الثورة – فؤاد العجيلي :
استعادت الأحياء الشرقية في حلب ” سوق المدينة ” في حي ضهرة عواد، بعد أن تم الانتهاء من إعادة إعماره وتأهيله ووضعه في الخدمة، وهو أول سوق شعبي يتم تأهيله ضمن شركة أسواق حلب، وقد احتفل بافتتاحه بحضور رئيس شركة أسواق حلب، رئيس مجلس مدينة حلب محمد علي العزيز ورئيس غرفة تجارة حلب محمد سعيد شيخ الكار، ونخبة من رجالات الاقتصاد والأعمال وأهالي المنطقة.
خطة شاملة
وأوضح عضو مجلس إدارة غرفة تجارة حلب، عضو مجلس المديرين في شركة أسواق حلب زكريا قوجة، أن غرفة تجارة حلب تدعم بشكل كامل كل خطوة تعيد الدور التجاري للمدينة، لافتاً إلى أن افتتاح هذا السوق هو استثمار في رأس المال البشري وفي الاقتصاد الحقيقي، وهو جزء من خطة شاملة مع مجلس المدينة لتنشيط جميع القطاعات، ولاسيما المتعلقة بالأسواق التجارية والتي تمثل نواة حقيقية للاقتصاد.
نقطة جذب
وبحسب الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الحميد الحلبي، فإن السوق يمثل نواة لتجارة شعبية منظمة، صُمم ليكون نقطة جذب تجارية لأهالي الأحياء الشرقية، بعد سنوات من تراجع الخدمات وتعطل دور الأسواق التقليدية، لافتاً إلى أنه سيسهم في تحفيز الاقتصاد المحلي الدائري ويضمن أسعاراً تنافسية للمواطن، وعائداً أفضل للتاجر المحلي، إلى جانب توفير فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، بدءاً من البائعين والعاملين في السوق، ومروراً بمورّدي البضائع وخدمات النقل والتخزين، ووصولاً إلى دعم حركة الاقتصاد في المحلات والمشاغل المحلية المجاورة.
تخفيف معاناة
سكان حي ضهرة عواد والأحياء المجاورة، عبّروا عن أملهم في أن يكون بداية لمرحلة جديدة، تعيد تنشيط الحركة الاقتصادية في المنطقة، حيث قالت “أم محمد – 50 عاماً ” : أصبح لدينا سوق مركزي نستطيع فيه تلبية جميع احتياجاتنا اليومية بأسعار معقولة من دون الحاجة للسفر إلى مركز المدينة، وهذا يوفر علينا الوقت والجهد والمال.
في حين يشير الحاج جاسم الأحمد – 65 عاماً إلى أن هذا السوق ومنذ 13 عاماً، تعرض للدمار من قبل الآلة العسكرية للنظام البائد، واليوم تم تأهيله ليكون حاضناً اقتصادياً يؤمن مستلزمات الأسرة والمجتمع.
نواة منظمة
إعادة افتتاح سوق المدينة في ضهرة عواد، هو أكثر من مجرد مشروع تجاري، إنه رمز للصمود وإعادة الولادة الاقتصادية لحلب، هذا السوق الذي صمد أمام تحديات الحرب والدمار، يمثل اليوم نواة لتجارة شعبية منظمة تعيد إحياء الدور التاريخي لحلب كمركز اقتصادي رائد، والنجاح الذي حققه هذا المشروع يجب أن يكون نموذجاً يحتذى به لأسواق أخرى في حلب وسوريا ككل، من خلال الاستمرار في دعم مثل هذه المبادرات، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، يمكن لحلب أن تعود إلى مكانتها كعاصمة اقتصادية لتساهم في بناء مستقبل مزدهر للأجيال القادمة.