كبار السن والعزلة الصامتة.. هل تخلى المجتمع عن حكمتهم؟

الثورة – فاديا هاشم:

منازل كثيرة يسكنها كبار السن، و هم غارقون بوحدتهم، تحاصرهم الذكريات وتغيب عنهم الوجوه التي اعتادوا رؤيتها يوماً، فالبعض يعيش بين أفراد أسرته من دون أن يشعر بأي حضور فعلي، والبعض الآخر ترك في دار رعاية، أو خلف باب مغلق في عزلة صامتة تتفاقم يوماً بعد يوم. إنها ظاهرة اجتماعية متنامية تستحق أن نتوقف عندها بوعي ومسؤولية، بعدما بدأت هذه الصورة تتآكل بهدوء..

كيف نبعد الصمت والعزلة

الدكتورة والباحثة الاجتماعية نائلة الخضراء أوضحت لصحيفة الثورة قائلة: عادة كبار السن لا يدخلون بعزلة الاكتئاب، إلا حين لا يجدون آذاناً صاغية لهم، أو لا يجدون اهتماماً بهم، عندها يبدأ الصمت والعزلة.

وبينت أن هذا ليس سببه التقدم بالعمر، إنما قلة الاهتمام بهم وعدم الاستماع لهم، مؤكدة أن الأهل لا يستحقون الإهمال، فهم كرسوا حياتهم لتربيتنا ورعايتنا سواء على الصعيد الحياتي أو التعليمي والتربوي، علينا برهم وكسب رضاهم حتى تتعزز علاقتنا بهم.

ونوهت الباحثة الخضراء بضرورة تطوير مهاراتنا الاستماعية كأشخاص عند لقائهم، وأن نسمعهم بعناية وتركيز، ونمنحهم هذا الاهتمام، ونشاركهم الرأي، ونتكلم عن مشكلاتنا لهم لنشعرهم بأهميتهم وأننا بحاجة لهم، وكذلك مشاركتهم في بحث مشكلاتنا، فكثيرون منهم يملكون الحكمة.

وأشارت إلى أن الجيل الحالي منشغل كثيراً بمطالب ومشكلات الحياة الحديثة، ما يخلق بدوره تراجع الروابط الممتدة التي كانت تحمي كبار السن وهذا الشعور بالتهميش، فهم لا يريدون احتياجاتهم الخاصة فقط، سواء المادية من مأكل ودواء ومأوى، ولكنهم يفتقدون الشيء الأهم ألا وهو الحضور الإنساني والدفء العاطفي والحوار اليومي البسيط، وأوضحت د. الخضراء أن هذا الحضور وتلك الكلمات الدافئة لهم وجهاً لوجه تغني عن كل شيء وتختصر معاناة شريحة واسعة ممن يشعرون به، وأنهم أحياء جسدياً وليسوا منسيين وجدانياً.

نحو مجتمع لا ينسى جذوره

فإذا كنا نطمح لمجتمع إنساني متوازن يحترم القيم فعلياً، يتوجب علينا أن نعيد النظر في طريقة تعاملنا وسلوكنا مع كبار السن، من ناحية إدماجهم في الحياة اليومية، عبر الحوار ومشاركتهم في قرارات العائلة، وحتى في التخطيط للمستقبل. فهم لا يحتاجون شفقة، وهم ليسوا عبثاً بل هم ذاكرة وطن وتجربة عمر ونبراس يضيء الطريق للأجيال. عندما نحسن إليهم لا نمل منهم، بل نرد لهم البعض من جميلهم وأفضالهم ورضا من الله علينا لأنه أوصى بهم، وأن نبرهم، ونكسب رضاهم، ولنضع مكاننا مكانهم يوماً ما، ونهيئ لأنفسنا مستقبلاً نحب أن نعامل فيه بالمثل، لأننا سوف نكبر مثلهم، وهذه هي سنة الكون، وكما تدين تدان.

نعم.. لهم المكانة المرموقة والمميزة لأنهم مرجع للحكمة، وهم أهل للتقدير ورموز البركة في البيئة الأسرية، والعمر الذي كان يقدر لا يستحق أن يهمش.

آخر الأخبار
إلزامية "اللغة الإنكليزية" وآلية احتساب اللغات الأجنبية تعزيز التعاون الثقافي والتربوي مع اتحاد الكتاب العرب مباحثات مثمرة في الطاولة المستديرة الاقتصادية بين سوريا والسعودية رفع كفاءة المباني التاريخية للاستخدام الأمثل    مسؤولون صينيون وأميركيون يتوصلون إلى إطار عمل لاتفاقية تجارية الأسعار تعزف لحنها الخاص.. والسيمفونية مستمرة! ما علاقة الهجوم على إيران وقطر بوقف إطلاق النار في غزة؟ نقص بأدوية المركز الصحي الأول بجبلة كيف علَّق ترامب على اختبار روسيا لصاروخ يحمل رؤوساً نووية؟ مسؤولة أوروبية.. سلام غزة قد يستلزم تغيير القيادة الإسرائيلية مشاركة سوريا في (FII9) ستنعكس إيجاباً على الحياة الاقتصادية  "مبادرة مستقبل الاستثمار".. إعلان رسمي لعودة سوريا إلى الساحة الدولية 19 ألف طن زيت.. توقعات متوسطة لموسم الزيتون في حلب استعادة العقارات المنهوبة.. خطوة نحو العودة الآمنة سيناريو متفائل لمبادرة الاستثمار 2025 إزالة الركام المتبقي لبدء تأهيل المركز الثقافي في الميادين معايير في اختبارات إعداد المدرسين في دمشق الهيئة العامة للمعادن الثمينة.. قاطرة تنظيم القطاع وجذب الاستثمار وصول باخرة تجارية من الصين إلى مرفأ طرطوس  هل السعر الجديد للخبز السياحي مقدّمة لارتفاعات أخرى ؟