الثورة – نيفين أحمد:
شهدت الليلة الماضية تصعيداً خطيراً في حرائق الغابات التي اندلعت في مناطق جبلية حراجية شمال غرب سوريا، إذ بذلت فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري وأفواج إطفاء الحراج إلى جانب فرق الإطفاء التركية جهوداً كبيرة في محاولة احتواء النيران والحد من توسعها في موقعين رئيسيين جبل التركمان وغابات الفرنلق.
وقد امتدت ألسنة اللهب في واحدة من أكثر الجبهات تعقيداً داخل أحد وديان جبل التركمان المعروف بانحداره الشديد ما صعّب وصول الآليات الثقيلة وأجبر الفرق على تنفيذ عمليات قطع لطريق النيران يدوياً في ظروف قاسية ولا تزال الجهود مستمرة حتى صباح اليوم لمحاولة تطويق الحريق ومنع امتداده نحو المناطق المجاورة.
جهود استثنائية
في الوقت ذاته تسببت سرعة الرياح ووعورة التضاريس في اتساع رقعة النيران ضمن عدة بؤر باتجاه غابات الفرنلق وهي من أكثر المناطق الحراجية كثافة وخطورة في الساحل السوري ما زاد من صعوبة عمليات الإخماد ولا تزال فرق الإطفاء تعمل على مدار الساعة في ظروف استثنائية لمحاولة احتواء الحريق والحيلولة دون تحوّله إلى كارثة بيئية واسعة النطاق.
تُعدّ منطقة جبل التركمان وغابات الفرنلق من أبرز النطاقات البيئية الحساسة في الساحل السوري، إذ تحتضن تنوّعاً بيولوجياً غنياً، يضم أنواعاً نادرة من الأشجار، مثل السنديان واللزاب والغار بالإضافة إلى موائل حيوية للطيور والحيوانات البرية. وتتميّز هذه الغابات بكثافة أشجارها وتشابك الغطاء النباتي ما يجعلها أكثر عرضة للاشتعال السريع وانتشار الحرائق خاصة خلال فصل الجفاف وارتفاع درجات الحرارة.
ومع التغيرات المناخية التي تشهدها المنطقة بات موسم الصيف في السنوات الأخيرة أكثر حدة وجفافاً مع تزايد في عدد الحرائق وشدّتها ما يضع ضغوطاً مضاعفة على فرق الإطفاء المحلية التي تواجه تحديات تتعلق بالإمكانيات والجاهزية اللوجستية في التعامل مع حرائق على هذا النطاق.
وتُعدّ حماية هذه الغابات مسؤولية وطنية وبيئية والتي تتطلب تكاملاً في الجهود بين الدولة والمجتمع المحلي إلى جانب تطوير خطط استباقية لمنع الحرائق مثل إنشاء خطوط نار استراتيجية وتكثيف حملات التوعية وتحديث أنظمة الرصد والإنذار المبكر.