الثورة – ناصر منذر:
إحداث مجلس تنسيقي أعلى بين سوريا والأردن، والاتفاق على خريطة طريق لتفعيل التعاون في مجالات الطاقة والنقل والمياه والصحة، والتأكيد على تعزيز العلاقات، ومواجهة التحديات المشتركة، بالإضافة إلى إدانة الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، والإشادة بقرار رفع
العقوبات الأميركية، وانعكاسه الإيجابي على الشعب السوري، كانت أبرز النقاط، التي تناولها المؤتمر الصحفي المشترك، بين وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، ونائب رئيس مجلس الوزراء الأردني وزير الخارجية أيمن الصفدي، والذي عقد اليوم في قصر تشرين بدمشق.
الشيباني: تعزيز التعاون في كافة المجالات
وقال الوزير الشيباني خلال المؤتمر الصحفي: وقعنا اتفاقية لإحداث مجلس تنسيقي أعلى لتعزيز العمل المشترك بما يخدم مصالح بلدينا، مشيراً إلى أن التنسيق الاقتصادي مع الأردن بدأ منذ اليوم الأول بعد التحرير، وكان حريصاً أكثر منا عليه، لافتاً إلى أن رفع العقوبات عن سوريا سيساعد بتعزيز هذا التعاون في مجالات النقل والطاقة وكل المجالات.
وأشار الوزير الشيباني، وفق وكالة سانا، وقناة الإخبارية، إلى أن ملف الطاقة على رأس الأولويات لإيجاد حل لنقص الكهرباء في سوريا. موضحاً أن تهديدات أمنية مشتركة تواجه سوريا والأردن، وعلاقتنا معه تبشر بازدهار مقبل، لافتاً بالقول: لدينا حدود مشتركة مع الأردن وتركيا ولبنان ونريد الحفاظ على أمنها ومواجهة ما يهددها، فأمننا مرتبط بأمن دول الجوار.
وأضاف: توجنا جهودنا الدبلوماسية برفع العقوبات الأوروبية بعد أيام من رفع العقوبات الأمريكية، مؤكداً أن رفع العقوبات الأميركية والأوروبية سينعكس إيجاباً على سوريا والمنطقة.
وأكد الشيباني أن الكل يقف إلى جانب سوريا اليوم، واستدرك بالقول: بالتأكيد هناك من لا يريد استقرارها لكنها أصوات شاذة لا قيمة لها.
الاعتداءات الإسرائيلية تهدد المنطقة
وشدد الوزير الشيباني، على أن الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا لا تهدد سوريا فقط بل جميع المنطقة وتمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية ومنذ اليوم الأول قائلاً: نريد سوريا مستقرة فالشعب السوري تعب من الحروب. مثمناً موقف الأردن الرافض للتدخلات الإسرائيلية في سوريا التي تهدد المنطقة بأسرها.
وأشار الشيباني إلى أن سوريا تتحدث مع الولايات المتحدة وأوروبا وجميع الدول من أجل إلزام إسرائيل بتنفيذ اتفاق عام 1974، وأن الدبلوماسية السورية انتهجت منذ اليوم الأول نهجاً منفتحاً مع الجميع بما يخدم الشعب السوري، ونقلنا تطلعاته واحتياجاته بكل صدق وأمانة، وسوريا خرجت من الحرب بعد 14 سنة وما نريد التركيز عليه هو الأمن والاستقرار.
وشكر وزير الخارجية والمغتربين الأردن على استقبال اللاجئين السوريين سنوات، مؤكداً العمل على عودة جميع اللاجئين إلى وطنهم.
الصفدي: علاقات تكامل
من جهته قال الصفدي: إننا حريصون على تعزيز العلاقات الأخوية التي تجمع بلدينا عبر تعاون شامل ينعكس بالخير علينا جميعاً، وهي علاقات قائمة على الاحترام والتكامل والمصالح المشتركة، مضيفاً بالقول: نحن هنا بتوجيه من الملك عبدالله الثاني لبناء علاقات تكامل مع سوريا، واليوم هو يوم إنجاز مهم، واتفقنا على خريطة طريق لتفعيل التعاون في مجالات الطاقة والنقل والمياه والصحة.
وقال، إن المجلس التنسيقي المشكل هدفه إسناد سوريا في مرحلة تعافيها، وسنقف إلى جانبها في مرحلة إعادة الإعمار بكل ما نستطيع، لافتاً إلى أن هناك 1.3 مليون سوري يعيشون في الأردن، وأضاف: نحن ملتزمون بمبدأ العودة الطوعية.
استقرار سوريا ركيزة لأمن المنطقة
وأوضح وزير الخارجية الأردني، أن سوريا تمر بمرحلة تاريخية، والأردن سيكون لها السند والداعم حتى تصل إلى بناء سوريا الحرة السيدة المستقرة الآمنة لكل مواطنيها، والتي يشكل استقرارها ركيزة لاستقرار المنطقة برمتها.
وأكد الصفدي أن ما يهدد أمن سوريا واستقرارها يهدد أمن الأردن واستقراره، وقال: نسعى إلى تعزيز التعاون في مواجهة التحديات المشتركة، مشيراً إلى أن الشعب السوري قادر ومنجز، وإذا أعطي الفرصة فسيحقق قصة نجاح جديدة.
وشدد وزير الخارجية الأردني على أن الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب سوريا هي اعتداء على الأردن، وهذه التدخلات لا شرعية ولا قانونية ولا أخلاقية ولا تؤدي إلا للفوضى، مشيراً إلى أن استقرار سوريا يتطلب وقف كل التدخلات الخارجية في شؤونها، مؤكداً أنه على إسرائيل احترام سيادة سوريا وإنهاء احتلالها الأرض السورية.
وتابع بالقول: إن الأردن يتشاطر مع سوريا التحديات والفرص؛ وما يهدد أمنها واستقرارها يهدد أمننا واستقرارنا.
وهنأ الصفدي سوريا مجدداً برفع العقوبات الذي يمثل ضرورة تسهم في مساعدة الحكومة السورية على تقديم الخدمات لشعبها ليتمكن من إعادة بناء وطنه، مشيراً إلى أن الأردن هو بوابة سوريا إلى الخليج العربي والعالم العربي، وسوريا بوابة الأردن إلى أوروبا. ومن هنا فإن تفعيل الشراكة بين البلدين هو ركيزة لاستقرار المنطقة برمّتها.
مذكرة تفاهم لإحداث مجلس التنسيق الأعلى
هذا وقد وقع الوزير الشيباني مع نائب رئيس مجلس الوزراء الأردني وزير الخارجية أيمن الصفدي مذكرة تفاهم لإحداث مجلس التنسيق الأعلى.
وبحسب بيان لوزارة الخارجية، يهدف المجلس إلى تعزيز التعاون في المياه والطاقة والاقتصاد والنقل، ودعم إعادة بناء سوريا عبر خارطة طريق طموحة.
وكان الوزير الشيباني، قد استقبل في دمشق وفداً أردنيّاً رفيع المستوى برئاسة الصفدي.
ويضم الوفد وزراء المياه والري والصناعة والطاقة والنقل، وذلك في إطار إحداث مجلس تنسيقي أعلى، ووضع خارطة طريق واضحة للعمل المشترك والبناء بما يخدم مصالح البلدين.
وأشارت وزارة الخارجية والمغتربين إلى أن الزيارة تأتي في إطار إحداث مجلس تنسيقي أعلى، ووضع خارطة طريق واضحة للعمل المشترك والبناء بما يخدم مصالح البلدين.