جامعة حلب تدخل التصنيف العالمي.. د. رعدون يكشف لـ”الثورة ” تفاصيل فضيحة التزوير في كلية الاقتصاد

الثورة – عبد الغني العريان:
كشف رئيس جامعة حلب الدكتور أسامة رعدون لـ”الثورة” عن تفاصيل فضيحة التزوير في الجامعة مؤخراً وملفات شائكة طالما شغلت الرأي العام، وأكد في الوقت ذاته دخول الجامعة لأول مرة ضمن التصنيفات العالمية المرموقة بعد مرحلة جديدة من التحديث والانفتاح وفي لحظة فارقة من تاريخها الأكاديمي، وبعد سنوات من التراجع والفساد.

كيف بدأت القصة؟


الدكتور رعدون قال: إن الجامعة كشفت عن عمليات تزوير ممنهجة داخل كلية الاقتصاد، تمثلت في استبدال دفاتر الإجابة بعد الامتحان بالتعاون مع موظفتين داخل الكلية، مما أتاح لبعض الطلاب الحصول على علامات لا تعكس مستواهم الحقيقي.
وأضاف: إن الجامعة شكلت لجنة تحقيق مستقلة، أكدت تورط 42 طالباً، قبل فصلهم جميعاً وسحب أي شهادات صدرت بناءً على نتائج مزورة، مع اتخاذ الإجراءات القانونية بحق الموظفتين المتورطتين، مشيراً إلى أن الجامعة أحالت الملف كاملاً إلى الجهات القضائية، والإجراءات لم تقتصر على المعاقبة، بل شملت وضع آليات جديدة لمنع تكرار مثل هذه الخروقات مستقبلاً، ومن بين تلك الإجراءات تسليم نسخة مؤرشفة من الأسئلة قبل 48 ساعة إلى عميد الكلية، وتوزيع النسخة النهائية لحظة الامتحان فقط.
حول احتمالية وجود حالات مشابهة في كليات أخرى، أكد رعدون أن التحقيقات لا تزال جارية، مشدداً على أن “ما جرى هو حالة فردية لا يمكن تعميمها”، وأضاف: “نعمل على تعزيز ثقافة الشفافية، ونعتمد الآن على رقابة داخلية مشددة لمنع أي تجاوز مستقبلي”.
وحول تأثير القضية على سمعة الجامعة، أوضح أن الشفافية التي تعاملت بها الجامعة مع الملف، وسرعة المحاسبة، أسهمت في احتواء تبعاتها: “ما قمنا به رسالة واضحة أن جامعة حلب ترفض الفساد، ولن تتستر على أي مخالفات، وهذا ما لاقى احتراماً داخل الأوساط الأكاديمية حتى خارج سوريا”.
تصنيف عالمي رغم الصعوبات
وفي تحول لافت، أعلنت جامعة حلب دخولها لأول مرة ضمن تصنيف Times العالمي للتأثير لعام 2025، حين حلت في المرتبة 1501 من أصل 2318 جامعة حول العالم.
د. رعدون أوضح أن الجامعة تفوقت في معايير متعددة، أبرزها؛ البنية التحتية والابتكار الصناعي، المساواة بين الجنسين، والشراكات العالمية، مضيفاً: إن الإنجاز نتيجة عمل ممنهج وتعاون دولي مع أكثر من 40 دولة، ويمثل نقطة انطلاق نحو حضور أوسع في التصنيفات الدولية.
كما أشار إلى وجود خطة استراتيجية للارتقاء بمستوى البحث العلمي، وتوسيع برامج التبادل والتعاون الأكاديمي مع جامعات عالمية، خاصة في الدول الشريكة مثل روسيا والهند وماليزيا.
عودة 23 ألف طالب منقطع
على صعيد آخر، أعلن د. رعدون عن فتح أبواب عودة أي طالب منقطع عن الدراسة بسبب الحرب، من دون تحميله أعباء مالية، مشيراً إلى تسجيل نحو 23200 طالب، بعضهم تقدم لامتحانات الفصل الأول والثاني بشكل شرطي، مع توفير دعم أكاديمي ونفسي للمساعدة في اندماجهم مجدداً موضحاً أن القرار يشمل بعض المفصولين لأسباب غير أكاديمية، على أن تتم دراسة كل حالة على حدة.
وصف الدكتور رعدون المرحلة الحالية بأنها “مرحلة تأسيسية لبناء جامعة حديثة ونزيهة”، بعد سنوات الحرب والتراجع مضيفاً ” نعمل على تأهيل البنية التحتية، وتحسين التجهيزات المخبرية، وإدخال تقنيات تعليم حديثة؛ هدفنا أن تصبح جامعة حلب رائدة على مستوى المنطقة”.
وحول موضوع التوأمة الأكاديمية مع الجامعات التركية، أشار د. رعدون إلى أن الجامعة وقعت اتفاقيات مبدئية مع جامعات في الجنوب التركي، تشمل تبادل طلاب وأساتذة، متوقعاً انطلاق برامج أكاديمية مشتركة قريباً، تعود بالفائدة على الطلاب من خلال توسيع آفاق التدريب والبحث العلمي.
وفي ختام حديثه، شدد الدكتور رعدون على أن ما تمر به جامعة حلب اليوم يمثل “مرحلة تأسيسية لبناء جامعة حديثة ونزيهة”، مؤكداً أن الجامعة تجاوزت مرحلة التعافي بعد الحرب، وهي الآن في صلب عملية “التحول المؤسسي الشامل”، الذي يقوم على الحوكمة، والتحول الرقمي، وربط التعليم العالي بالتنمية وسوق العمل.
ورأى أن ما تحقق مؤخراً في ملفات الإصلاح الإداري، ودخول التصنيفات العالمية، واستيعاب الطلاب المتضررين من الحرب، كلها خطوات تعكس تحولاً حقيقياً قائماً على رؤية وطنية ومهنية، وقال: “نحن لا نعتبر ما جرى أزمة، بل فرصة لإعادة البناء وتصحيح المسار”، مضيفاً أن الجامعة “لن تتهاون في أي تجاوز”، وأن الإجراءات المتخذة مؤخراً هي جزء من نهج طويل الأمد في مكافحة الفساد الأكاديمي.
كما أشار إلى أن الشراكات الأكاديمية الدولية الجارية حالياً، والتوجه نحو منصات التعليم المفتوح، تُمهد لمرحلة جديدة تُعيد لجامعة حلب مكانتها، وتضعها في قلب الحراك العلمي في المنطقة.

