أسعار السيارات تتهاوى.. 80 بالمئة نسبة انخفاضها في اللاذقية .. د. ديروان لـ”الثورة”: انعكاس لتحرير الاستيراد وتخفيض الرسوم الجمركية
الثورة – هيثم قصيبه:
لم تعد السيارة سلعة كمالية.. بل باتت حاجة ضرورية في وقتنا الحالي ومن حق كل مواطن سوري امتلاكها، وبعد أن كانت حلماً يراود خيال غالبية السوريين خلال عهد النظام البائد، خاصةً السيارات الأوربية والأميركية والكورية الفارهة، فهي أصبحت متوفرة بعد فتح الأسواق والسماح باستيرادها مما ساهم بانخفاض أسعارها.
أسباب الانخفاض
وحول أسباب انخفاض أسعار السيارات بمعارض وأسواق اللاذقية أكد قصي الشيخ سعيد- تاجر سيارات، لـ”الثورة” أن تخفيض الرسوم وإلغاء ضريبة الرفاهية والسماح بالاستيراد ومنع الاحتكار وكسر القيود والوكالات الحصرية، وتحسن سعر صرف الليرة السورية انعكس إيجاباً على عملية البيع والاتجار بالسيارات، وسجلت الأسعار مؤخراً انخفاضاً ملحوظاً وصل بصورة تقريبية إلى ثمانين بالمئة.
وأضاف: إن قرار الحكومة السورية الجديدة بالسماح باستيراد السيارات التي يعود تاريخ صنعها للعام ٢٠١٠ فما فوق هو الأمر الجوهري الذي ساهم بالانخفاض ومنع الاحتكار، مشيراً إلى أنه بمجرد استيراد السيارة توضع عليها لوحة تجربة مؤقتة، وعند نقل الملكية توضع اللوحة الدائمة ويضاف إلى ثمن السيارة الأصلي مبلغاً مالياً لا يتجاوز 15 دولاراً.
نقل الملكية وتنشيط السوق
أما التاجر صفوان صقر، لفت إلى أن السيارة بعد أن كانت حلماً فقد تحول الحلم إلى حقيقة بعد فتح الاستيراد، مؤكداً على دخول أكثر من مئة ألف سيارة إلى الأسواق السورية بعد التحرير، إلا أنه دخلت نوعيات من السيارات المستعملة المستهلكة لعمرها الزمني، وهذه السيارات انخفضت أسعارها ما بين خمسين إلى ثمانين بالمئة، وفق صنف السيارة وموديلها.
وبين أنه ومع ذلك تشهد الأسواق جموداً مدهشاً، ويعود السبب إلى توقف عمليات نقل الملكية والفراغ بمديرية نقل اللاذقية مما أدى إلى جمود حركة البيع وزيادة في الانخفاض، وعلى سبيل المثال سيارة هونداي توسان كانت تباع قبل سقوط النظام البائد بنحو 750 مليون ليرة سورية، وحالياً انخفض سعرها إلى أقل من 250 مليون ليرة سورية، وكذلك سيارة سوناتا كانت تباع ب 35 ألف دولار وحالياً ب 8000 دولار.. وأيضا سيارة كيا سيراتو تراجع سعرها من 300 مليون ليرة سورية إلى 85 مليون ليرة سورية، مشيراً إلى أن هذا الانخفاض انسحب على جميع أنواع السيارات حتى الموديلات الحديثة.
وقدم تاجر سيارات- لم يفصح عن اسمه- نصيحته للمواطنين أن يتريثوا حالياً بشراء السيارات لأن السوق غير مستقرة وتشهد تذبذباً كبيراً بالأسعار، مضيفاً: إنه من المرجح أن تميل السوق إلى الزيادة في الانخفاض بفعل وفرة العرض وتخمة الأسواق وجمود البيع.
تأثير رفع العقوبات
وحول قرار رفع العقوبات وانفتاح سوق السيارات والسماح بالاستيراد وإلغاء الوكالات الحصرية أكد مستشار وزير الاقتصاد الخبير الاقتصادي الدكتور مازن ديروان لـ”الثورة” أن كل ما ذكر من أمور ستلعب دوراً أساسياً وبارزاً في التسارع بانخفاض أسعار السيارات، موضحاً أن الأسعار ستبقى بأقل مستوى ممكن بفعل المنافسة القوية بين التجار والمستوردين، وهذا الشيء لا ينطبق فقط على السيارات، بل على جميع السلع المستوردة والمحلية، لذلك دأبنا منذ زمن بعيد على المطالبة بتحرير الاقتصاد وفتح الأسواق وتخفيض الرسوم الجمركية على السيارات لتتخلص من الاحتكارات والقيود.
وأضاف: إن تحرير الاستيراد وتخفيض الرسوم الجمركية على السيارات هو السبب الجوهري لانخفاض الأسعار، ولذلك دأبت على القول والتأكيد على أن قيود النظام البائد على الاقتصاد كان تأثيرها كبيراً على الأسعار وعلى حياة المواطنين أقسى بكثير من العقوبات الدولية، ولقد استخدم النظام البائد العقوبات شماعة يعلق عليها فشله وإجرامه بحق الشعب في مختلف قطاعات الحياة، ولاسيما التأثير الفاعل على المشاريع الكبيرة والسلع المختلفة.
وحول تخفيض الرسوم وإلغاء ضريبة الرفاهية أكد المستشار ديروان أنه مع إبقاء الرسوم الحالية المنخفضة على السيارات وإبقاء ضريبة الرفاهية ملغاة كما هي الآن لكي لا تعود السيارة حلماً بل تكون بمتناول كل مواطن سوري مجتهد ومنتج.