العدم السياسي في ظل الانعدام الأخلاقي..!!

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـم:
لا يعدم السعوديون الذريعة للابقاء على حالة الاستعراض العدواني الممسوكة بالكثير من التفاصيل والقرائن والأدلة، ويتقاطع معهم المنطق الأردوغاني الذي يوزع التهديد والوعيد شمالاً وجنوباً،

بما في ذلك الحديث عن مقارنات سياسية وغير سياسية لا توفّر أحداً في العالم من غربه إلى شرقه مروراً بالفاتيكان الذي نال نصيبه من التهديد.‏

وإذا كانت الأسباب كما عزتها بعض الأصوات اليمنية دقيقة في توصيف خفايا السكوت والصمت المريب على السعودية ودورها الخطير في إنتاج وتفريخ الإرهاب، فإنه قد يبدو من المثير التساؤل عن أسباب مرور الكثير من مواقف حكومة العدالة والتنمية في تركيا أيضاً بالميزان نفسه، رغم ما فيه من صلف وتكبّر ناتج في أغلبه من فراغ وتهور وحماقة لا حدود لها.‏

فالسعودية تستخدم مالها النفطي والادعاء الديني المزيف والكاذب، من أجل لجم الأصوات في كثير من دول العالم، وتُسكت ما تبقى منها برشاوى الصفقات والتسليح، فيما تركيا تجاهر بمواقف لا تستند إلى أي أرضية يمكن أن تشكل عامل قوة أو ضماناً لها، سوى بعض الأوهام وأمراض استعادة أحلام السلطنة، ما يجعل أي حديث عن العامل التركي ومحاباته موضع تساؤل وشكوك عميقة في بنية التفكير السياسي للعلاقات الدولية.‏

المفارقة أن المعايير في السياسة العملية تتقاطع بين التهور السعودي والحماقة التركية، ويصبح من الصعب الفصل بين النتائج التي تتمخض عنها، خصوصاً أنها تنحدر في نهاية المطاف من أرضية واحدة أساسها العدم السياسي المترافق بانهيار في المنظومة الأخلاقية، وتهور في معايير السلوك المدفوعة بنهج مستنسخ في كلا الحالتين.‏

بين العدم السياسي والانعدام الأخلاقي لا يبدو الفارق قادراً على تلمس حدود التباين والاختلاف، وإن كان في كثير من الأحيان صورة مصغرة من مآل الحال لكثير من الأنظمة والسلطات المتفشية في عالم اليوم، والتي يحاكي فيها التركي السعودي، وربما يتقاطع معه في التفاصيل التي تبدو منطوية تحت عناوين مختلفة.‏

ورغم نزوع بعضها على الأقل إلى رسم صورة العدم السياسي كحالة انعكاس لفشله وخيبته، فإن أكثرها يميل بطبعه إلى الجمع بين العدم السياسي والانعدام الأخلاقي معاً، لينتج منظومة من المحرمات والمحظورات التي تفيض على المنطقة بمنتجات تستقصي أبعد درجات الغيبية والظلامية الممزوجة بكثير من حالات الهرطقة السياسية، دون أن تغيب عن مندرجاتها حالة الانغماس في تدوير زوايا الخراب والدمار للنفاذ إلى ما يسيطر عليها من أحلام بائدة.‏

تحت هذا العنوان تدور رحى الصراع والمواجهة في المنطقة وتستنفر في الأروقة الجانبية لمنح مساحات النفوذ الخارجي أغلب المقاربات شرقاً وغرباً، وتكاد تتساوى في مخاضها الصعب لعبة المساومات على المتاح والممكن، أو بفعل المنتج السياسي المغرق في دونيته، والقائم على فرضية المعادلات المتعاكسة، بحيث تصبح السياسة مجرد لافتة تخفي خلفها ذلك الخواء الذي يتعاظم بصورة طردية مع ملامح الفشل الواضح.‏

على أساس هذه المقاربة لم يعد الإرهاب فقط المعيار للمجانسة بين الانظمة والأشخاص والمؤسسات وتفاعلاتها المنسية، بقدر ما تحكمه حسابات السلوك والتفكير والمقدرة على خلق حالة من الانسجام مع أجنداته، رغم ما يطالها من تغيير، حيث يصبح الغلواء والتطرف وانعدام الرؤية أساساً وربما مقياساً للمواءمة بين المطلوب وظيفياً وبين مقتضيات التأقلم مع المتغيرات العاصفة في المنطقة وخارجها.‏

المحسوم فعلياً أن ما تجاهر به مملكة آل سعود وما ينطق به نظام أردوغان ليس العدم السياسي فقط، بقدر ما تفيض منه مشاهد الانعدام الأخلاقي، حيث الخطر لا يمكن أن يبقى محصوراً بمنصة الاستهداف للجوار، وما يمثله من انزلاق نحو المجهول، وربما باتجاه الكارثة، بل يطال العالم بأسره والحلفاء قبل الأعداء.. والأصدقاء أكثر من الخصوم، والبعيدين منهم قبل القريبين.‏

 

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
سوريا: التوغل الإسرائيلي في بيت جن انتهاك واضح للقانون الدولي محافظ درعا يحاور الإعلاميين حول الواقع الخدمي والاحتياجات الضرورية جامعة إدلب تحتفل بتخريج "دفعة التحرير" من كلية الاقتصاد وإدارة الأعمال وزارة الداخلية تُعلق على اقتحام الاحتلال لبيت جن: انتهاك للسيادة وتصعيد يهدد أمن المنطقة شريان طرطوس الحيوي.. بوابة سوريا الاستراتيجية عثمان لـ"الثورة": المزارع يقبض ثمن القمح وفق فاتورة تسعر بالدولار وتدفع بالليرة دور خدمي وعلاجي للعلوم الصحية يربط الجامعة بالمجتمع "التعليم العالي": جلسات تعويضية للطلاب للامتحانات العملية مكأفاة القمح.. ضمان للذهب الأصفر   مزارعون لـ"الثورة": تحفيز وتشجيع   وجاءت في الوقت المناسب ملايين السوريين في خطر..  نقص بالأمن الغذائي وارتفاع بتكاليف المعيشة وفجوة بين الدخول والاحتياجات من بوادر رفع العقوبات.. إبراهيم لـ"الثورة": انخفاض تكلفة الإنتاج الزراعي والحيواني وسط نمو مذهل للمصارف الإسلامية.. الكفة لمن ترجح..؟! استقطاب للزبائن وأريحية واسعة لجذب الودائع  إعادة افتتاح معبر البوكمال الحدودي مع العراق خلال أيام اجتماع تحضيري استعداداً للمؤتمر الدولي للاستثمار بدير الزور..  محور حيوي للتعافي وإعادة الإعمار الوط... حلم الأطفال ينهار تحت عبء أقساط التعليم بحلب  The New Arab : تنامي العلاقات الأمنية الخليجية الأميركية هل يؤثر على التفوق العسكري لإسرائيل؟ واشنطن تجلي بعض دبلوماسييها..هل تقود المفاوضات المتعثرة إلى حرب مع إيران؟ الدفاع التركية: هدفنا حماية وحدة أراضي سوريا والتعاون لمكافحة الإرهاب إيران.. بين التصعيد النووي والخوف من قبضة "كبح الزناد" وصول باخرة محملة بـ 8 آلاف طن قمح الى مرفأ طرطوس