الثورة:
بعد عدة أشهر من إحداث وزارة الرياضة والشباب (وهي فترة ليست بالهيّنة)، لا يمكن القول بأي حال من الأحوال إن شيئاً جوهرياً قد اختلف في إدارة شؤون رياضتنا، لا بل إن القول الأدق هو أن عمل الوزارة المذكورة حتى كتابة هذه السطور لا يعدو عن كونه تكريساً للطريقة التي سلكها القائمون على رياضتنا قبل إحداث الوزارة.
نحن ندرك في الحقيقة طبيعة التحديات التي تواجه عمل هذه الوزارة الوليدة، ولكنّا لا نفهم في ذات الوقت معنى ذلك الصمت الذي ينتهجه أصحاب القرار، باعتبارهم لم يُعلِنوا عن أي منهج مستقبلي لعمل الوزارة، ولم يقدموا خططهم بشكل علني، ولم يشاركوا تصوراتهم لمستقبل القطاع الرياضي مع الإعلام، لا بل إنهم يكتفون بالعمل بصورة روتينية لا تختلف كثيراً عما كان عليه الحال في العقود القليلة الماضية.
طبعاً كان من المفترض أن يكون هناك مؤتمر صحفي أو أكثر لشرح الخطوات التي تعمل عليها الوزارة على طريق الإصلاح الرياضي، ولكن شيئاً من هذا لم يحدث، والمشكلة ليست فقط في تكريس الصورة النمطية التي كان عليها الحال تحت مظلة الاتحاد الرياضي المنحل، ولكن أيضاً في تصدُّر بعض الشخصيات المثيرة للجدل للمشهد واستمرارها في مواقع اتخاذ القرار، ولاسيما في مديريات الرياضة في المحافظات الشرقية، بدليل البيان الذي وجهه مجموعة أبناء محافظة الرقة لوزير الرياضة والشباب، وهو ما يعني أن مشكلة رياضتنا ليست في العمل فقط، وإنما أيضاً في هوية البعض ممن يعمل، وكأن حال رياضتنا يقول إن العطل في الغسالة والمسحوق.