الثورة – شيرين الغاشي:
لم يكن الطريق إلى نهائي كأس ديفيز مفروشاً بالورود، لكن إسبانيا اخترقت كل العوائق بثباتٍ يحاكي تاريخها العريق، لتعلن حتى بغياب نجمها الأول كارلوس ألكاراز أن روح المنافسة أقوى من أي غياب، وأشد صلابة من أي ضغط، فتشق طريقها إلى المشهد الختامي، حيث تنتظرها إيطاليا في مواجهة تتنفس التوتر والإثارة.
إسبانيا، التي اجتازت ألمانيا (3-2) في نصف نهائي بولونيا، أعادت سيناريو ربع النهائي أمام التشيك، فاحتاجت مجدداً إلى زوجي الحسم للتأهل، فكان مارسيل غرانويرس وبيدرو مارتينيز على الموعد مجدداً، إذ قدّما أداءً مثالياً في المجموعة الثالثة، وقادا بلادهما إلى الفوز (6-2) و(3-6) و(6-2) على الثنائي الألماني كيفين كرافييتس وتيم بويرتس، ليوقّعا بطاقة العبور إلى النهائي للمرة الأولى منذ ستة أعوام.
البداية كانت إسبانية أيضاً بفضل بابلو كارينيو بوستا، المصنف (89) عالمياً، الذي لعب بقلب مقاتل، وتفوّق على يان-لينارد شتروف المصنف (84) بنتيجة (6-4) و(7-6) و(8-6) قبل أن يردّ زفيريف، ويعيد ألمانيا إلى المواجهة بفوز صعب على خاومي مونار (7-6)و(7-2)و(7-6) (7-5) ورغم أن الألمان، المتوجين أعوام (1988)و(1989)و(1993) حاولوا كسر نحس نصف النهائي الذي لازمهم أيضاً العام الماضي أمام هولندا، فإن أوراقهم تناثرت في مواجهة الإصرار الإسباني.
إسبانيا، صاحبة ستة ألقاب في تاريخها، تبحث اليوم الأحد عن اللقب السابع، لكن المهمة لن تكون سهلة أمام إيطاليا التي بلغت النهائي للعام الثالث توالياً بعد تغلبها على بلجيكا (2-0) محققة فوزها الثالث عشر على التوالي في البطولة دون أن تذوق طعم الخسارة منذ أيلول (2023).
المنتخب الإيطالي بقيادة فيليبو فولاندري حقق إنجازاً تاريخياً كأول فريق يخوض ثلاثة نهائيات متتالية منذ المنتخب الأسترالي بين (1999) و(2001) ورغم غياب نجمه الكبير، والمصنف الثاني عالمياً يانيك سينر، فإن الأزوري يدخل النهائي بسجل قوي أمام إسبانيا، إذ فاز في سبع من أصل (13) مواجهة بينهما في تاريخ المسابقة.
أما الأرقام التي تقف إلى جانب إسبانيا فهي أن إيطاليا، رغم قوتها الحالية، خسرت ستاً من آخر ثماني مواجهات لها أمام ألمانيا، الخصم الذي تخطته إسبانيا بشق الأنفس. هكذا، تتجه الأنظار إلى نهائي ناري يجمع تقاليد البطولة بروح التجديد، ومنافسة تلفحها الغيابات لكن تُشعلها الطموحات، فيما يحاول الماتادور استعادة أمجاده، وتسعى إيطاليا لتثبيت هيمنة بدأت قبل عامين.