الكذب.. والمتكاذبون..!!

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم : إنه زمن انكشاف الكذب، ما سبق منه وما لحق، ما اعترفوا به وما أنكروه.. ما فات منه، وما بقي.

لا أحد بمقدوره الإنكار بأنه يزدهر هذه الأيام كما لم تعهده البشرية من قبل، ونعترف أن المدمنين عليه من ساسة ودبلوماسيين وإعلام،‏

أعجز من أن يعلنوا التوبة، ويحتاج الشفاء منه إلى وقت أطول بكثير، واعترافاتهم أو لعق مواقفهم وتصريحاتهم هي أيضاً نموذج آخر للكذب وربما للتكاذب الفاضح!‏

أردوغان يكذب على الأتراك كما يكذب عليه وزير خارجيته، والاثنان يكذبان على العالم أجمع.. وهولاند يكذب على الفرنسيين، كما تكذب إدارة أوباما على الأميركيين، وكذلك تفعل على أدواتها الوضيعة في المنطقة.‏

كذبوا في البداية إلى حد التخمة.. في العناوين، كما في التفاصيل.. في الوعود كما في الالتزامات.. في الشعارات كما في التحليل والتفسير والاستنتاج.. لم تسلم زاوية ولا تفصيل ولا توضيح أو استفسار من كذبهم.. لم يتركوا مجالاً ولا موضعاً ولا مكاناً إلا وكان لكذبهم فيه بصمة..‏

كذبوا في تباكيهم على السوريين.. في تعاطيهم.. واليوم، يكذبون على بعضهم وبين بعضهم.. ويعرفون أنهم كذلك.. ويصدقون أنهم يكذبون والأدهى أنهم يأخذون بما يكذبون..!!‏

كذبت تركيا في نفي علاقتها بالإرهاب والإرهابيين وبدورها في دعمهم.. وتكذب اليوم في روايتها حول القرصنة التي قامت بها ضد طائرة مدنية سورية.. وكما كذبت في تداعيات سقوط الطائرة التركية، كذبت أيضاً في موضوع سقوط قذائف على الجانب التركي.‏

كذبت على شعبها.. وتمارسه بصفاقة اليوم أكثر.. ومثلما كذبت على أسيادها ومشغليها، تكذب اليوم على حلفاء المصير المنتظر.. ولا تتردد في ضخ المزيد منه!!.‏

كذبت على الأميركيين والأوروبيين.. بوعودها وتعهداتها واستنتاجاتها وتحليلاتها، كما كذبوا عليها في وعودهم بضمها إلى الاتحاد الأوروبي، وبدورها المنتظر في المنطقة، كشرطي يتفوق على الشرطي الإسرائيلي، فكانت كلاب حراسة أحيلت إلى التقاعد المبكر.‏

كذبت على قطر والسعودية في نفوذها، ومقدراتها السياسية والدبلوماسية، وكذبتا عليها، وتبادلوا ذلك مع كل الأطراف الضالعة في التآمر على سورية.‏

كذبت أميركا على الأردن وكذب الأردن على شعبه وجواره.. والعسكر الأميركيون والبريطانيون يجولون على الحدود مع سورية، يلتقون المرتزقة والإرهابيين، يستمعون إلى أكاذيبهم.. ويستمع الإرهابيون إلى وعود كاذبة جديدة.. وتحليلات كاذبة واستنتاجات كاذبة!!!‏

سنسلم جدلاً بالرواية الأردنية، وما فيها من كذب، ونعتبر إقرار الوزير الأميركي إقراراً كاذباً.. له غاياته ونياته، للإيقاع بين الأردن وسورية.. وتأجيج الموقف بين الحكومة والشعب الأردني، وسؤالنا: من يكذب على الآخر؟ أم هي كذبة الاثنين معاً؟!‏

وسنسلم أيضاً، بأن الغرب تعرض للخديعة وأن الأوروبيين وقعوا في مصيدة الكذب التركي والوعود الخليجية، وأن هؤلاء أيضاً وقعوا ضحية كذب الوعود الغربية لهم.. لكن ما لا نسلّم به.. أن يكون الكذب التركي.. مسموعاً بعد اليوم.. أن يأخذ أحد به مهما خف مستوى محاكمته العقلية.. وننتظر من الشعب التركي كما هو مطلوب من الشعب العربي أن يبدي موقفاً واضحاً يعلن فيه رفضه هذا الكذب وأولئك الكاذبين، الذين أشبعوه بوعود واستنتاجات وتحليلات.. مادتها اليومية.. خبزها وماؤها الكذب.. وسؤالنا، إلى متى سيصدقون أكاذيب بعضهم؟ وإلى متى ستبقى اللغة الوحيدة التي يقدرون على التفاهم عبرها؟!‏

سؤال, لا نعتقد أنه سيطول الزمن حتى نرى إجاباته الواضحة.. رغم يقيننا بأن كذبهم لن يتوقف.. لكن حين يصبح على المكشوف, ثمة ما يدفع إلى الاعتقاد بأنه فقد فعاليته.. واستنفد أغراضه.. وانتهت فترة صلاحيته, معلنة نهاية صلاحية من امتهنه إلى حد الوضاعة.. وقد نبذه من تكاذب وكذب معه وعليه!!‏

 

a.ka667@yahoo.com ‏

 

آخر الأخبار
سرقة 5 محولات كهربائية تتسبب بقطع التيار عن أحياء في دير الزور "دا . عش" وضرب أمننا.. التوقيت والهدف الشرع يلتقي ميقاتي: سوريا ستكون على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين إعلاميو اللاذقية لـ"الثورة": نطمح لإعلام صادق وحر.. وأن نكون صوت المواطن من السعودية.. توزيع 700 حصة إغاثية في أم المياذن بدرعا "The Intercept": البحث في وثائق انتهاكات سجون نظام الأسد انخفاض أسعار اللحوم الحمراء في القنيطرة "UN News": سوريا.. من الظلام إلى النور كي يلتقط اقتصادنا المحاصر أنفاسه.. هل ترفع العقوبات الغربية قريباً؟ إحباط محاولة داعش تفجير مقام السيدة زينب.. مزيد من اليقظة استمرار إزالة التعديات على الأملاك العامة في دمشق القائد الشرع والسيد الشيباني يستقبلان المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان مهرجان لبراعم يد شعلة درعا مهلة لتسليم السلاح في قرى اللجاة المكتب القنصلي بدرعا يستأنف تصديق الوثائق  جفاف بحيرات وآلاف الآبار العشوائية في درعا.. وفساد النظام البائد السبب "عمّرها" تزين جسر الحرية بدمشق New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق