الثورة- منهل إبراهيم:
بعد يوم من الضربة الكبيرة التي وجهتها إسرائيل لإيران باغتيال مجموعة من أبرز قيادات الصف الأول العسكرية، وعدد من علمائها النوويين، وضرب منشآت نووية، وعتاد لوجستي وعسكري، قال خبراء ومحللون: إن المنشآت النووية غالباً ما ستكون عصية على التدمير، بحسب ما صرحوا لشبكة “CNN” الأمريكية.
وأشار سيدريك لايتون، محلل الشؤون العسكرية في شبكة CNN، إلى أن “نوع الخرسانة التي يستخدمها الإيرانيون هو في الواقع خرسانة متخصصة وصلبة للغاية”.
وأوضح للشبكة الأميركية أنه من غير الواضح ما إذا كانت قنابل إسرائيل قادرة على اختراق هذا النوع من الخرسانة، وتابع قائلاً: “سيضطر الإسرائيليون إلى شن موجات متتالية من الهجمات”.
وصرّح تريتا بارسي، نائب الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي في واشنطن، بأن موقع “فوردو” النووي الإيراني، على سبيل المثال، مدفون على عمق نصف ميل (805 أمتار).
وأضاف: “لا أعتقد أننا رأينا أي دليل في هذه الهجمات على أن الإسرائيليين يمتلكون بالفعل القدرة على ذلك”.
وأفاد أليكس بليتساس، العضو البارز في مجلس الحلف الأطلسي، بأن المنشآت النووية تحت الأرض في طهران متصلة بأنفاق ذات منعطفات بزاوية 90 درجة، مما يضيف طبقة أخرى من التعقيد، مؤكداً أن “الصواريخ المجنحة لا تستطيع الدوران بزاوية 90 درجة… لذا فإن الخيارات محدودة”.
وبحسب الشبكة الأميركية فقد صرحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهي منظمة دولية مستقلة ضمن منظومة الأمم المتحدة نقلاً عن مسؤولين إيرانيين، أن ثلاثة مواقع نووية في إيران لم تتأثر.
وأكدت الوكالة أن مواقع فوردو وأصفهان وبوشهر لم تتأثر، مضيفة أن مديرها العام، رافائيل ماريانو غروسي، كان على اتصال بالمسؤولين الإيرانيين.
وتأكد استهداف منشأة نطنز، أكبر موقع نووي في البلاد، حيث أظهرت مقاطع فيديو وصور أعمدة دخان تتصاعد فوق المنشأة، وأكدت الوكالة عدم ملاحظة أي زيادة في مستويات الإشعاع هناك.
وتقع منشأتا فوردو ونطنز تحت الأرض، وتقع فوردو على بعد حوالي 20 ميلاً شمال شرق مدينة قم، بينما تقع نطنز على بُعد حوالي 150 ميلاً جنوب العاصمة طهران.
وقال خبراء عسكريون لشبكة CNN: إن إيران أمضت سنوات في تعزيز هياكلها النووية ضد خطر الضربات العسكرية، مما سيجعل من الصعب تدميرها بشكل شامل.
ويؤكد مراقبون أن إيران استعدت لمثل هذه الأيام وبنت بعض المنشآت النووية على عمق كبير تحت الأرض، في محاولة لإبعادها عن متناول الأسلحة الإسرائيلية الدقيقة والفتاكة.
