لوائح القلق الفرنسي..!!

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير: علي قاسم
لم يعد في شرِّ البلية من السياسة الفرنسية ما يُضحك، بقدر ما بات فيها ما يُفجع على الدونيّة السياسية وسقوف الفجور السياسي الذي يُبديه وزير خارجيتها، بما فيها عدوى القلق التي يسوّقها، والهواجس المتورّمة والأكاذيب المتخمة بفضائحيتها التي يروّج لها، حين يتحدث بصفاقة سياسية مسجلاً فيها رقماً قياسياً غير مطروق من النفاق والتسويف.

قلق الوزير ايرولت على إرهابييه في حلب وغير حلب يبدو أنه تجاوز العدوى ذاتها، التي أصابت وتصيب كل المسؤولين الغربيين، وفي مقدمتهم القَلِقُ الأكبر بان كي مون، وتصل مستوى الوباء السياسي الذي يؤثر في منتجات العقل الغربي ومحاكمته للأشياء والمنطق المختل، الذي يحاكي من خلاله التداعيات والنتائج، كما يحاجج في الظواهر الدالة عليه، وهو لا يدخل في سياق الدجل السياسي فحسب، بل في إطار التكاذب على حلفائه كما هو يكذب تجاه خصومه، ومحاولة للمزايدة على الأميركي قبل سواه، ومنافسة وضيعة على التطرف والغلو في مواقف تفضح الكثير مما تستدرجه مصفوفة تدوير الزوايا المبهمة التي يحضر فيها الأوروبيون للإصغاء لأمر العمليات الأميركي.‏

فحري بوزير خارجية فرنسا أن يقلق من المجازر التي ارتكبها، ومن تبعات العدوان الذي تمارسه بلاده، ومن خرقها لسيادة الدول واعتدائها على شعوب المنطقة، وخرقها المستفز للقانون الدولي وخروجها على الشرعية الدولية، وحريٌّ به أيضاً أن يقلق من تبعات سياسة بلاده وما تجنيه بفعل ما ارتكبته وما ترتكبه يومياً من ليبيا إلى العراق واليمن وليس انتهاء بآخر جرائمها بحق مدنيين سوريين.‏

لائحة القلق الفرنسي تطول وتحتاج إلى مجلدات في السياسة والفكر، ومن حق الفرنسيين فعلاً أن يقلقوا، لكن مما هو آت ومن نتائج سياستهم الفاشلة، وخياراتهم لساسة يفتقدون للحسِّ الوطني، ويلهثون خلف الصفقات المشبوهة على حساب مصالح بلادهم، ومن الدعم الذي قدَّموه ويقدِّمونه للإرهابيين وللدول الداعمة للإرهاب، وهنا الحديث يطول أيضاً والأجندة تكبر، وجدول التذكير بالموبقات التي اقترفها الساسة الفرنسيون يتسع، وهو متخم بالأدلة والقرائن التي تدين الفرنسيين أينما شطروا وجههم.‏

لن نذهب أبعد في سرد تلك القرائن والأدلة، ونترك للفرنسيين أنفسهم أن يطلقوا جردة الحساب مع ساستهم وبطريقتهم وبأسلوبهم، ووفق ما تقتضيه مصالحهم، لكن على المقلب الآخر، نستطيع أن نجزم بأنه لا بد من إعادة التذكير بالمحدِّدات التي أدّت وتؤدي إلى هذه الفوضى، وأن العدوان والخروج على الشرعية لا بد أن يصل إلى نهايته، وهذه النهاية لا تقتصر على القنوات الدبلوماسية أو السياسية، بل هناك خيارات تقتضيها مسؤولية الحفاظ على أرواح السوريين وحياتهم، وتمليها مسؤولية مواجهة العدوان، وليس من المقبول أن يكون تعويض الفشل أو الهروب من تداعيات دعم الإرهاب بممارسة العدوان الموصوف على سورية..!!‏

