الثورة – لينا إسماعيل:
إن الوعي هو أحد ساحات النزال المهمة في عصرنا، لا تُستخدم الأسلحة التقليدية، بل تُستخدم المعلومات والأفكار لتوجيه المجتمعات.
هذا ما أوضحه الشيخ الدكتور علاء الدين السايق، خطيب جامع الإيمان في دمشق، في مُستهلّ حوارنا معه حول دور المنبر في نشر الوعي، خاصة عند المحن وتعاظم الفتن.
الوعي بالأخبار والمعلومات
إن نشر الوعي معركة بحد ذاتها، ولها ثلاثة محاور أساسية، أولها: الوعي بالأخبار والمعلومات.
ودعا إلى التثبت من الأخبار قبل تصديقها أو نشرها، مستنداً إلى قوله تعالى: (“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا…”)، وبيّن أن الكثير من الفتن تُبث من جهات خارجية معادية، تعمل على زرع الفتنة في الداخل السوري باستخدام آلاف الحسابات والموجهين.
الوعي بالاستفزاز
المحور الثاني الذي توقف عنده الشيخ السايق، هو الوعي بالاستفزاز وأبعاده التي تنعكس سلبياً على المجتمع والأمة، وشدد على ضرورة عدم الانجرار خلف الاستفزازات، خاصة تلك التي تمس المقدسات، فالمقصود منها إثارة الفتن وسفك الدماء، مؤكداً أن الرد على الإساءة يجب أن يكون ضمن إطار الدولة والنظام لا عبر التصرف الفردي، لأن الفوضى لا تأتي بخير.
الوعي بالمآلات
المحور الثالث ركز فيه الشيخ السايق على أهمية المعرفة بفقه المآلات، أي النظر إلى نتائج الأفعال قبل الإقدام عليها، حتى لو كانت في ظاهرها صحيحة، واستشهد بامتناع النبي صلى الله عليه وسلم، عن قتل رأس النفاق عبد الله بن أُبَيّ، خشية إثارة فتنة إعلامية تضر بالإسلام.
كما استدل بقوله تعالى: (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
وأشار إلى أن المنافقين كانوا وما زالوا أخطر عناصر الفتنة في المجتمعات الإسلامية، وهم من يسهّل للأعداء الدخول والسيطرة، كما حدث في فتن تاريخية أدت إلى إسقاط دول إسلامية بأكملها.
في خاتمة الحوار دعا الشيخ علاء السايق الله تعالى أن يجعلنا من أهل الوعي والبصيرة، الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، لما فيه من خير واستقرار البلاد والعباد.