طاقات وطنية تشرق في ختام معرض إعادة إعمار سوريا 

الثورة – مها دياب:

ضمن معرض إعادة إعمار سوريا الذي اختتم أعماله اليوم على أرض مدينة المعارض بدمشق، حضرت كفاءات وطنية من مختلف القطاعات لتقديم حلول واقعية ومبادرات قابلة للتنفيذ، تعكس جاهزية السوريين للمساهمة الفعلية في بناء وطنهم.

و تنوّعت المشاركات بين شركات هندسية، مجموعات صناعية، حرفيين، وفنانين، جميعهم اجتمعوا على هدف واحد: تحويل الخبرات المحلية إلى مشاريع ملموسة تدعم البنية التحتية، وتُعيد الحياة إلى المدن المتضررة، وتفتح آفاقاً جديدة للاستثمار والتنمية.

تدوير ذكي

تحدث المهندس همام الطرشة، ممثل مجموعة متخصصة في المقاولات والإنشاءات، عن تجربة تمتد لأكثر من أربعة عشر عاماً في مجال إعادة التدوير، مؤكداً أن إعادة الإعمار تبدأ من استثمار ما خلفه الدمار.

وقال: أطلقت المجموعة مشاريعها في المملكة العربية السعودية، حيث نجحت في تحويل مخلفات الهدم إلى مواد أولية تدخل في صناعة البناء، مما ساهم في تحسين البيئة والمظهر الحضاري وخفض التكاليف. وفي سوريا، بادرت بتنفيذ دراسات ميدانية في مناطق متضررة مثل حمص، وجمعت عينات لتحليل إمكانية تطبيق نموذج إعادة التدوير محلياً.

ورغم التحديات البيروقراطية وصعوبة الوصول إلى الجهات المعنية، تواصل المجموعة سعيها لتقديم حلول متكاملة تشمل المعدات والتقنيات اللازمة لتنفيذ مشاريع إعادة التدوير. يؤمن الطرشة أن هذا التوجه يمثل فرصة استراتيجية لتحسين البنية التحتية بتكاليف أقل، ويأمل في تسهيل الإجراءات وتفعيل التعاون مع الجهات الرسمية لتوسيع نطاق هذه المبادرات.

واختتم حديثه بالقول: “إعادة التدوير ليست خياراً ثانوياً، بل ضرورة وطنية تضمن استدامة الموارد وتُسرّع عملية البناء.”

مشاريع محلية

من جانبه أوضح المهندس عبدالقادر شقفة أن مجموعته تمتلك خبرة تمتد لعشرين عاماً في تنفيذ وإدارة المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مع سجل حافل يضم نحو مئة مشروع، نصفها في القطاع المصرفي وشركات التأمين.

وأكد أن نجاح عملية إعادة الإعمار يتطلب شراكة حقيقية بين الخبرات المحلية والمستثمرين الخارجيين، مشيراً إلى استعداد مجموعته لتقديم خبرتها في التخطيط والتنفيذ، بما يضمن جودة واستدامة المشاريع.

وأضاف أن المجموعة تركز على الحلول العملية التي تلائم الواقع السوري، وتحرص على تقديم نماذج تنفيذية قابلة للتطبيق الفوري، مع مرونة في التكيف مع المتغيرات الميدانية.

ولفت إلى أنهم  جاهزون ليكونوا جزءاً من الحل، بخبرة محلية أثبتت جدارتها في أصعب الظروف.

عزل حراري

كما استعرض جمعة البشير ممثل إحدى الشركات مجموعة من الحلول الكيميائية المتخصصة في العزل والتدفئة والديكور الداخلي والخارجي، مع تركيز على أنظمة التدفئة الحديثة منخفضة الطاقة.

وأشار إلى أن منتجاته تنافس المستورد من حيث الجودة والسعر، وتأتي بضمان يصل إلى عشر سنوات، مما يجعلها خياراً عملياً للمرحلة الحالية من إعادة الإعمار.

وأوضح أن المواد التي تقدمها شركته لا تقتصر على العزل، بل تشمل أيضاً حلولاً جمالية وتقنية ترفع من كفاءة المباني وتقلل من استهلاك الطاقة، ما يساهم في تحسين جودة الحياة للسكان.

تمويل استراتيجي

بينما تحدث المحامي سامر خطاب باسم شركة تمويلية رائدة، استثمرت ملايين الدولارات في صفقات مواد بناء ومعادن ثمينة، واستحوذت على شركات محروقات تمتلك عشرات المحطات.

وأوضح أن الشركة تركز على تمويل المشاريع الاستراتيجية التي تشكل أساساً لإعادة الإعمار، مثل الكهرباء والمحروقات والإسمنت، وتسعى لتوفير الدعم المالي والتقني للمشاريع الكبرى.