ندرك تفاصيل الأكاذيب الأميركية في الترويج لصعوبة الفرز وأحياناً الفصل.. والمتاهة المضللة للتحالف الأميركي وما يريده من خلفها، وما يُخطط له، وقد بان وانكشف وظهر للعلن، لكنه أيضاً في الضفة الموازية له، بات مسألة في غاية الخطورة ويحتاج إلى حسم، وهذا ما نعتقد إلى حدّ الجزم بأنه يصلح ليكون مشروع قلق غربي جدّي، وهو يشمل الفرنسيين كما يشمل غيرهم من الغربيين عموماً، بمن فيهم أولئك الذي يغرفون من القاع الآسن ويجترون في الموقع ذاته.‏

فالقلق هنا مشروع لأسباب ذاتية وموضوعية، لأن العدوان لن يبقى من دون حساب، والردّ عليه لا بدّ قادم، ولو طال في بعض الأوقات أو تأخر، والسكوت في بعض جزئياته لا يعني القبول به، بل من غير المسموح أن يستمر، سواء جاء تحت مظلة مكافحة الإرهاب.. أم حملته أجندات المصالح والأطماع الغربية، لأنه في نهاية المطاف يقود إلى النتيجة ذاتها والأمر معه سيان.‏

عند هذه النقطة نستطيع أن نحسم الجدل بأن ما يواجهه الفرنسي لوائح من القلق، وجميعها خارج كل ما تفوّه به وزيرهم، وهو آخر من يحق له الحديث في هذا الشأن أو يعلّق على الأمر، وقرائن إدانته تحملها يداه، فالقلق الفرنسي مشروع وعلى فرنسا وساستها ومعهم جميع الفرنسيين أن يأخذوه على محمل الجدّ، لكن ليس مما يجري من عمليات محاربة الإرهاب التي تقوم بها سورية، وهي تدافع بها عن العالم أجمع، بل من تداعيات ما اقترفته السياسة الفرنسية وموبقات ساستها، ومن أخطاء طياريها القتلة، ومن ارتدادات فشل الممارسات الفرنسية وإصرار ساستها على دعم الإرهاب واستمرار صفقاتهم مع مموّليه وداعميه ومنتجيه وحُماته.‏

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
طرطوس.. تأمين مستلزمات الإنتاج والنهوض بالواقع الزراعي القنيطرة.. تأهيل كوادر "الشؤون الاجتماعية والعمل " بتقنيات الحاسوب رفضاً للتدخل الخارجي.. وقفة احتجاجية في صليب التركمان  "زراعة اللاذقية".. تفقد المناحل ومحصول القمح محطة تحويل عربين في الخدمة حمص: تعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في حسياء "المالية" نحو إعادة هيكلية مديرياتها في المحافظات   شراكات صناعية على طاولة مباحثات سورية تركية لتطوير آفاق التعاون تعاون سوري ألماني في مجال الاتصالات وتقانة المعلومات خلال أيام.. "شام كاش" بالخدمة عبر كوى البريد عودة الحياة لصحنايا وأشرفيتها.. وإطلاق سراح دفعة ثالثة من الموقوفين  بمشاركة سوريا.. انطلاق أعمال مؤتمر أسبوع المياه العربي السابع في الأردن طرطوس.. إخماد حريق بالقرب من خزانات الشركة السورية للنفط أردوغان: لن نسمح بجر سوريا لصراع جديد السلطة الرابعة تستعيد دورها و"الثورة" تعود بروح جديدة تسجيل الطلاب المنقطعين في الجامعة الافتراضية حتى ٨ الجاري لنكن عوناً في استمرار نعمة المياه إعلان ترامب حول خفض الرسوم الجمركية على الصين.. تكتيك أم واقعية؟ تكريم كوادر مستشفى الجولان الوطني The Media line: حماية الأقليات أم ذريعة عسكرية".. إسرائيل تُعيد صياغة خطابها في سوريا