الثورة – ميساء العلي:
رغم التخفيضات التي تم الإعلان عنها في أسواق الألبسة، إلا أنها لا تزال مرتفعة قياساً بدخول الموظفين تحديداً، فتكلفة شراء ملابس العيد لعائلة مكونة من أربعة أشخاص تفوق المليون ليرة سورية.
وهنا تتوجه العديد من الأسر إلى سوق البالة الذي انتشر بشكل كبير وفي كل مكان على الأرصفة، وفي محاذاة الأسواق المعروفة لتسمع عبارة ” البس وعيد ابنك وبنتك” وعبارة أخرى “القطعة ببلاش تعال يا حباب”.
جودة القطعة
تقول مريم مهنا- إحدى السيدات اللواتي التقينا بهن في سوق البالة، أو كما يسمى سوق الألبسة الأوروبية المستعملة بمنطقة الإطفائية: إن الأمر لا يتعلق فقط بأن السعر أقل من سعر السوق النظامي بقدر ما هو مرتبط بجودة القطعة خاصة، إذ تمكنت من العثور على قطعة تُسمى بمصطلح باعة البالة “كريمي” أي لم يتم لبسها من قبل وهي تصفية لموديلات قديمة لم تعد مطلوبة في البلد الذي جاءت منه.
تشاطر سعاد ناظم كلام مريم، وتضيف أنها تشتري لأولادها من البالة وتحديداً الأحذية كونها مصنوعة من الجلد فعلاً وليس كما يتم الترويج له في بعض المحلات بالأسواق المشهورة بدمشق والتي لا تصمد أكثر من سنة في حين الحذاء من البالة على حد تعبيرها “بضل معك سنوات”.
سعرها يتحدد بالجودة
في سوق الإطفائية يكون الازدحام كبيراً يوم السبت والثلاثاء كون البضاعة تأتي، ويتم فردها في المحال حسب الجودة، وهناك قسم يتم بيعه على البسطات المنتشرة أمام كل محل، وبالطبع هي تابعة للمحل إلا أنها تفرز حسب السعر بحسب كلام أحد الباعة الذين يعملون لحساب محل ما، والذي رفض أن يتم ذكر اسمه قائلاً “خلي الناس تلبس”.
محمود الشربجي، هكذا عرف عن نفسه، صاحب أحد المحال لبيع الألبسة المستعملة “البالة” قال لنا: إن البالة اليوم، وبعد سقوط النظام المخلوع، تدخل البلد تهريباً، لكن من دون مضايقات الجمارك والخوف من قدوم الدوريات.
وعندما سألناه: هل أنت مع دخول البالة بشكل نظامي رغم الاعتراضات عليها كونها ألبسة مستعملة قد تحمل الأمراض، وهذا كان التخوف سابقاً، قال لنا: “لتدخل البالة بشكل نظامي، وليتم دفع رسوم معينة عليها بحيث تستفيد خزينة الدولة، وبالتالي نشعر بالاطمئنان من عدم قدوم أي دوريات للجمارك في المستقبل القريب.
من 25 ألفاً إلى 150 ألفاً
الأسعار تختلف حسب نظافة القطعة، وتبدأ من على البسطات بـ 25 ألف ليرة ومن داخل المحال تبدأ من 35 ألف ليرة لتصل إلى 150 ألف ليرة حسب القطعة.
رواد البالة من مختلف الشرائح ولا تقتصر على أصحاب الدخول الضعيفة، فقد ترى من أصحاب الدخول المرتفعة يشترون من البالة لكن كما يقول محمود “القطعة الرفع” فهم يقومون بإخبار الزبائن الخاصين لهم بموعد فتح البالة الجديدة.