ويستمر الحديث عنها.. العدالة لا تُؤخذ بالعاطفة بل تُبنى بعقل الدولة وعدالة القانون

الثورة- غصون سليمان:

لن نمل الحديث عن السلم الأهلي والعدالة الانتقالية مادامت التجاذبات الفكرية تدور رحاها بين جميع الأطراف من أبناء المجتمع على اختلاف مستوياتهم المعرفية، إذ لايزال صدى ردود الأفعال على مؤتمر لجنة السلم الأهلي ساري المفعول والتي سبق لها أن ولدت هبات ساخنة من الانتقادات وصل بعضها حد الغليان – كما يقال- رغم مرور عدة أيام على الحدث، وكلنا يعلم كيف غدت وسائل التواصل الاجتماعي ساحة مثلى للرقص على إيقاع الوجع السوري الذي طبخته الحرب وشوته على مدى سنوات الحرب الظالمة.

يبقى للدولة حساباتها وقوانينها وأساليب تعاطيها مع القضايا الوطنية والاستراتيجية البعيدة عن العواطف، وبالتالي لابد من أن يسود منطق الدولة على منطق الثورة كما قال السيد الرئيس أحمد الشرع منذ بداية التغيير في سوريا.

ومن منطلق مقولة إن الوطن يعلو ولا يعلى عليه لابد أن يتغلب الخير على الشر، والحق على الباطل، وأن تكون الأغلبية بجانب الدولة ومعها ننهض معاً إذا ما صفت النفوس وصدقت النوايا.

لغة المنطق

يروي في هذا السياق مدير الشؤون السياسية في الساحل السوري إياد الهزاع.. كمؤشر على لغة المنطق وهو الذي عرف حجم الوجع عن قرب كما غيره من السوريين ، لكن بعين المتبصر لا الغافل، حيث يذكر على صفحته ” فيسبوك” كيف اغتيل أخوه في قلب الساحل وكان واحداً من أبناء هذا الوطن الذين دفعوا حياتهم ثمناً للفوضى والفتنة.

يشعر بمرارة الغياب ويفهم عمق الغضب، لكنه يؤمن أن العدالة لا تُؤخذ بالعاطفة بل تُبنى بعقل الدولة وعدالة القانون.

ويقول في هذا السياق: نُدرك ما يحمله السوريون من ألم ونُوقن أن المحاسبة آتية وأن كل من أجرم سيُحاسب، لكن لا خلاص إلا عبر دولة تحفظ الحقوق وتُداوي الجراح لا تفتحها.

ليست طارئة

لجنة السلم الأهلي ليست طارئة ولا بديلة بل جزء من مسار وطني يهدف لجبر ما انكسر وتثبيت التماسك لا تأجيج الخصومة.

ويضيف، من وثق بدولته حافظ على وحدة وطنه، ومن تجاوزها ضيّع الحق وخسر الأمان.

وتحت عنوان: لا تُطلقوا الرصاص على أنفسكم يقول أحمد زيدان على صفحته فيسبوك أيضاً :كلنا مع العدالة الانتقالية، وكلنا مع محاسبة القتلة والمجرمين، وكلنا شوق إلى شفاء صدورنا ممن قتلنا وهجرنا، ولكن علينا أن ندرك أن لكل فن اختصاصه، ولكل علم رجاله، إذ لا يمكن وضع الصحافي محل رجل الأمن، ولا العسكري مكان الاقتصادي، وهكذا ينسحب ذلك على باقي المهن والحرف.

رجل الدولة لديه اللوحة الفسيفسائية الكاملة، وقد لا تُعجب أحدنا قطعة من اللوحة، وآخر قد لا تعجبه ثانية وثالثة وهكذا، فإن أخذنا برغبة كل شخص في وضع قطعة ونزع أخرى فهذا يعني ضياع اللوحة، لتضيع معها البوصلة، فيتقافز الكل إلى محل المقود، وهنا يردد البعض: وأين أولياء الدم؟!، نقول هنا كلنا أولياء للدم، ولا يوجد بيت سوري إلاّ ونكب، ولكن المصلحة العظمى اليوم في تثبيت أركان الحكم، الذي ينبغي أن يكون من أولى الأولويات، وأكثر من يدرك مستلزماته واشتراطاته أصحابه، الذين إمّا أن تثق بهم أو لا تثق بهم.

ويتابع زيدان : لو كان هناك رأي يحاجج به أحد اليوم في التعجيل بالعدالة الانتقالية لكان للمقاتلين الأبطال من عمليات ردع العدوان الرأي الأول والأخير، لكنهم انصاعوا لرأي القيادة، التي ترى في الظروف الداخلية والخارجية ما يدفعها لما تفعله اليوم، أما إن أصرّ كل واحد منا على رأيه، والذي يبدو صحيحاً بمعزل عن الصورة الكاملة، فإن الوضع سيخرج حينها عن مساره، وحينها قد نندم ولات مندم..

لنتطاوع مع من وُلي أمرنا، ولنلتمس لهم الأعذار، فهم أولياء الأمر شئتم أم أبيتم، فمن قاد إلى هذا الفتح العظيم، فحقق الفتح العسكري، ثم الفتح السياسي بإزالة العقوبات، يمكن التعويل عليه، والثقة به، وفي مشروعه.

آخر الأخبار
مرسوم بمنح الموفد سنة من أجل استكمال إجراءات تعيينه إذا حصل على المؤهل العلمي مرسوم يقضي بالسماح لطلاب المرحلة الجامعية الأولى والدراسات العليا المنقطعين بسبب الثورة بالتقدم بطلب... مرسوم بمنح الطالب المستنفد فرص الرسوب في الجامعات والمعاهد عاماً دراسياً استثنائياً مرسومان بتعيين السيدين.. عبود رئيساً لجامعة إدلب وقلب اللوز رئيساً لجامعة حماة   انفجارات في سماء الجنوب السوري منذ قليل إثر اعتراض صواريخ إيرانية أوقاف حلب.. حملة لتوثيق العقارات الوقفية وحمايتها من المخالفات والتعديات تفعيل النشاط المصرفي في حسياء الصناعية تحديد مسارات تطوير التعليم في سوريا تعاون  بين التربية و الخارجية لدعم التعليم خطط لتطوير التعليم الخاص ضمن استراتيجية "التربية"   تجارة درعا.. تعاون إنساني وصحي وتنموي مع "اينيرسيز" و"أوسم" الخيرية بدء توثيق بيانات المركبات بطرطوس الهجمات تتصاعد لليوم الرابع.. والخسائر تتزايد في إيران وإسرائيل صالح لـ (الثورة): أولى تحدّيات المرحلة الانتقالية تحقيق الاستقرار والسلم الأهل مشاركون في مؤتمر "الطاقات المتجددة" لـ"الثورة ": استخدام الموارد بشكل أكثر كفاءة ودعم البحث العلمي قتلَ وعذبَ معتقلين في مشفى المزة العسكري.. ألمانيا تحكم بالمؤبد على أحد مجرمي النظام المخلوع  "تجارة إسطنبول": نجري في سوريا دراسة ميدانية لفرص الاستثمار "الفيتو الأميركي".. هل حال دون اغتيال خامنئي؟.. نتنياهو يعلّق الفساد المدمِّر.. سرقة الكهرباء نموذجاً عطري: العدادات الذكية ليست حلماً بعيداً بل هي حل واقعي عودة أولى للمهجّرين إلى بلدة الهبيط.. بداية استعادة الحياة في القرى بعد التهجير