إعلان ترامب حول خفض الرسوم الجمركية على الصين.. تكتيك أم واقعية؟

الثورة – منذر عيد:
بين الواقعية والتكتيك، تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اندفاعته الاقتصادية العدائية ضد الصين، وشنه حرباً اقتصادية بسلاح “الرسوم الجمركية”، بإعلانه الانفتاح على خفض الرسوم الجمركية المفروضة على الصين في مرحلة ما، بعد أن دفعت تلك الحرب “فرض تعريفات جمركية “متبادلة” على معظم البلدان إلى قلب نظام التجارة العالمي رأسا على عقب، ودفع الأسواق المالية الأميركية إلى حالة من الاضطرابات.
الخطوة التي أقدم عليه ترامب تجاه الصين، لم تكن بلا مبررات، فمن وجهة نظر الرئيس الأميركي أن الرسوم الجمركية التي فرضها على الواردات الصينية بنسبة 145%  مرتفعة للغاية لدرجة أن أكبر اقتصادين في العالم توقفا فعلياً عن التعامل التجاري بينهما، ليقول في مقابلة مع برنامج “واجه الصحافة” مع كريستين ويلكر تم بثها أمس الأحد على قناة “إن بي سي”: “في مرحلة ما، سأقوم بتخفيضها، لأنه من دون ذلك، لن نتمكن أبداً من القيام بأعمال تجارية معهم، وهم يريدون بشدة القيام بأعمال تجارية”.
مبررات ترامب أكدها كبير الباحثين في معهد الدراسات الصينية – الأمريكية بواشنطن سوراب جوبتا، بتوضيحه أن الإدارة الأمريكية تراجعت جزئياً عن رسومها الجمركية التي وصلت إلى 145%، بعد أن لاحظت الأسواق المالية فقدان الثقة في سياساتها، وهو ما انعكس على تراجع في أسواق الأسهم والسندات، مشيراً  إلى أن هذه الرسوم تمثل شبه حظر تجاري بين البلدين، لأن المنتجات الصينية تلعب دوراً حيوياً في إبقاء التكاليف منخفضة ودعم إنتاجية الاقتصاد الأميركي، حسب ما ذكرت صحيفة “غلوبال تايمز” الصينية.
لقد أدى فرض ترامب رسوماً جمركية على الصين، وقيام الأخيرة بفرض رسوم جمركية بنسبة 125% على الواردات الأميركية، إلى هزّ الأسواق العالمية، وهددت برفع أسعار معدات التصنيع، بالإضافة إلى السلع بأسعار معقولة يعتمد عليها الكثير من الأميركيين.

– ضعف واشنطن:

في قراءة أولية لتصريحات ترامب تجاه الصين، فإن شيئاً من العقلانية يكسي تلك التصريحات، ليبقى السؤال، هل تخوف الرئيس الأميركي على الاقتصاد العالمي، وحرصه على حركة الأسواق هو السبب وراء ما قاله، أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟.

في الحقيقة فإن ثمة “قطبة” مخفية ربما دفعت بترامب إلى قول ما قاله، خاصة إذا ما علمنا أن رد الصين على قرارات ترامب الجمركية، أصابت الصناعات الأميركية المتقدّمة بمقتل، حين أوقفت تصدير المعادن النادرة إلى أميركا والتي تعد العمود الفقري للصناعات التكنولوجية، لينقل الرد الصيني إنتاج الصناعات الأميركية المتقدّمة مثل صناعة السيارات والأجهزة الذكية وحتى الصناعات العسكرية كصناعة قطع طائرات F35 وصواريخ التوماهوك، إلى مرحلة الخطر الشديد بعدما بدأت مخزوناتها بالنفاد، خاصة وأنه لو أعيد جدولة الشحنات الصينية فقط من دون أن تلغى نهائياً، ستؤدي إلى تأخير خطوط الإنتاج الأميركية 60 يوماً لأنها تعتمد بنسبة 70% على الواردات الصينية من هذه المعادن.

– الصين والمعادن النادرة:

تؤكد الوكالة الدولية للطاقة، أن الصين تسيطر على المخزون العالمي من المعادن النادرة المقدر بنحو 116 مليون طن، ووفقاً لأرقام هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، تبلغ حصّة الصين منه 44 مليون طن، أي 38%، وعلى مستوى الإنتاج، تسيطر الصين على 90% من الإنتاج العالمي، إذ تنتج نحو 225 ألف طن سنوياً، وفقاً للمصدر نفسه، فيما يبلغ الإنتاج العالمي، والذي تتشارك فيه 12 دولة نحو 250 ألف طن سنوياً.

والمعادن النادرة التي تحوّلت إلى أداة في الحرب التجارية بين واشنطن وبكين لكونها تستخدم في المركبات التكنولوجية الحديثة، هي اللانتانوم Lanthanum والسيريوم Cerium، والباراسيديوم Paraseodynium، والنيودينيوم Neodynium، والبروميثيوم Promethium، ساماريوم Samarium، أوروبيوم Europium، غادولينيوم Gadolinium، تيربيوم Terbium، ديسبيروسيوم Dysprosium، الهولميوم Holmium، إيربيوم Erbium، ثوليوم Thulium، ييتربيوم Ytterbium، لوتيتيوم Lutetium، سكانديوم Scnadium، ييتريوم Yttrium.

آخر الأخبار
تعاون سوري ألماني في مجال الاتصالات وتقانة المعلومات خلال أيام.. "شام كاش" بالخدمة عبر كوى البريد عودة الحياة لصحنايا وأشرفيتها.. وإطلاق سراح دفعة ثالثة من الموقوفين  بمشاركة سوريا.. انطلاق أعمال مؤتمر أسبوع المياه العربي السابع في الأردن طرطوس.. إخماد حريق بالقرب من خزانات الشركة السورية للنفط أردوغان: لن نسمح بجر سوريا لصراع جديد السلطة الرابعة تستعيد دورها و"الثورة" تعود بروح جديدة تسجيل الطلاب المنقطعين في الجامعة الافتراضية حتى ٨ الجاري لنكن عوناً في استمرار نعمة المياه إعلان ترامب حول خفض الرسوم الجمركية على الصين.. تكتيك أم واقعية؟ تكريم كوادر مستشفى الجولان الوطني The Media line: حماية الأقليات أم ذريعة عسكرية".. إسرائيل تُعيد صياغة خطابها في سوريا هل ينجح ترامب في تهدئة التوترات بين تركيا وإسرائيل بشأن سوريا؟ "البرلماني العربي": مقر الاتحاد سيظل في دمشق اللاذقية.. تدريب الأطباء المقيمين لاختصاص الجراحة الفكية محلل اقتصادي لـ"الثورة": التسعير الإداري هو الحل إدانات عربية وإفريقية للهجمات في السودان: تهديد للمدنيين وللاستقرار الدولار يلاحق الأسعار من جديد..حبزة لـ"الثورة": وقعنا في فخ التهريب والاستيراد الأمم المتحدة ترفض خطة مساعدات إسرائيلية.. و"العفو الدولية" تدعو للمحاسبة "فاينانشال تايمز" تحذر من أخطار تصاعد الخطاب اليميني في بريطانيا