الثورة – نيفين أحمد:
في لحظة استغاثة بيئية حرجة، لبّت المملكة الأردنية الهاشمية نداء الجوار، لتسجّل موقفاً أخوياً نبيلاً يعكس عمق العلاقة بين الشعبين السوري والأردني، حيث أرسلت فرقاً متخصصة ومعدات متقدمة للمساهمة في مواجهة الحرائق الضخمة التي تلتهم غابات الساحل السوري منذ أيام.
وبحسب وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث ، فقد وصلت إلى المواقع المتضررة قافلة دعم أردنية مكوّنة من 20 آلية إطفاء و71 عنصراً من الدفاع المدني الأردني، إضافة إلى 7 صهاريج مياه، و12 فرقة إسناد ميدانية، و20 سيارة نجدة متخصصة، في استجابة عاجلة تهدف إلى تعزيز الجهود السورية في التصدي لألسنة اللهب التي امتدت إلى عشرات المواقع الحراجية في ريف اللاذقية.
دعم نوعي في لحظة حرجة
المشاركة الأردنية لم تقتصر على الإسناد الأرضي، بل شملت أيضاً استخدام طائرات مروحية ساعدت في إخماد النيران من الجو، خاصة في المناطق الوعرة التي يصعب الوصول إليها بالآليات التقليدية.
وقال مصدر رسمي في وزارة الطوارئ إن “الاستجابة الأردنية جاءت في التوقيت الأنسب، وساهمت بشكل ملموس في تسريع عمليات العزل والتطويق، ومنع امتداد الحريق إلى غابات إضافية”، مشيداً بالكفاءة العالية التي أظهرتها الفرق الأردنية على الأرض، وتنسيقها السلس مع نظرائها السوريين.
جسور إغاثة تتجاوز السياسة
وفي الوقت الذي تشتد فيه النيران ويعلو دخان الغابات فوق المرتفعات الساحلية، برزت فزعة الأردن كمشهد تضامني نادر في ظل أزمات سياسية تحيط بالمنطقة. فقد أكدت عمان، عبر أجهزتها المختصة، أن الاستجابة تأتي من منطلقات إنسانية خالصة، هدفها دعم الشعب السوري في وجه كارثة طبيعية تهدد أرواح المدنيين، وتدمّر إرثاً بيئياً عمره مئات السنين.
إشادة رسمية وشعبية
وزير الطوارئ السيد رائد الصالح، ثمّن هذا الموقف قائلاً: ما قدمه الأشقاء في الاردن لا يقدر بثمن وهو تعبير صادق عن روح الأخوة التي لاتعرف حدودا سياسية أو جغرافية .
وجود الفرق الأردنية بيننا يعكس عمق
العلاقة بين الشعبين ويمنحنا دفعة معنوية في هذه المعركة الصعبة مع النار.”
كما لقيت هذه الفزعة تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من السوريين عن امتنانهم للموقف الأردني، مؤكدين أن “الجار وقت الضيق” ليس مجرد قول مأثور، بل ممارسة حية ظهرت في الميدان.
تجدر الإشارة إلى أن الساحل السوري يشهد منذ أيام حرائق غير مسبوقة، وبحسب وزير الطوارئ طالت أكثر من 10 آلاف هكتار من غابات اللاذقية تحوّلت إلى رماد بسبب الحـرائق.. تساوي 4,35% من مساحة المحافظةمن الغابات في ريف اللاذقية.
وتهدد قرى سكنية ومزارع، وسط ظروف مناخية قاسية، ووجود مخلفات حرب تُعيق حركة فرق الإطفاء، ما دفع الجهات المختصة إلى إعلان حالة الطوارئ، وتكثيف التنسيق المحلي والإقليمي.