الثورة _ علا محمد:
يبدو أن راحة الطلاب من بين أولويات إدارة السكن الجامعي التي عكست اهتمامها في خطوة مبتكرة، فجاءت فكرة سيارة النقل لتحدث فرقاً كبيراً في حياة الطلاب والطالبات، خاصةً أولئك القادمين من محافظات بعيدة ما حدث بالفعل أنه خلال الفترة الأخيرة شهدت المدينة الجامعية في دمشق، تحسناً كبيراً في خدمة النقل، مع خدمة سيارة النقل التي أطلقتها إدارة السكن برئاسة الدكتور عماد الأيوبي، والتي أصبحت جزءاً أساسياً من حياة الطلاب، خاصةً في ظروف الطقس الحار أو الأيام الحامية.
مبادرة ريادية
ووفقاً للدكتور عماد الأيوبي، صاحب الفكرة، فإن المبادرة ولدت من رؤية واضحة لمشكلتين رئيسيتين، الأولى هي الحالة المرهقة التي يعانيها الطلاب عند حمل أمتعتهم لمسافات طويلة، والثانية، الحاجة الملحة لتسهيل وصول الطلاب، خاصة القادمين من محافظات بعيدة، إلى وحداتهم السكنية بسهولة ويسر.
إحدى الجهات التي تفضل عدم الإفصاح عنها تبرعت لدعم هذه المبادرة، وتم تنفيذها لتكون متاحة طوال الوقت، بحسب الأيوبي الذي أوضح في لقائه مع الثورة توفر سيارة واحدة حالياً، كما يجري العمل على إضافة مركبات أخرى قريباً، مبيناً أن الأولوية في الاستخدام للطالبات، ومع توفر السيارة، يتم تنظيم جولات داخل المدينة الجامعية لخدمة أكبر عدد ممكن من الطلاب.
إقبال وشكر
وفي جولة لـ”الثورة” بين أروقة المدينة الجامعية التقينا بعض الطالبات المستفيديات من الخدمة، حيث عبرن عن امتنانهن العميق لهذه المبادرة تقول الطالبة آمنة حسن، من قسم الآداب، والتي جاءت من محافظة القنيطرة، إن الخدمة غيرت من تجربتها الدراسية، إذ كانت تتنقل سابقاً مشياً لمسافات طويلة، وهو أمر مرهق جداً، وتضيف: “لقد أصبحت السيارة جزءاً من يومي الدراسي، وأشعر أن إدارة السكن تهتم فعلاً براحتنا وسعادتنا”.
زميلتها الطالبة منى العيسى تقول: ” بلا شك، هذه السيارة تساعدنا على الوصول بسرعة، وتجنب التعب، وتوفر علينا المشي الطويل، خاصة عندما يكون الطقس غير مناسب”، أما الطالبة تالا غرة، من قسم الهندسة، فترى أن السيارة تختصر الوقت بدلاً من الانتظار أو المشي الطويل، وتضيف بابتسامة: “الراحة اللي توفرها السيارة لا تقدر بثمن، وأتطلع لرؤية مزيد من الخدمات التي تلامس حياتنا اليومية”.
وبالعودة للحديث مع الأيوبي، أكد أن هذه الخطوة تأتي في إطار استراتيجية شاملة لتحسين البيئة الجامعية وتحقيق رفاهية الطلاب، قائلاً: “لم نقتصر على توفير وسيلة تنقل فحسب، بل نسعى لتوفير بيئة داعمة ومحفزة للطلاب، تنعكس إيجابياً على تحصيلهم الأكاديمي وحياتهم الاجتماعية”، واستطرد قائلاً: “نحن حريصون على الاستماع لآراء الطلاب وملاحظاتهم، ونعمل جاهدين على تطوير الخدمة بشكل مستمر، حيث نخطط لإضافة مركبات جديدة وتنظيم جداول مناسبة لجميع الطلاب، بما يضمن استفادتهم القصوى”.
مسؤولية وخدمة مجانية
إبراهيم عيسى خلال قيادته للسيارة وإيصاله للطالبات استوقفته “الثورة”، وأبدى رضاه عن الخدمة ومشاعره تجاه الطلاب، حيث قال: “أنا فخور بالمساهمة في تسهيل حياة زملائي الطلاب، وأتابع يومياً مدى استجابتهم ورضاهم، وهذا يعطيني دافعاً للاستمرار في تقديم أفضل ما لدي”، وتابع بشهادة من القلب: “المسؤولية كبيرة، خاصة أنني أعمل على راحة وسلامة الجميع، وأجد في ذلك رسالة على عاتقي أتشرف بها”، أما عن تفاصيل السيارة وعملها فأوضح عيسى أنها من نوع “CUSHMAN” ، تحوي 8 مقاعد توفر الراحة التامة، تستخدم فقط لنقل الطلاب أثناء وصولهم من السفر، ونوه أن الإنتظار لا يطول أكثر من 10 دقائق إلى 15 دقيقة والنقطة الأهم أنها مجانية وممنوع منعاً باتاً دفع أي ليرة سورية أثناء توصيل الطلاب أو الطالبات.
هذه الخدمة ليست مجرد وسيلة تنقل، بل تجسد روح التعاون والتكامل بين إدارة السكن والطلاب، وتعكس الريادة في تلبية احتياجاتهم، مع خطط مستقبلية لتنفيذ المزيد من المبادرات التي تضيف قيمة لحياة الطلاب، وتجعل من المدينة الجامعية بيئة محفزة وآمنة.