الثورة-هبه علي:
أثارت تقارير حديثة جدلاً حول احتمال نقل روسيا قاذفاتها النووية الاستراتيجية من طراز Tu-160 إلى مناطق قريبة من ألاسكا، وذلك رداً على الضربات الأوكرانية الناجحة ضد قواعدها الجوية. إلا أن صور الأقمار الصناعية وتحليلات الخبراء لا تؤكد هذه المزاعم بشكل قاطع
وجاء في تقرير نشرته مجلة نيوز ويك الأمريكية، في 1 يونيو/حزيران، نفذت أوكرانيا عملية عسكرية دقيقة استهدفت 41 طائرة حربية روسية في ثلاث مناطق زمنية مختلفة، مستخدمة طائرات مسيرة تم تهريبها عبر الحدود. ووفقاً لتقارير أوكرانية، تضررت قاذفات استراتيجية مثل Tu-95 وTu-22M3 في قواعد بيلايا وأولينيا وإيفانوفو ودياجيليفو، مما ألحق خسائر كبيرة بالجيش الروسي.
وكانت أوردت صحيفة “ديفينس إكسبريس” الأوكرانية، نقلاً عن صور الأقمار الصناعية التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية (سنتينل)، أن روسيا نقلت إحدى قاذفات Tu-160 إلى مطار أنادير في منطقة تشوكوتكا (على بعد نحو 600 كم من ألاسكا) في 4 يونيو. إلا أن صوراً أخرى من شركة بلانيت لابس، التقطت في 26 مايو (قبل الهجمات)، لم تظهر أي طائرات من هذا النوع في القاعدة. كما أن صوراً حديثة من 3 حزيران أظهرت أربع طائرات دون تأكيد وجود Tu-160.
واضافت “نيوزويك ” بأن فرانك ليدويدج، الخبير في الدراسات العسكرية بجامعة بورتسموث، ذكر أن نقل الطائرات قد يكون مجرد “إجراء وقائي معتاد” لحمايتها، مشيراً إلى أن معاهدة ستارت الجديدة تفرض إبقاء القاذفات النووية في مرآى من الأقمار الصناعية.
وتوقع المارشال الجوي البريطاني المتقاعد جريج باجويل أن تزيد روسيا من حركة طائراتها بعد الضربات الأوكرانية، مما قد يفسر النقل المحتمل للقاذفات.
ووفقاً للباحث جاستن برونك، دمرت ست طائرات Tu-95MS وأربع Tu-22M3 في الهجمات الأخيرة، مما كبد روسيا خسائر تقدر بـ 7 مليارات دولار، بحسب تقديرات أوكرانية.
واوردت “نيوز ويك” بأنه رداً على الضربات، أعلنت موسكو استخدامها قاذفات Tu-160 في غارات صاروخية مكثفة على أوكرانيا، حيث أطلقت 400 طائرة مسيرة و44 صاروخاً في ليلة واحدة.
كما زعمت أوكرانيا أنها استهدفت قاعدة دياجيليفو ومركز إنجلز الجوي مجدداً، في إشارة إلى استمرار التصعيد.
وجاء في تقرير “نيوز ويك” أيضاً، رغم عدم وجود أدلة دامغة على نقل الطائرات النووية، فإن الهجمات الأوكرانية كشفت هشاشة الدفاعات الجوية الروسية. يبقى احتمال نقل القاذفات الاستراتيجية إما إجراء دفاعياً أو رسالة استعراض قوة، خاصة في ظل تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الرد على الضربات “قادم لا محالة”.