الوعي الإعلامي للأزمات.. كيف نواجه الشائعات؟

الثورة – منال السماك:

بشكل لحظي وآني يتدفق كم هائل من الأخبار والمعلومات في فضاء إعلامي مفتوح، في عصر أصبح كل شخص إعلامياً عبر منصته في وسائل التواصل الاجتماعي، ما يجعل المتلقي في مواجهة دائمة مع سيل من الأخبار، قد يصعب عليه أحياناً التمييز بين الصحيح والزائف منها، ما أدى إلى تفاقم انتشار الشائعات والأخبار الكاذبة، التي قد تخلق الأزمات على الصعد الحياتية كافة، وبنفس الوقت تهدد السلم الاجتماعي وتستبيح الأمان النفسي، وتسهم بنشر حالة عدوى من الخوف والقلق بين أفراد المجتمع، حيث تشير الدراسات الحديثة إلى أن حوالي 60 % من مستخدمي الإنترنت يتعرضون لأخبار كاذبة أو مضللة بشكل متكرر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما يعكس حجم التحدي الذي يواجه المجتمعات الحديثة في عصر المعلومات.

حول هذا الموضوع التقت “الثورة” بالإعلامية والاختصاصية بعلم النفس التوافقي نرجس عبيد، وكان محور اللقاء دور الإعلام في افتعال الأزمات وخلق بيئة محفزة، ودور الفرد في الإعلام، وكيف نحمي أنفسنا من الشائعات والأخبار الكاذبة؟

أشارت عبيد إلى أهمية دور الفرد في الإعلام والمسؤولية الشخصية الإعلامية، فقالت: نعيش عصراً إعلامياً شرساً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وللأسف الشديد أحياناً لا يكون الإعلام موضوعياً، فلكل وسيلة إعلامية منهجها الخاص، فهي إما تابعة لدول أو لأفراد، وهذا يفرض علينا كأشخاص أن نحاول فلترة ما نراه وما نسمعه وما نعيشه من كل المؤثرات الإعلامية، من إعلام مسموع ومقروء ومرئي، فالفلترة فيما نتلقاه تتيح لنا معرفة الصح من الخطأ.

وذكرت عبيد كمثال على ذلك فقالت: نحن نعيش ردود أفعال سلبية، ولكل فعل هناك رد فعل، لذلك يتوجب علينا أن نكون واعين ويقظين لكل ما نسمعه ونراه، وذلك بإجراء فلترة آنية وشخصية لكل ما يتم تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي، من صفحات الأصدقاء والمحيطين في الوسط الاجتماعي، فالعقل الواعي ينبغي أن ينتقد على مدار الساعة كل ما يتلقاه من مستقبلات حسية وسمعية و بصرية ، كما إنه علينا أن ننتبه لما يسجل آنيا لأن ما يسجل لا يُنسى ، و الفلترة الآنية و اللحظية ، تجعلنا نحمي أنفسنا من التأثيرات السلبية التي نتلقاها من منصات التواصل الاجتماعي ، و بذلك نتفادى الأزمات التي يمكن أن يحدثها تداول الأخبار الكاذبة والشائعات.

التحقق قبل نشرها

وتابعت بالقول: من واجب كل فرد أن يتحقق من الأخبار قبل أن يقوم بنشرها، لأنها قد تنتشر بشكل سريع من فرد إلى آخر، وهذا بحد ذاته ربما يخلق أزمات ومشكلات لا أصل لها، وذلك بسبب بعض الأخبار الكاذبة أو الشائعات، فعلى الفرد أن يكون لديه مسؤولية إعلامية، لا أن يكون ناقلاً للأخبار دون التحقق من صحتها، وألا يكون مساهماً بخلق الأزمات بسبب أخبار غير صحيحة، فكل شخص في عصرنا الحالي عصر الفيس بوك وشبكات التواصل الاجتماعي، أصبح إعلامياً من منصته، يبث الأخبار ويطرح الآراء، لذا عليه أن يكون على قدر المسؤولية.

وأشارت عبيد إلى الدينامية الجماعية والعدوى النفسية، حيث هناك عدوى جسدية ببعض الأمراض كالفيروسات وعلينا الوقاية منها، كذلك هناك عدوى نفسية، وفي وقت الأزمات تنتشر عدوى كالخوف والقلق، ومشاعر اليأس والإحباط والكراهية، وهذه مشاعر معدية وتنتشر بين الأشخاص كالفيروس، لذا علينا ألا نسهم عبر بث الأخبار الكابة والشائعات، بانتشار عدوى الطاقة السلبية بين الناس.

وتحدثت عبيد عن مثلث الأنا والمراقب والمشكلة لافتة أنه عندما يقع الانسان في مشكلة يتألم منها ويشعر بالمعاناة، ويبحث عن المسببات دون أن يدرك أنه قادر على حلها، ولكنه عندما يأخذ دور المراقب يستطيع أن يرى حجم المشكلة الحقيقي، فتخف المعاناة ويستطيع أن يجد الحل المناسب.

ولتفادي الأزمات التي يؤججها تدفق الأخبار الكاذبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يبرز دور وسائل الإعلام الرسمية والمؤسسات التعليمية، في بث الوعي وتعزيز ثقافة التحقق من الأخبار، وكذلك مسؤولية الأفراد في التحقق من المعلومات، والتروي قبل تداول أي معلومة قبل التحقق من صحتها ومصداقية مصدرها.

آخر الأخبار
سجن تدمر العسكري.. ذاكرة من الألم قرار بريطانيا رفع "تحرير الشام" من الإرهاب يتيح تفاعلاً أوثق مع سوريا "مسلخ صيدنايا" البشري .. تاريخ أسود ووصمة عار ضبط حركة الدراجات ضرورة لحماية قلعة حلب والمواقع الأثرية سوريا تأمل رفع كامل العقوبات خلال الأشهر المقبلة قرار "المركزي" قد يهدد استقرارالبنوك ويكشف مخاطر خفية إعادة تأهيل مدرسة تل نعام في ريف حلب طريق بديل لسيارات المكاسر داخل الرحيبة "التجارة الأميركية" تدعو إلى إلغاء قانون قيصر بشكل كامل ودائم الذهب يتقدم بثبات.. هل تتّجه الدول لفك الارتباط بالدولار؟ عودة مياه الشرب إلى أحياء في منبج.. وخطوط إنتاج جديدة للفرن 2.5 مليون وحدة سكنية مدمرة تحتاج لإعادة البناء حملة مكثفة لضبط الدراجات النارية المخالفة في دمشق  استعداداً لموسم الشتاء ..تنظيف للمصارف المطرية في شوارع دمشق تنظيم الانتشار العشوائي للأكشاك على كورنيش جبلة بداية العام منتجات المنازل تزدهر.. وصعوبات تعترضها ترحيل مئة ألف م٣ من أنقاض أحياء حمص.. والعمل مستمر التواصل مع معلمي الشمال.. لقاء يعيد الثقة بين الميدان والإدارة بئر الديبة.. شبكة قديمة وأعطال محركات تعوق وصول المياه هموم التخليص الجمركي على طاولة غرفة تجارة درعا