الثورة – فادية مجد:
تواصل جمعية “المجد” لأمهات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في طرطوس، أداء دورها في تقديم خدمات تأهيلية وتربوية ونفسية متكاملة، تهدف إلى تمكين الطفل والأسرة معاً، وتحقيق الدمج الفعّال في المجتمع. وحول التأسيس والدافع الإنساني تشير رئيس مجلس إدارة الجمعية رنا خالد محي الدين طعمة، إلى أن الجمعية تأسست عام 2006 بموجب القرار رقم 323، استجابة لحاجة مجتمعية ملحة لدعم الأمهات في التعامل مع أطفالهن من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتسعى الجمعية إلى تمكين الأمهات علمياً ونفسياً، وتزويدهن بأساليب تربوية وعلاجية حديثة، تضمن تطور الطفل واندماجه في بيئته التعليمية والاجتماعية.
خدمات شاملة
وبينت أن الجمعية تتعامل مع طيف واسع من الإعاقات، تشمل: طيف التوحد، الشلل الدماغي، الإعاقة الذهنية، متلازمة داون، اضطرابات النطق والكلام، صعوبات التعلم، فرط النشاط ونقص الانتباه، المشكلات السلوكية، نقص الأكسجة، أما الأعمار فهي سنة أو أقل في حالات العلاج الفيزيائي، ومن عمر سنتين حتى 15 سنة لباقي الإعاقات. وذكرت طعمة أن فريق الجمعية يضم أكثر من 30 اختصاصياً واختصاصية في مجالات الإرشاد النفسي، علم النفس، رياض الأطفال، والتربية الخاصة، إضافة إلى عدد من المربين والإداريين، فيما تنتشر خدمات الجمعية عبر ثلاثة فروع رئيسية هي مركز تعافٍ للعلاج الفيزيائي، مكتب صافيتا، إضافة للمركز الرئيسي في مدينة طرطوس، وقد استفاد من خدمات الجمعية أكثر من 100 طفل وطفلة بشكل منتظم.
دمج أكاديمي واجتماعي
وأكدت طعمة أن الجمعية تنفذ برنامجاً تأهيلياً متكاملاً لإعداد الأطفال للاندماج في الروضات والمدارس، يشمل عدة نواح أبرزها مهارات أكاديمية وسلوكية، وتدريبات على التواصل والاستقلالية ومراحل متعددة وخطط فردية لكل طفل الهدف منها تحقيق دمج إيجابي ومستدام في المجتمع، كما تولي الجمعية اهتماما خاصا بالأمهات من خلال تقديم جلسات دعم نفسي فردية وجماعية، وورشات عمل نظرية وعملية، وتدريب عملي داخل جلسات التربية الخاصة والنطق، إضافة للتعامل مع حالات الإحباط والضغط النفسي عبر تمارين استرخاء وخطط منزلية. وأوضحت أن الأنشطة التي تقدم للأطفال تشمل: الرسم والتلوين، إعادة التدوير، الأنشطة الرياضية، الموسيقا ومسرح الدمى، الألعاب التعليمية والترفيهية وجلسات دعم نفسي. ولفتت إلى أن أنشطة الجمعية تمول من قبلهم، كما أنهم يتلقون دعماً حكومياً وأهلياً، وهناك سعي من قبلهم لتنفيذ مشاريع مستقبلية تهدف إلى تأمين أماكن آمنة وصديقة للأطفال، وتعريف المجتمع بهذه الفئة، وتوفير فرص عمل للأمهات وللأشخاص الكبار من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأوضحت طعمة أن أبرز الصعوبات هي صعوبة تأمين الوسائل التعليمية المناسبة لهم، وأدوات التدريب والأجهزة التكنولوجية والتقنية الحديثة، التي من الممكن إذا توفرت أن نستخدمها أثناء العمل مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في جميع مراحل التأهيل والتدريب، والتي تختصر الكثير من الوقت والجهد، وتحقق نتائج كبيرة وتسهم بشكل كبير في تطوير مهارات وقدرات هؤلاء الأطفال.