الثورة – فؤاد الوادي:
حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “إسرائيل” من تنفيذ أي هجوم على قطاع غزة، أو محاولة لضمّ الأراضي، قائلاً إن مثل هذه الممارسات لن تقف عقبة أمام الاعتراف بدولة فلسطين.
وأضاف ماكرون في منشور له على منصة إكس، أنه “لن يوقف أي هجوم ولا محاولة ضمّ ولا تهجير للسكان، الزخم الذي أطلقناه مع ولي العهد السعودي وانضم إليه العديد من الشركاء”، مشيراً إلى نقاش أجراه مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
ولفت ماكرون إلى أن قرار الولايات المتحدة عدم منح تأشيرات دخول للمسؤولين الفلسطينيين لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة “غير مقبول” ويجب التراجع عنه.
ودعا ماكرون إلى إلغاء هذا الإجراء وضمان التمثيل الفلسطيني بما يتماشى مع اتفاقية البلد المضيف.
وأعلنت واشنطن الأسبوع الماضي عدم السماح لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومسؤولين آخرين بالسفر إلى نيويورك، حيث من المقرر أن يعترف عدد من حلفاء الولايات المتحدة بدولة فلسطينية.
وبرّرت واشنطن القرار بدواعٍ أمنية وطنية، واتّهامات بعدم التزام الفلسطينيين بما تنص عليه القوانين الأمريكية المتعلقة بمكافحة الإرهاب والسلام.
في المقابل اعتبرت السلطة الفلسطينية القرار محاولة لتقويض تمثيلها السياسي، بينما وصفها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنها تتنافى مع مبادئ الأمم المتحدة وتخدم مصالح إسرائيل فقط.
وفي وقت سابق أمس، أعلن وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفو أنّ بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أيلول/ سبتمبر الجاري، مشيراً أيضاً إلى عزم بروكسل فرض عقوبات صارمة على الاحتلال الإسرائيلي.
وفي نهاية تمّوز/ يوليو، أعلن الرئيس لفرنسي إيمانويل ماكرون أنّ بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة التي تُعقد من 9 ولغاية 23 أيلول/سبتمبر.
ومذّاك أعلنت أكثر من 12 دولة غربية أنّها ستحذو حذو فرنسا.
وكانت نحو 15 دولة، بينها أستراليا، وفرنسا، وبريطانيا، وكندا، قد أعلنت في الآونة الأخيرة عزمها الاعتراف بدولة فلسطين، ما أثار ردود فعل إسرائيلية واسعة، مطالبة بالردّ عبر ضم الضفة وتوسيع الاستيطان فيها.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية في أيار/ مايو الماضي بأن وزراء في حكومة الاحتلال الإسرائيلي حذروا الدول الأوروبية الرئيسية من أن أي اعتراف أحادي الجانب بالدولة الفلسطينية قد يدفع تل أبيب إلى اتخاذ تدابير أحادية الجانب أيضاً، بما في ذلك ضم أجزاء من الضفة الغربية.
في غضون ذلك، أعرب رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، عن قلقه البالغ من حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 23 شهراً، وذلك وفقاً لوكالة “وفا” الفلسطينية.
وقال كوستا في تصريح صحفي، إن المجلس الأوروبي أعرب مراراً وتكراراً عن إدانته للوضع الإنساني بقطاع غزة، مطالباً بوقف فوري لإطلاق النار وإنهاء أنشطة الاحتلال التي تمارسها إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة.
وأضاف بهذا الخصوص: “نعتقد أن تطبيق حل الدولتين يمكن أن يضمن السلام والاستقرار الدائمين للمنطقة بأسرها”.
وأكد كوستا، أن المجلس سيواصل العمل لإيجاد سبيل لزيادة الضغط على إسرائيل للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، مشيراً إلى ضرورة الإفراج عن الرهائن.
يأتي ذلك في وقت أفاد فيه مصدر بمستشفيي العودة وشهداء الأقصى في غزة، باستشهاد 5 فلسطينيين إثر استهداف إسرائيلي لخيمة غرب مخيم النصيرات وسط القطاع.
كما أفاد مستشفى المعمداني باستشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على منزل بحي الدرج شرقي مدينة غزة.
وأمس الثلاثاء، أفادت مصادر في مستشفيات غزة باستشهاد 105 فلسطينيين بنيران جيش الاحتلال، موضحة أن من بين الشهداء 53 فلسطينياً في مدينة غزة، و32 من طالبي المساعدات وسط وجنوبي القطاع.
وفي أعلى عدد لضحايا التجويع خلال يوم واحد، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وفاة 13 شخصاً، بينهم 3 أطفال نتيجة التجويع وسوء التغذية خلال 24 ساعة، ما يرفع عدد شهداء المجاعة وسوء التغذية إلى 361 شهيداً بينهم 130 طفلاً.