في زحمة الأخبار، يطل علينا كل يوم سيل من الشائعات، بعضها يزرع الخوف، وبعضها يسرق الأمل، وأكثرها يحاول ضرب ثقتنا ببعضنا وببلدنا.. إنها ليست مجرد كلمات عابرة على شاشة الهاتف، بل رصاصات ناعمة تستهدف عقولنا وقلوبنا، بل إن فيضان الأخبار المضللة التي تغزو وسائل التواصل بسرعة تفوق قدرة الناس على التحقق.
إن الحذر اليوم ليس رفاهية، بل هو واجب، حين تصلكم معلومة، تذكّروا.. هل مصدرها موثوق؟ هل هدفها البناء أم الهدم؟ فكل مشاركة غير واعية قد تكون سهماً في خاصرة الوطن.
لنكن جميعاً خط الدفاع الأول، نكشف الكذب بالوعي، ونواجه التضليل بالإصرار على الحقيقة، بلدنا بحاجة إلى يقظة ضميرنا قبل أي شيء آخر، وبحاجة إلى أن نكون شركاء في حماية وعيه، لا ضحايا في معركة الخداع.
على كل مواطن أن يتأكد من المصدر قبل إعادة النشر، وألا يكون شريكاً غير مقصود في تضليل الآخرين، وعلى الإعلام الوطني أن يضاعف حضوره بالسرعة والشفافية، ليكون المرجع الأول، لا الخيار الأخير.
إن مواجهة هذا الخطر لا تكون بالتحذيرات فقط، بل بالوعي الجمعي، وببناء ثقافة تحقق فردية وجماعية.

السابق