الثورة – لميس عودة:
“قد تكسب “إسرائيل” الحرب عسكرياً لكنها تخسر في معركة العلاقات العامة عالمياً”، هذا ما جاء على لسان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في توصيفه لمشهد تعاظم التأييد للقضية الفلسطينية وتراجع تعاطف الرأي العام الغربي ومنه الأميركي مع “تل أبيب”، بعد أن تآكلت لدى الرأي العام الدولي مشاجب “المظلومية” المزعومة، التي لطالما علّقت عليها “إسرائيل” دواعي تعدياتها وانتهاكاتها وفائض قوتها، فظهرت الحقيقة المعتم عليها لعقود، و إنها هي من يعتدي في المنطقة وتقوّض الاستقرار وتسحق العدالة وحقوق الإنسان.
تنامي ردود الأفعال الغاضبة على امتداد الرقعة العالمية على ما تقوم به “إسرائيل” من جرائم حرب وما رافقه من نسف لسرديتها المضللة، كل ذلك انعكس سلباً على كل ما كانت تستثمر به كأوراق تفردها على طاولة الخداع لاستقطاب التأييد العالمي وجني مكتسبات، وهو ما أكده ترامب عن تداعيات حربها المفتوحة على غزة، أنها تخسر في حرب العلاقات العالمية رصيد دعمها السياسي بقوله: إن ذلك “يلحق الضرر بها على المدى البعيد”.
تراجع نفوذ اللوبي الإسرائيلي في الكونغرس الأميركي الذي كان لا يضاهى سابقاً، وضمان التأييد المطلق لسلوكياتها المنفلتة من أي ضوابط قانونية أو إنسانية في تراجع وانحسار، هذا الأمر أكده الرئيس الأميركي في حديثه مع موقع “ديلي كولر” موضحاً أنه على دراية بتراجع تأييد الشباب الجمهوريين “لإسرائيل” وفق استطلاعات الرأي الأخيرة، لافتاً إلى “أن “إسرائيل” كانت تملك أقوى لوبي في الكونغرس على الإطلاق، أقوى من أي شركة أو ولاية أو مؤسسة”، لكنه تابع: إنها “اليوم لم يعد لديها هذا اللوبي القوي، لافتاً إلى أنه “قبل 20 عاماً، لم يكن بإمكان أي سياسي أن يتحدث بسوء عن “إسرائيل” إذا أراد الاستمرار في العمل السياسي، أما اليوم، فالوضع تغير”.
خسارة “إسرائيل” نقاط التأييد العالمي وفقدان أسهمها في بورصة الادعاءات المضللة والتراجع الملحوظ في استقطاب التعاطف الدولي بات ملحوظاً، يؤكده الحراك الشعبي العالمي ضد ما ترتكبه من اعتداءات وجرائم إبادة جماعية لم تنجُ منها الطواقم الإعلامية والإسعافية، و تعززها المشاهد اليومية القادمة من غزة.
التعاطف العالمي مع ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة وسياسات المسؤولين السياسيين والعسكريين في كيان الاحتلال وسلوكياتهم العدوانية على الأرض تحرج داعمي الاحتلال، لكن إسرائيل تدرك أنها مسمار الغرب في جدار المنطقة، لذلك تصم آذانها عن مناشدات المؤسسات الأممية والمنظمات الحقوقية بضرورة وقف الحرب لأنها تستند على دعم عسكري واقتصادي غربي ينتشلها من مآزقها – رغم بعض المطالبات من بعض الغرب بضرورة وقف الحرب في الآونة الأخيرة والاعتراف بدولة فلسطين- هذا الدعم سبق وأشارت اليه صحيفة “هآرتس بقولها: إن”القيادة الحالية في “إسرائيل” تحرج الغرب بسبب أفعالها الهستيرية وتصريحاتها التهديدية.
ولكن أياً كان زعماء إسرائيل فالغرب سيواصل دعمهم”.