الثورة:
استضافت العاصمة السورية دمشق اجتماعاً ثلاثياً ضمّ وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك، جرى خلاله عرض الخطوات العملية المتفق عليها لتجاوز تداعيات أحداث السويداء وإعادة الاستقرار إلى المحافظة.
أكد الوزير الشيباني في المؤتمر الصحفي أنّ ما شهدته السويداء من أحداث أليمة ترك أثراً في قلب كل بيت سوري، معتبراً أنّ التجربة أثبتت أنّ تضميد الجراح لا يتم إلا بجلوس السوريين معاً وفتح صفحة جديدة أساسها الوحدة والمصالحة والمصير المشترك.
وأوضح الوزير أنّ الحكومة السورية أعدت خارطة طريق واضحة للعمل تكفل الحقوق وتدعم العدالة وتفتح الطريق أمام الصلح المجتمعي، وتتضمن سبع خطوات عملية بدعم من الأردن والولايات المتحدة.
تشمل هذه الخطوات محاسبة المعتدين على المدنيين وممتلكاتهم بالتنسيق مع المنظومة الأممية للتحقيق والتقصي، وضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والطبية، وتعويض المتضررين وترميم القرى والبلدات وتسهيل عودة النازحين، وإعادة الخدمات الأساسية وتهيئة الظروف لعودة الحياة الطبيعية.
كما تشمل نشر قوات محلية من وزارة الداخلية لتأمين الطرق وحركة التجارة، والعمل على كشف مصير المفقودين وإعادة المحتجزين والمخطوفين إلى عائلاتهم من جميع الأطراف، وأخيراً إطلاق مسار للمصالحة الداخلية يشارك فيه أبناء السويداء بمختلف مكوناتهم.
بدوره شدد الوزير الأردني أيمن الصفدي على أن وحدة سوريا وأمنها واستقرارها ركيزة أساسية لأمن واستقرار المنطقة، قائلاً: “نريد لسوريا أن تستقر وتنهض وتعيد البناء بعد سنوات من الدمار والمعاناة”. ووصف أحداث السويداء بالمأساوية التي يجب تجاوزها.
وأكد على محاسبة مرتكبي الانتهاكات الإنسانية وإيصال المساعدات. وأكد أن أمن جنوب سوريا امتداد طبيعي لأمن الأردن وأن استقراره ضرورة لاستقرار المملكة، مديناً الاعتداءات الإسرائيلية ومطالباً بوقفها، مشيراً إلى أن الخطة السورية الأردنية الأمريكية لتجاوز أحداث السويداء تأتي تحت سقف وحدة سوريا واستقرارها، ومشدداً على أن رفض تقسيم سوريا موقف عربي ودولي.
من جانبه، أوضح المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك أنّ الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة الحكومة السورية وتدعم جهودها لتحقيق الأمن والاستقرار، لافتاً إلى أنّ التعاون الثلاثي أفضى إلى خارطة طريق حول السويداء، وأنّ الحكومة السورية اتخذت خطوات عملية تاريخية لضمان السلم الأهلي، وأكد باراك أنّ الاستقرار في سوريا يتحقق بالتعاون بين أبناء الوطن من خلال بناء الثقة والأمل والتسامح.
وفي مقابلته الأخيرة على قناة الإخبارية السورية، أكد الرئيس الشرع أن ما جرى في السويداء كان خلافاً بين بعض أبناء البدو وأبناء الطائفة الدرزية تطور إلى مواجهات دامية، مشيراً إلى تشكيل لجان لتقصي الحقائق ومحاسبة من أخطأ أو أساء، داعياً أبناء المحافظة للعودة إلى حضن الدولة والانطلاق نحو مرحلة جديدة من المصالحة الوطنية.