الثورة_أسماء الفريح:
حذر توم فليتشر، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية من أن عدد الأشخاص الذين يواجهون جوعاً كارثيا في غزة قد يزيد عن نصف مليون شخص ليتجاوز ال 640 ألفاً هذا الشهر، مؤكداً أن “نساء وشيوخ وأطفال غزة لا يستطيعون أكل تصريحات التعبير عن القلق”.
ونقل مركز أنباء الأمم المتحدة عن فليشر تأكيده مجدداً في مؤتمر صحفي عُقده في نيويورك أنه كان من الممكن التنبؤ والوقاية من المجاعة التي تشهدها غزة حالياً، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة وشركاءها قادرون على إنقاذ الأرواح في القطاع على نطاق واسع إذا سُمح لهم بذلك كما فعلوا خلال وقف إطلاق النار في وقت سابق من هذا العام.
وتابع أن خطة وقف المجاعة في غزة بسيطة تتلخص في”وقف إطلاق النار، ودخول مئات الشاحنات يوميا، ووصول كامل، وطرق آمنة، وإنهاء التأخيرات البيروقراطية، واستعادة الكهرباء والمياه، والسماح بالحركة التجارية. كل هذا ليس معقدا”.
وتحدث فليتشر عن حدوث مآسي غزة في ظل “تآكل قواعد الحرب يومعا بعد يوم”، حيث تحدث الوزراء الإسرائيليون صراحة عن “تدمير غزة وإجبار الناس على النزوح بشكل دائم وقصف المساعدات الغذائية”.
وقال إن المجتمع الإنساني يشعر بالثقة في أن نظامه يضمن وصول غالبية المساعدات إلى المدنيين، مضيفا: “إذا سُمح لنا بالعمل، وإذا تمكنا من إدخال مئات الشاحنات يومياً إلى غزة، سيختفي النهب، وستنخفض الأسعار في الأسواق.. نحن نعلم أننا نستطيع فعل ذلك، ويمكننا فعل ذلك حتى في ظل هذه الظروف الصعبة للغاية”.
وفي سياق آخر وحول الوضع الإنساني الأوسع في جميع أنحاء العالم، قال فليتشر إن الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يبدأ الأسبوع المقبل هو “الأكثر أهمية منذ فترة طويلة”،
موضحاً أن هناك الكثيرين “الذين يرغبون في إضعاف الأمم المتحدة ويجب على المنظمة صد التحديات التي تواجه “شرعيتها وثقتها”.
وقال إن العمل الإنساني يواجه “عاصفة كاملة” من نقص التمويل، والإرهاق، والهجوم، مشيرا إلى أن العمليات الإنسانية ممولة بنسبة 19% فقط حتى الآن هذا العام، وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة 40% عن العام الماضي،موضحا أن المئات من منظمات الإغاثة قد أُغلقت، وقدر أن القطاع ككل “تقلص بالفعل بمقدار الثلث” منذ توليه منصبه قبل 10 أشهر.
وتحدث عن مقتل أكثر من 380 عامل إغاثة العام الماضي، وهو أعلى رقم على الإطلاق، فيما قتل 270 منهم بالفعل هذا العام، وقال: “العنف ضدنا أصبح أمراً طبيعيا..إنه عصر الإفلات من العقاب، متسائلاً عن مصدر الأسلحة ” التي تقتلنا وتقتل من خدمناهم؟ إنها لا تأتي من العدم”.
وأكد ضرورة إصلاح القطاع الإنساني لمعالجة التداخلات والعمليات غير الضرورية والازدواجية، وقال إنه من الضروري بناء “تحالفات جديدة” حول من يحتاجون إلى المساعدة، لتجديد أساليب العمل.”
وأضاف: “لقد ولّى النموذج القديم، ونحن نأسف لعواقب ذلك على من نخدمهم.. لكننا لن نبقى مكتوفي الأيدي ونُعاق عن المضي قدماً في التغييرات اللازمة لضمان إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح بالأموال المتاحة لدينا”.
وقال إن هذا التحول سيترجم إلى مزيد من المساعدات النقدية المباشرة، مع وضع النساء والفتيات في صميم الاستجابة، بالإضافة إلى “نداءات أبسط وأسرع، وقيادة محلية أقوى، ومسؤولية وقوة أكبر وأقرب إلى المجتمعات التي نخدمها”.
وشدد وكيل الأمين العام على أن صوت الدول الأعضاء في دعم الأمم المتحدة وعملها الإنساني وما تمثله يعلو بشكل متزايد. معتبرا أن المجتمع الإنساني يُدرك أن الولايات المتحدة كانت تتحمل جزءا كبيرا من الفاتورة الإنسانية و أن تمويلها أنقذ مئات الملايين من الأرواح على مدى فترة طويلة، إلا أنه أعرب عن اعتقاده بأنه “من الصواب أن نحاول توزيع هذا العبء بشكل أكثر عدالة.”