وأشار إلى أن الشركة تعمل على بناء شبكة تمويل مرنة تتيح للمستثمرين المحليين والدوليين الدخول في مشاريع إعادة الإعمار، مع ضمانات قانونية ومصرفية مدروسة.

وختم بأن الاستثمار في سوريا هو استثمار في مستقبل المنطقة.

مدينة صناعية

أيضا عرض المهندس عدنان فوري رؤية طموحة لمجموعة صناعية متكاملة تغطي مجالات الرخام، المقاولات، البنية التحتية، الكهرباء، الذكاء الاصطناعي، والمعدات الثقيلة.

وأعلن عن مشروع لإنشاء مدينة صناعية ستكون من الأكبر على مستوى العالم في مجالها، تهدف إلى توطين الصناعة وتوفير فرص عمل واسعة، وتقديم نموذج تنموي متكامل.

وأوضح أن المشروع لا يقتصر على الإنتاج، بل يشمل التدريب المهني، والبحث العلمي، والتطوير التقني، ليكون مركزاً إقليمياً للصناعة الذكية في الشرق الأوسط.

ديكور فني

كما قدمت الفنانة نجوى الشريف أعمالاً إبداعية في الديكور الداخلي والخارجي باستخدام الزجاج والفخار بأساليب غير تقليدية، إلى جانب أعمال حرفية تركز على الأحجار الكريمة والفضة والديكورات الشرقية.

وأوضحت أن الفن جزء لا يتجزأ من عملية الإعمار، فهو يُعيد للمدن روحها، وللبيوت دفئها، وللناس شعورهم بالانتماء.

وأضافت أن مشاركتها تهدف إلى إبراز البعد الجمالي والإنساني في إعادة الإعمار، مؤكدة أن الفن قادر على مداواة الذاكرة البصرية للمكان.

حرف أصيلة

وأكدت الحرفية ميساء دهمان أهمية الجانب الحرفي والفني في إعادة الإعمار، حيث عرضت أعمالاً يدوية تستخدم الأحجار الكريمة والفضة في الديكورات الشرقية الأصيلة.

وأشارت إلى أن هذه الحرف لا تضيف فقط جمالاً للمكان، بل تحافظ على الهوية الثقافية وتُعيد إحياء التراث السوري في كل زاوية تُبنى.

وأضافت أن الحرف اليدوية تمثل رابطاً بين الماضي والمستقبل، وتمنح الأبنية روحاً وهوية لا يمكن استيرادها من الخارج.

هذا وتمثل هذه المشاركات في المعرض وجوهاً متعددة للطاقات الوطنية السورية، تتراوح بين الخبرات التقنية العالية والرؤى الاستثمارية الطموحة والإبداعات الفنية المتميزة، مجتمعة في هدف واحد: بناء سوريا الجديدة بأنامل سورية وخبرات محلية قادرة على تحويل التحديات إلى فرص، والأنقاض إلى صروح تعانق السماء.

آخر الأخبار
طاقات وطنية تشرق في ختام معرض إعادة إعمار سوريا  "عبر الأطلسي "  تطلق " استعادة الأمل" .. دعم النظام الصحي في سوريا   " التأمينات " : نعمل على تطوير منظومة الحماية الاجتماعية   هل ينقذ الشرع سوريا من الفساد؟ حفر وتأهيل عشرات آبار مياه الشرب في درعا  كيف ستؤثر التعرفة الكهربائية على مخرجات الإنتاج الزراعي؟ بعد توقف لسنوات.. مستشفى كفر بطنا ينبض بالحياة من جديد مستثمرون: سوريا أرض الفرص والاستثمار مشاركة عربية ودولية فاعلة في"إعادة إعمار سوريا" بشراكات مستدامة ما لم تقله "رويترز".. الشرع يضبط الإيقاع داخل الدولة بلا استثناءات الرئيس الشرع يكافح الفساد ويطبق القانون على الجميع دون استثناء اجتماع باب الهوى ".. المحسوبيات والمصالح لا تبني دولة قوية البرلمان السوري.. حجر الأساس في بناء سوريا الجديدة ماهر المجذوب يعود إلى دمشق بمبادرة رائدة للكشف المبكر عن التوحد يد سعودية تبني.. ورؤية عربية موحدة: إعمار سوريا يبدأ من هنا بعد رفع تعرفة الكهرباء.. هل ستتحسن التغذية؟   بيع الكهرباء بأسعار منخفضة يشل قدرتها على التطوير والصيانة       عصمت عبسي: العشائر ترفض قسد وتطالب بالعودة إلى كنف الدولة    من الرهان إلى النهضة   دمشق تنام مبكرا.. فهل تنجح في إعادة هيكلة ليلها التجاري؟