الثورة – فؤاد العجيلي:
شهدت أسواق مدينة حلب خلال اليومين السابقين مع اقتراب عيد الأضحى حركة متفاوتة، واقتصر نشاط الشراء على السلع الغذائية والضيافة، وسط تراجع واضح في مبيعات الألبسة والأحذية، بالرغم من مساهمة المنحة المالية الأخيرة نسبياً في تحريك السوق.
وأكد نادر عبد الله 60 عاماً خلال جولة صحيفة الثورة في الأسواق، أن المنحة جاءت مع اقتراب موعد تقاعده كفرصة لتأمين بعض مستلزمات العيد واشتريت سكاكر وشوكولا لأدخل الفرح إلى قلوب أحفادي.
من جانبها، أوضحت أم محمد، أنها لجأت إلى شراء حاجياتها من البسطات الشعبية بدلاً من المحال التجارية، نظراً لفارق الأسعار وأن الأسعار في البسطات أقل بما يمكنها من شراء ضعف الكمية، قائلة: “الحمد لله، المهم أن يفرح أبناؤنا بالعيد.. فالعيد لم يعد لنا، بل للأطفال”.
وفي سوق التلل، أشارت سماح، إلى أنها خرجت لشراء ملابس لطفلتها البالغة من العمر 6 سنوات، لكنها فوجئت بارتفاع الأسعار في المحال، فاضطرت للشراء من البسطات، وقالت: “الأسعار أقل بنسبة 30 بالمئة تقريباً مقارنة مع المحال، رغم فرق الجودة”.
أما في قطاع بيع الضيافة، فأكد البائع حسام صحاف، صاحب محل حلويات في حي المشارقة لـ”الثورة” أن الأسعار هذا العام أقل من العام الماضي وأرجع السبب إلى انخفاض التكاليف، مشيراً إلى أن الكراميلا يتراوح سعرها بين 25 و35 ألف ليرة، بينما يبدأ سعر الشوكولا من 90 ألف ليرة ويصل إلى 140 ألفاً حسب نوع الحشوة، مشيراً إلى أن أسعار المكسرات والموالح انخفضت بنسبة تقارب النصف مقارنة بالعام الماضي.
في المقابل، تحدث أيمن دباس، صاحب محل بيع أحذية، عن تراجع الإقبال على الأحذية هذا العيد، رغم انخفاض أسعارها وقال: “الناس اشتروا في عيد الفطر الماضي، ولا توجد قدرة شرائية كافية لتكرار الشراء”.
هذا ما أكدته أيضاً مرام شهابي، بائعة في محل ألبسة رجالية، وأشارت إلى أن حركة البيع ظلت متوقفة طوال الشهر الماضي، وبدأت تتحرك بشكل خجول خلال اليومين الماضيين. وأضافت: “نبيع فقط ثلاث بلوزات وبنطالاً واحداً وأربع أحزمة جلدية في اليوم، وهي أرقام لا تُحدث فرقاً في السوق”.
وفي ظل هذا الواقع، يتصدر الإنفاق على مستلزمات الضيافة مشهد السوق في حلب عشية العيد، في وقت تحاول فيه العائلات التكيف مع الأسعار وفق الإمكانات المحدودة، بحثاً عن فرحة العيد ولو بحدها الأدنى.