آخر الأخبار
إحياء خط كركوك–بانياس.. خطوة استراتيجية نحو تكامل طاقي إقليمي  موجة حرائق جديدة تجتاح الغاب في عين الحمام جورين ناعور جورين  كنيسة "السيسنية" في ريف صافيتا.. أقدم الكنائس السورية على نهر الأبرش  مساهمات المجتمع المحلي.. دور مساند  في إطفاء لهيب الحرائق    معمل "الفيجة" أمام تحول جذري..  محمد الليكو لـ"الثورة": إنتاج 13 ألف عبوة في الساعة.. وحسومات تنافس... وسط تحديات كبيرة.. فرق الإطفاء تسيطر على معظم الحرائق في ريفي اللاذقية وحماة   إجماع عربي وإسلامي على إدانة تصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"  الصناعات السورية بوضع لا تحسد عليه ..   محمد الصيرفي لـ"الثورة": أمام انفتاح الاستيراد على مصراعيه.... " قمة ألاسكا" .. صخب وأضواء  بلا أي اتفاقات !   رصين عصمت لـ"الثورة": الدراسات الهندسية لضمان تنفيذ المشاريع بأفضل المواصفات  رئيس لجنة التحقيق الأممية: تقريرنا يكمل عمل الحكومة السورية ويعزز مسار الإصلاح  "التقدمي الاشتراكي" يطرح رؤيته للحل في السويداء  "قسد"  ترسل تعزيزات عسكرية استعداداً لحملة مداهمات في قرى دير الزور بمشاركة مشرّفة من المجتمع المحلي.. إخماد حريق قرية بملكة في طرطوس حمص تفتح أبوابها للسياحة… جولة بين حجارة القلعة وحدائق الغاردينيا أكثر من 70 فريق إطفاء ومروحيات  في مواجهة الحرائق النقل الداخلي.. من "فرنٍ متنقل" إلى واحة نسمات باردة تعويض الفاقد التعليمي للتلاميذ في بصرى الشام غرفتا عمليات لمتابعة إخماد الحرائق.. وزير الطوارئ: الأولوية الحفاظ على الأرواح والممتلكات وزير الطوارئ رائد الصالح: جهود كبيرة للفرق العاملة على إطفاء الحرائق