الثورة : جهاد اصطيف:
بعد سنوات طويلة من المعاناة والانقطاع، عادت مياه الشرب إلى عدد من أحياء مدينة منبج في ريف حلب الشرقي، إثراستكمال أعمال الصيانة والتأهيل التي شملت شبكات المياه وخطوط الضخ الرئيسية.
يأتي ذلك في إطارالجهود الحكومية والإدارية الرامية إلى تحسين الواقع الخدمي، وتأمين احتياجات المواطنين الأساسية من المياه والكهرباء والخدمات العامة.
وأوضح مسؤول المتابعة في إدارة المنطقة، المهندس أحمد هارون، أن إعادة ضخ المياه جاءت ثمرة عمل متواصل خلال الأشهر الماضية، حيث تمّ تنفيذ مراحل عدّة من مشروع إعادة التأهيل، الذي استهدف الشبكات المتضررة في عدد من الأحياء.
إيصال المياه تدريجياً
وبيّن أن فرق الصيانة، باشرت منذ ثلاثة أشهربعمليات إصلاح متتابعة لشبكات التوزيع ومحطّات الضخ، ما أتاح إيصال المياه تدريجياً إلى مناطق مختلفة داخل المدينة، مشيراً إلى أنه منذ تسلّم إدارة المنطقة مهامها، كان من أولويات العمل تلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين، وفي مقدّمتها تأمين مياه الشرب، إضافة إلى تحسين خدمات الكهرباء والنظافة.
وأضاف: اليوم، وبعد جهود كبيرة من الكوادرالفنية، تمكنّا من إيصال المياه إلى عدد من الأحياء التي كانت تعاني انقطاعاً تاماً منها منذ بداية الأزمة، ونعمل على استكمال المرحلة المقبلة لتغطية باقي المناطق وفق الإمكانات المتاحة.
ونوه بأن الإدارة تسعى في الفترة القادمة إلى الاستفادة من موارد “فزعة منبج”، ومن تعهدات المنظمات الدولية الداعمة لتحسين واقع البنية التحتية، لافتاً إلى أن التعاون بين الجهات المحلية والمنظمات العاملة في المنطقة، يسهم في تسريع وتيرة الإنجاز وتوسيع نطاق الاستفادة.
كما دعا المواطنين إلى التعاون مع ضابطة المياه في إزالة التعديات والمخالفات التي تعوق عمل الشبكة، مؤكداً أن الالتزام بالتعليمات يسهم في ضمان وصول المياه إلى جميع المشتركين بشكل عادل ومنتظم.
أنهت معاناة سنوات
من جهتهم، عبرعدد من الأهالي عن ارتياحهم الكبير لهذه الخطوة التي أنهت سنوات من المعاناة، حيث كانت بعض الأحياء تعتمد بالكامل على صهاريج المياه الخاصة بأسعارمرتفعة.
وأكد المواطن كمال خلو من حي الجورة، أن وصول المياه إلى المنازل، بعد انقطاع دام أكثر من ثماني سنوات، غيّر من واقع الحياة اليومية بشكل كبير، مضيفاً : كنا نشتري الصهريج الواحد بمبلغ يتراوح بين خمسين وستين ألف ليرة سورية، ما كان يرهق الأسر ذات الدخل المحدود،أما اليوم المياه تصلنا بانتظام، ولم نعد مضطرين لتحمل تلك النفقات.
وفي حي جامع الخضر وحديقة السلام، أكد الأهالي أن تدفق المياه إلى شبكاتهم المنزلية، بعد فترة طويلة من الانقطاع، يعكس تحسناً ملموساً في الأداء الخدمي داخل المدينة.
وأشادوا بجهود فرق الصيانة التي عملت على مدار الساعة لإصلاح الأعطال وإعادة الضخ تدريجياً.
ويأتي هذا الإنجاز ضمن خطّة متكاملة لإدارة المنطقة، تستهدف رفع مستوى الخدمات الأساسية، ولاسيما في قطاعات المياه والطاقة والنظافة العامة، من خلال التنسيق مع الجهات المعنية والمنظمات الداعمة.
مزودة بمنظومات حديثة
وفي سياق متصل، وضمن الجهود المبذولة لتحسين الواقع المعيشي، أجرت مديرية الأفران في محافظة حلب، اليوم برفقة المشرف الميداني من إدارة المنطقة، جولة تفقدية لمتابعة أعمال منظمة “IYD” في مشروع تأهيل وتشغيل الفرن الآلي بمدينة منبج.
وشهدت الجولة بدء تركيب ثلاثة خطوط إنتاج جديدة مزودة بمنظومات كهربائية وميكانيكية حديثة، تهدف إلى رفع الطاقة الإنتاجية وتحسين جودة الخبز المقدم للمواطنين.
وأوضحت مديرية الأفران أن المشروع، يأتي استجابة للحاجة المتزايدة لتأمين مادة الخبز بجودة جيدة، وخاصة في ظلّ الضغط الكبيرعلى الأفران الخاصة في المدينة.
وأكدت المديرية أهمية الالتزام بالجدول الزمني المحدد وأعلى المعايير الفنية خلال أعمال التركيب والتشغيل، مشيرة إلى أن الخطوط الجديدة ستسهم في تعزيزالأمن الغذائي، وتخفيف الأعباء المعيشية عن الأهالي عبر توفير كميات كافية من الخبز بشكل مستمر ومنتظم.
وفق الخطّة الموضوعة
من جهتها، أوضحت منظمة “IYD” المنفذة للمشروع أن العمل يسير وفق الخطّة الموضوعة، تمهيداً لبدء التشغيل التجريبي خلال الفترة القريبة القادمة، مؤكدة حرصها على التعاون مع مديرية الأفران وإدارة المنطقة لضمان استدامة العمل وتحقيق الفائدة المرجوة للسكان.
ويعكس هذا الحراك الخدمي في منبج، سواء في قطاع المياه أو الأفران، تحسناً تدريجياً في الواقع المعيشي والخدمات الأساسية بعد سنوات من الصعوبات والانقطاعات، حيث تسعى الجهات المحلية إلى إعادة تأهيل البنية التحتية وإعادة الخدمات إلى جميع الأحياء بالتعاون مع المنظمات والجهات الداعمة.
ويأمل الأهالي أن تستمر هذه الجهود حتى تعود جميع المرافق الحيوية إلى العمل بكامل طاقتها، بما يضمن حياة كريمة ومستقرة لجميع سكان المدينة.