيكية واستبدالها بمواد صديقة للبيئة.
– مقترح تحويل الاختبارات المدرسية من ورقية إلى إلكترونية لحماية الغابات.
– استخدام الطاقات المتجددة كالرياح والشمس بديلاً للكهرباء الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري.
– استخدام الذكاء الاصطناعي لتصميم فيديوهات توعوية حول ترشيد الطاقة.
وحول أهمية المبادرة أوضح المعلم عرقسوسي أن أهمية وقوة هذه المبادرة تكمن في دمجها بين التعليم الرقمي والمواطنة البيئية، ويتم تطوير مهارات البرمجة للطلاب المشاركين بالإضافة لفهم دورهم في تنفيذ مبادرات تسليط الضوء وحل المشكلات المناخية مثل تلوث المياه وفقدان التنوع الحيوي.
وأكد أن التغير المناخي مشكلة عالمية ملحة، والحل يبدأ بوعي الأفراد وتغيير الكثير من سلوكياتنا الاستهلاكية.
المشاركون
الطفلة تالين عبيد قالت لقد اكتشفت تأثير التغير المناخي على قرى في الهند والبرازيل، كيف تغيرت مواعيد الأمطار، وغرق بعض القرى في غابات الأمازون، عبر قصص وألعاب المبادرة، لذلك قمت بعرض تقديمي عن هذا الموضوع في مدرستي أمام زملائي وأصدقائي، ومن ثم تشاركنا بحملة لمدة أسبوع لاستبدال الأكياس والأكواب البلاستيكية بأخرى ورقية.
فيما بينت آية عرقسوسي أهمية ترشيد الطاقة من خلال كتابة هذه القضية في المناظرات المدرسية، من أجل سن قوانين تخص الطاقة وترشيدها، بإطفاء المصابيح غير الضرورية في المنازل، واستخدمت الذكاء الاصطناعي لتصميم فيديو يُحاكي تأثير ذلك على المنظومة البيئية والمناخ.
ختاماً
إن هذه الجهود تثبت أن الابتكار التكنولوجي يمكن أن يكون سلاحاً فعالاً في حماية كوكبنا، وأن الأجيال الصاعدة قادرة على قيادة التغيير نحو مستقبل أكثر استدامة.